تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لو لاحظنا البناء اللغوي للصراط هو على وزن (فعال بكسر الفاء) وهو من الاوزان الدالة على الاشتمال كالحزام والشداد والسداد والخمار والغطاء والفراش، هذه الصيغة تدل على الاشتمال بخلاف كلمة الطريق التي لا تدل على نفس المعنى. الصراط يدل على انه واسع رحب يتسع لكل السالكين اما كلمة طريق فهي على وزن فعيل بمعنى مطروق اي مسلوك والسبيل على وزن فعيل ونقول اسبلت الطريق اذا كثر السالكين فيها لكن ليس في صيغتها ما يدل على الاشتمال. فكلمة الصراط تدل على الاشتمال والوسع هذا في اصل البناء اللغوي (قال الزمخشري في كتابه الكشاف الصراط من صرط كانه يبتلع السبل كلما سلك فيه السالكون وكانه يبتلعهم من سعته).

صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين

لماذا جاءت كلمة الصراط معرفة بأل مرة ومضافة مرة اخرى (صراط الذين انعمت عليهم)؟ جاءت كلمة الصراط مفردة ومعرفة بتعريفين: بالالف واللام والاضافة وموصوفا بالاستقامة مما يدل على انه صراط واحد (موصوف بالاستقامة لانه ليس بين نقطتين الا طريق مستقيم واحد والمستقيم هو اقصر الطرق واقربها وصولا الى الله) واي طريق آخر غير هذا الصراط المستقيم لا يوصل الى المطلوب ولا يوصل الى الله تعالى. والمقصود بالوصول الى الله تعالى هو الوصول الى مرضاته فكلنا واصل الى الله وليس هناك من طريق غير الصراط المستقيم. (ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا) (المزمل آية 19) (الانسان آية 29) (ان ربي على صراط مستقيم) (هود آية 56) (قال هذا صراط علي مستقيم) (الحجر آية 41)

وردت كلمة الصراط في القرآن مفردة ولم ترد مجتمعة ابداً بخلاف السبيل فقد وردت مفردة ووردت جمعا (سبل) لان الصراط هو الاوسع وهو الذي تفضي اليه كل السبل (فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) (الانعام 153) (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام) (المائدة 16) (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) (العنكبوت 69) (هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة) (يوسف آية 108) الصراط هو صراط واحد مفرد لانه هو طريق الاسلام الرحب الواسع الذي تفضي اليه كل السبل واتباع غير هذا الصراط ينأى بنا عن المقصود. (انظر شرح د. أحمد الكبيسي لكلمة الصراط وغيرها من مرادفات الطريق) فى مقالنا الفرق بين الصراط والطريق والسبيل ( http://www.islamiyyat.com/kalima_letterj.htm#%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%88%D9%85% D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82_) (http://www.islamiyyat.com/al-fateha.htm#%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D 8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B7_%D9%88%D8%A3%D8%AE%D9%88%D8 %A7%D8%AA%D9%87%D8%A7_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9 %82%D8%B1%D8%A2%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9% 8A%D9%85_%D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9% 84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1_%D8%A3%D8%AD%D9%8 5%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B3%D9%8A #%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1 %D8%A7%D8%B7_%D9%88%D8%A3%D8%AE%D9%88%D8%A7%D8%AA% D9%87%D8%A7_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1% D8%A2%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85_% D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D 9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1_%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D 8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B3%D9%8A)

ثم زاد هذا الصراط توضيحا وبيانا بعد وصفه بالاستقامة وتعريفه بأل بقول (صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين) جمعت هذه الآية كل اصناف الخلق المكلفين ولم تستثني منهم احدا فذكر:

- الذين انعم الله عليهم هم الذين سلكوا الصراط المستقيم وعرفوا الحق وعملوا بمقتضاه.

- الذين عرفوا الحق وخالفوه (المغضوب عليهم) ويقول قسم من المفسرين انهم العصاة.

- الذين لم يعرفوا الحق وهم الضآلين (قل هل انبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا) (الكهف آية 103 - 104) هذا الحسبان لا ينفعهم انما هم من الاخسرين.

ولا يخرج المكلفون عن هذه الاصناف الثلاثة فكل الخلق ينتمي لواحد من هذه الاصناف.

وقال تعالى (صراط الذين انعمت عليهم) ولم يقل تنعم عليهم فلماذا ذكر الفعل الماضي؟

اختار الفعل الماضي على المضارع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير