تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد حسن]ــــــــ[20 Nov 2010, 10:32 م]ـ

الفرق بين الرؤية والنظر

أولاً- الرؤية هي إدراك المرئي من الجهة المقابلة. أما النظر فهو تقليب البصر حيال مكان المرئي طلبًا لرؤيته. وقيل: النظر طلب الهدى، والشاهد قولهم: نظرتُ فلم أرَ شيئًا. ويقال: نظرت إلى كذا، إذا مددت طرفك إليه، رأيته، أم لم ترَهُ. والنظر لا يكون إلا مع فقد العلم، بخلاف الرؤية. ومعلوم أنه لا يصلح النظر في الشئ؛ ليعلم إلا وهو مجهول. ولهذا لما رغب موسى عليه السلام في النظر إلى ربه جل وعلا، طلب منه سبحانه أن يمكنَّه من رؤيته؛ لكي ينظر إليه، فقال:? رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ? (الأعراف: 143)، فأجابه ربه جل وعلا بقوله:? لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ? (الأعراف: 143).

ثانيًا- وقد يراد بالنظر التأمل والفحص. وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص، وهو الرَّوِيَّة. يقال: نظرتَ فلم تنظر. أي: لم تتأمل، ولم تتروَّ. ويقال: نظرت فيه، إذا رأيته، وتدبرته. ونحو ذلك قوله تعالى:? أََوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ? (الأعراف: 185). وقوله تعالى:? أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ? (الغاشية: 17)، فذلك حثٌّ على التأمل في حكمة الله تعالى في خلقها. وعن سعيد بن جبير، قال: «لقيت شريحًا القاضي، فقلت: أين تريد؟ قال: أريد الكناسة. قلت: وما تصنع بها؟ قال: أنظر إلى الإبل كيف خلقت».

ويستعمل النظر في التحيُّر في الأمور؛ نحو قوله تعالى:? فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ? (البقرة: 55)، وقوله تعالى:? وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ? (الأعراف: 198). واستعمال النظر في البصر أكثر عند العامة، وفي البصيرة أكثر عند الخاصة. قال تعالى:? وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ? (القيامة: 22 - 23).

ثالثًا- والأصل في الرؤية أن تكون بالحاسة؛ نحو قوله تعالى:? لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ? (التكاثر: 6 - 7). وقد تكون بالوهْم والتخيُّل؛ نحو قوله تعالى:? وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ ? (الأنعام: 27). وقد تكون بالتفكُّر؛ نحو قوله تعالى:? إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ ? (الأنفال: 48). وقد تكون بالعقل؛ نحو قوله تعالى:? مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ? (النجم: 11).

وإذا عُدِّيَ فعل الرؤية إلى مفعولين، اقتضى معنى العلم؛ نحو قوله تعالى:? أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ? (الإسراء: 99). وإذا عُدِّيَ بـ (إلى)، اقتضى معنى النظر المؤدي إلى الاعتبار؛ نحو قوله تعالى:? أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ? (الملك: 19).

هذا والله اعلم

ـ[افق الدعوة]ــــــــ[20 Nov 2010, 11:12 م]ـ

اشكرك اختي قطر الندى على التساؤل

وجزى الله خيرا ابو سعد الغامدي و m. tafeh

على المعلومات والاجابات الموفقة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير