تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَتَكْوِينِهِ، وَلَهَا تَأْثِير فِي إِفَادَة الْحَيَاة لِلْجَسَدِ، وَلَا يَلْزَم مِنْ عَدَم الْعِلْم بِكَيْفِيَّتِهَا الْمَخْصُوصَة نَفْيه. قَالَ: وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالْأَمْرِ فِي قَوْله: (مِنْ أَمْر رَبِّي) الْفِعْل، كَقَوْلِهِ: (وَمَا أَمْر فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ) أَيْ فِعْلُهُ فَيَكُون الْجَوَاب الرُّوح مِنْ فِعْل رَبِّي، وَإِنْ كَانَ السُّؤَال هَلْ هِيَ قَدِيمَة أَوْ حَادِثَة فَيَكُون الْجَوَاب إِنَّهَا حَادِثَة. إِلَى أَنْ قَالَ: وَقَدْ سَكَتَ السَّلَف عَنْ الْبَحْث فِي هَذِهِ الْأَشْيَاء وَالتَّعَمُّق فِيهَا ا ه.

وجاء في فتاوى بن تيمة رحمه الله تعالى:

"سئل شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية - قدس الله روحه: - عن " الروح " هل هي قديمة أو مخلوقة؟ وهل يبدع من يقول بقدمها أم لا؟ وما قول أهل السنة فيها وما المراد بقوله عز وجل: {قل الروح من أمر ربي}؟ هل المفوض إلى الله تعالى أمر ذاتها أو صفاتها أو مجموعهما؟ بينوا ذلك من الكتاب والسنة.

الجواب

وأما قول السائل هل المفوض إلى الله أمر ذاتها أو صفاتها أو مجموعهما؟ فليس هذا من خصائص الكلام في الروح؛ بل لا يجوز لأحد أن يقفو ما ليس له به علم ولا يقول على الله ما لا يعلم. قال تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}. وقال تعالى. {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}. وقال تعالى: {ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق} وقد قالت الملائكة لما قال لهم: {أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين} {قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم} وقد قال موسى للخضر: {هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا} وقال الخضر لموسى لما نقر العصفور في البحر: ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور من هذا البحر. وليس في الكتاب والسنة أن المسلمين نهوا أن يتكلموا في الروح بما دل عليه الكتاب والسنة لا في ذاتها ولا في صفاتها وأما الكلام بغير علم فذلك محرم في كل شيء ولكن قد ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود أن {النبي صلى الله عليه وسلم كان في بعض سكك المدينة فقال بعضهم. سلوه عن الروح. وقال بعضهم لا تسألوه فيسمعكم ما تكرهون قال فسألوه وهو متكئ على العسيب فأنزل الله هذه الآية}. فبين بذلك أن ملك الرب عظيم وجنوده وصفة ذلك وقدرته أعظم من أن يحيط به الآدميون وهم لم يؤتوا من العلم إلا قليلا فلا يظن من يدعي العلم أنه يمكنه أن يعلم كل ما سئل عنه ولا كل ما في الوجود فما يعلم جنود ربك إلا هو."

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير