تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[القواعد الكلية للسنن الإلهية]

ـ[محمد جابري]ــــــــ[15 Dec 2010, 12:05 ص]ـ

[القواعد الكلية للسنن الإلهية]

وقد يقول القائل: جميل أن نتخذ السنن الإلهية القرآنية ضوابط للعلوم والمعارف لكن هناك اعتراض يكمن في كون السنن الإلهية وإن كانت من عند الله, فقد يداخلها فهم البشر، إما لقصور عن إدراكها ومعرفتها، وإما باتخاذها ذريعة بسوء نية.

والجواب بيّن في كون السنن الإلهية تتجلى في شقين:

1 - شق يتعلق بكل سنة على حده، وهنا تتفاوت المدارك والاستنباطات.

2 - وشق يتجلى في القواعد الكلية، والضوابط الكلية، والخصائص الكلية للسنن الإلهية، وهذا ليس موطن خلاف، ولا يمكن أن يكون كذلك، لما سنرى من ضوابط تكبل الانحراف، وهو ما يزيدنا ثقة بالسنن الإلهية الربانية واعتمادها مقياسا علميا دقيقا.

لم تأت السنن الإلهية في كتاب الله عهودا ربانية مجردة من قواعدها العامة وضوابطها وخصائصها.

ولئن سعى الفقهاء لتقعيد القواعد الأصولية والفقهية رغم كونها نسبية تشمل معظم أجزائها الفقهية، وقد تشذ عنها شواذ لا تنضبط بضوابط القاعدة، واعتبروا الشذوذ نادرا، والنادر لا حكم له في عرف الفقهاء.

فإن ما يميز السنن الإلهية القرآنية وقواعدها الكلية أنها تنطبق على كل جزئياتها، فلا تفلت سنة من قواعدها الكلية، ولا يتبرم ضابط من ضوابطها، ولا خاصية من خصائصها.

قد نجد استثناءات، لكن تحكمها قواعد كلية أخر مما يجعلها غير شاردة، ولا شاذة عن قاعدة أخرى.

وتتفوق السنن الإلهية عن غيرها من القواعد بكونها من أفعال الله الحكيم العليم، وهذا ما يقتضي بأن التعامل مع السنن الإلهية جولة في أفعال الله العلي الكبير؛ وأفعال الحق عز وجل تعالت عن النسبية والعبثية، بل وسمت ووصفت بالحكمة وهي عين الكمال الذي لم يأت به كتاب غير كتاب الله الذي جاء بكماله، وما فرط فيه الله من شيء. ولا ريب فيه.

وجدير بالمرء الاحتياط من التقول على الله: أعظم الذنوب إطلاقا؛ إذ كل زيغ وانحراف لا يسلم من مخاطر. ويقتضي الأمر لا محالة ربانية مرهفة الحس، منيبة إلى ربها في كل حين ليكشف اللبس ويفك الإشكال، حسب وعده سبحانه: (((ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ))) القيامة: 19. هذا فضلا عن الإحاطة بما علمنا سبحانه وتعالى من صفاته وأسمائه وأفعاله، وما اتسمت به ذاته القدسية، وما لا يجوز في حقه سبحانه وتعالى.

وأفعال الله كلها حكمة، وفي كل فعل من أفعاله سبحانه وتعالى قد يتطلع المرء إلى مواصفات عديدة لأسمائه وصفاته؛ فهو رب حكيم عليم، وهو غفور رحيم، فضلا عن كونه جل وعلا:الله الواحد القهار، وهو قوي عزيز، وعزيزذو انتقام ..

والكلام عن الأمور الكلية للسنن الإلهية يتأتى ضمن:

1 - القواعد الكلية.

2 - الضوابط الكلية.

3 - الخصائص الكلية.

وفيما يلي تفصيل ذلك.

-Iالقواعد الكلية

وتأتي لبيان الغاية من التشريع والهدف منه، وتستمد هذه المعطيات مما جاء منثورا من صدف غاليات من آي الكتاب تميزها إرادة الله من وراء التشريع، بصيغة (((يريد الله ... ))) (((والله يريد بكم ... )))

وتجلت القواعد فيما يلي:

1 - قواعد التشريع اعتنى بها الأصوليون:

1. التخفيف.

2. اليسر.

3. التدرج.

4. رفع الحرج.

وأغفل الأصوليون الكلام عن المقاصد التشريع التالية:

5. إتمام النعمة.

6. إحقاق الحق.

7. إذهاب الرجس عن آل البيت وتطهيرهم.

8. البيان الشافي.

9. التوبة.

10.العاقبة للمتقين.

11.قطع دابر الكافرين.

12.نصرة المستضعفين.

13.الهداية لسنن السابقين

ولئن اختصت اجتهادات الأصوليين بالأبحاث الكلية لو ضعوا اليد على هذه الغايات ولتجلت لهم بحور علوم السنن الإلهية.

- II الضوابط الكلية للسنن الإلهية

ولئن جاءت القواعد الكلية لبيان الغاية من التشريع كما سبق القول، قد تأتي الضوابط لمراعاة الشكل التشريعي، وهي كالتالي:

1 - الربانية: فهي ربانية المصدر، فمنه تمد وتستمد، واستمداد العلم الرباني يتطلب تقوى العبد: (((وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))) سورة البقرة: 282.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير