أما الالتفات في الآية التي في حق المؤمنين على قراءة عاصم " فيوفيهم " فهو مشعر بمقام آخر يليق بحال المؤمنين المختلف عن حال ومقام المكذبين الظالمين. فكأنه ينقل السامع إلى مقام آخر يشعر بالأمن والتكريم بعيدا عن ذلك المقام المشحون بالتهديد والوعيد.
وأما على قراءة الجمهور " فنوفيهم" فهو مشعر بعظمة التكريم وعظمة مقدار الأجور التي أعدها الله لعباده المؤمنين.
هذا والله أعلى وأعلم.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[11 Nov 2010, 07:50 ص]ـ
أسلوب الالتفات في الخطاب؛ أبلغ في البشارة، وأزجر في النذارة، وتفنن في الفصاحة، والالتفات إلى صيغة الغائب في ذكر الإثابة للمؤمنين بقوله: (فيوفيهم) وذكر التعذيب للكافرين بقوله (فأعذبهم) للاختلاف الظاهر بين حال المؤمنين وحال الكافرين، ولما كان سياق الحديث عن المخالفين قدمهم، وخاطبهم بقوله: (فأعذبهم) لبيان إذلالهم.
وجاء في تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ أبو السعود (ت 951 هـ):
" ولعل الالتفاتَ إلى الغَيبة للإيذان بما بين مصدري التعذيبِ والإثابةِ من الاختلاف من حيث الجلالُ والجمال، وقرىء فنُوفيهم جرياً على سَنن العظمةِ والكبرياء ". اهـ
وجاء بالمتكلم وحده فقال (فأعذبهم) وبالمتكلم المعظم نفسه بقوله: (فنوفيهم) اعتناءً بالمؤمنين، ورفْعاً من شأنهم؛ لمَّا كانوا مُعَظَّمِينَ عندَه" ذكره ابن عادل (ت 880هـ) في تفسيره اللباب في علوم الكتاب.
وجاء في تفسير البحر المحيط/ ابو حيان (ت 754 هـ):
" قال: {فأعذبهم} أسند الفعل إلى ضمير المتكلم وحده، وذلك ليطابق قوله: {فأحكم بينكم} وفي هذه الآية قال: فيوفيهم، بالياء على قراءة حفص، ورويس، وذلك على سبيل الالتفات والخروج من ضمير المتكلم إلى ضمير الغيبة للتنوع في الفصاحة.
وقرأ الجمهور: فنوفيهم، بالنون الدالة على المتكلم المعظم شأنه، ولم يأت بالهمزة كما في تلك الآية ليخالف في الإخبار بين النسبة الإسنادية فيما يفعله بالكافر وبالمؤمن، كما خالف في الفعل، ولأن المؤمن العامل للصالحات عظيم عند الله، فناسبه الإخبار عن المجازي بنون العظمة ".اهـ
ـ[عبد الله العسيري]ــــــــ[11 Nov 2010, 02:45 م]ـ
شكراً الله لكم جميعاً ..
قضيتم النهمة و بسط الإشكال فجزاكم الله خيراً جميعاً ..
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[12 Nov 2010, 01:15 ص]ـ
هو ما قاله الأستاذ العبادي (التفات) وهو من فنون البديع في البلاغة
وهو أيضا ما قاله الأستاذ أبوسعد، لكن صدّر كلامه بجملة
وسبب الالتفات هو: