[إهدنا الصراط المستقيم]
ـ[محمد حسن]ــــــــ[28 Nov 2010, 12:35 م]ـ
أخوانى أهل ملتقى التفسير الكرام
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وبعد ... فهذه هى الحلقة السابعة _ والأخيرة _ من سلسلة حلقات (تأملات وتدبر فى أم الكتاب)
وقد جمعتها واختصرتها من المصادر الآتية:
المصادر
1 - القرآن الكريم مكتبة دار الشمرلى _ القاهرة
2 - تفسير الجلالين دار التقوى _ القاهرة
3 - تفسير ابن كثير مكتبة دار التراث -- القاهرة
4 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني
محمود الألوسي أبو الفضل
دار إحياء التراث العربي – بيروت
5 - تفسير التحرير و التنوير للطاهر بن عاشور الدار التونسية للنشر
6 - تفسير البحر المحيط لأبى حيان الأندلسي دار الكتب العلمية -- بيروت
7 - لمسات بيانية فى نصوص من التنزيل للدكتور فاضل السمرائى دار عمار للنشر – عمان
8 - لمسات بيانية للدكتور حسام النعيمى حلقات تلفزيونية – قناة الشارقة – النيل سات
9 - تفسير فاتحة الكتاب للشيخ محمد متولى الشعراوى حلقات تلفزيونية القناة الأولى الفضائية مصر النايل سات
[إهدنا الصراط المستقيم]
هذا دعاء ولا دعاء مفروض على المسلم قوله غير هذا الدعاء فيتوجب على المسلم قوله عدة مرات في اليوم وهذا بدوره يدل على اهمية الطلب وهذا الدعاء لان له اثره في الدنيا والآخرة ويدل على ان الانسان لا يمكن ان يهتدي للصراط المستقيم بنفسه الا اذا هداه الله تعالى لذلك. اذا ترك الناس لانفسهم لذهب كل الى مذهبه ولم يهتدوا الى الصراط المستقيم وبما ان هذا الدعاء في الفاتحة ولا صلاة بدون فاتحة فلذا يجب الدعاء به في الصلاة الفريضة وهذا غير دعاء السنة في (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة) (البقرة آية 201)
والهداية هي الالهام والدلالة. وفعل الهداية هدى يهدي في العربية قد يتعدى بنفسه دون حرف جر مثل اهدنا الصراط المستقيم (تعدى الفعل بنفسه) وقد يتعدى بإلى (وانك لتهدي الى صراط مستقيم) (الشورى آية 52) (واهديك الى ربك فتخشى) (النازعات آية 19) وقد يتعدى باللام (الحمد لله الذي هدانا لهذا) (الاعراف 43) (بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان) (الحجرات آية 17)
ذكر اهل اللغة ان الفرق بين التعدية بالحرف والتعدية بالفعل نفسه ان التعدية بالحرف تستعمل عندما لا تكون الهداية فيه بمعنى ان المهدي كان خارج الصراط فهداه الله له فيصل بالهداية اليه. والتعدية بدون حرف تقال لمن يكون فيه ولمن لا يكون فيه كقولنا هديته الطريق قد يكون هو في الطريق فنعرفه به وقد لا يكون في الطريق فنوصله اليه.
(فاتبعني اهدك صراطا سويا) (مريم آية 43) ابو سيدنا ابراهيم لم يكن في الطريق،
(ولهديناهم صراطا مستقيما) (النساء آية 68) والمنافقون ليسوا في الطريق.
واستعملت لمن هم في الصراط (وقد هدانا سبلنا) (ابراهيم آية 12) قيلت في رسل الله تعالى وقال تعالى مخاطبا رسوله (ويهديك صراطا مستقيما) (الفتح آية 2) والرسول مالك للصراط. استعمل الفعل المعدى بنفسه في الحالتين.
التعدية باللام والى لمن لم يكن في الصراط (فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا الى سواء الصراط) (ص آية 22) (هل من شركائكم من يهدي الى الحق) (يونس آية 35)
وتستعمل هداه له بمعنى بينه له والهداية على مراحل وليست هداية واحدة فالبعيد عن الطريق، الضال، يحتاج من يوصله اليه ويدله عليه (نستعمل هداه اليه) والذي يصل الى الطريق يحتاج الى هاد يعرفه باحوال الطريق واماكن الامن والنجاة والهلاك للثقة بالنفس ثم اذا سلك الطريق في الاخير يحتاج الى من يريه غايته.
واستعمل سبحانه اللام (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله) (الاعراف آية 43) وهذه خاتمة الهدايات.
ونلخص ما سبق على النحو التالي:
-انسان بعيد يحتاج من يوصله الى الطريق نستعمل الفعل المتعدي بإلى
-اذا وصل ويحتاج من يعرفه بالطريق واحواله نستعمل الفعل المتعدي بنفسه
-اذا سلك الطريق ويحتاج الى من يبلغه مراده نستعمل الفعل المتعدي باللام
¥