تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مني لملوم]ــــــــ[29 Nov 2010, 09:38 م]ـ

أما القول بأن (((يبشرك بكلمة منه))) يفيد العموم، وبناء العموم في لفظ (ولد) عليه فلا يسلم من إشكال؛ لأن بعده قوله الذي يصرح فيه بكنه هذه الكلمة، وهو (((اسمه المسيح عيسى ابن مريم ... ))) فأعاد عليه الضمائر بالتذكير، وصرح بأنه (((ابن))) لا (((ابنة))). [/ QUOTE]

جزاكم الله خيرا

وهذا القول بالفعل لا يسلم من اشكال تفضلت بذكره

ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[30 Nov 2010, 12:44 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا بعض الجواب عن هذا السؤال والله تعالى أعلم:

تعبيرُ مريم عليها السلام بلفظ الولد؛ هو بسبب كون قصتها أغرب من قصة زكريا. فلذلك نبّه على تعجبها من أصل الولادة بغض النظر عن كون المولود ذكرا أو أنثى. {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ}. وقد وقفت على كلام للبقاعي (ت 885هـ) رحمه الله تعالى في نظم الدرر ينص على هذا المعنى حيث قال: "ولما كان استبعادها لمطلق الحبل لا بِقَيْد كونه ذَكراً كما في قصة زكريا عليه السلام قالت {ولد} وقالت {ولم يمسسني بشر} لِفَهْمِهَا ذلك مِنْ نِسْبَتِه إليها فقط".

ومما يزيد هذا المعنى تأكيدا أن الله تعالى أجابها بقوله: {قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} فاستعمل لفظ الخلق. بخلاف السياق الذي ورد فيه لفظ "الغلام" سواء بالنسبة لمريم أو زكريا؛ فالذي ورد في الجواب في شأن مريم عليها السلام هو قوله تعالى: {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ..... قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} (مريم 20 - 21)

وقوله تعالى في شأن زكريا عليه السلام: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ...... قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} (مريم 8 - 9)

وقوله تعالى: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ..... قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} (آل عمران 40) فذكر هاهنا لفظ "الفعل" بدل لفظ "الخلق".

قال الإمام البقاعي رحمه الله تعالى: "ولما كان استبعادها لمطلق التكوين من غير سبب أصلاً عبَّر في تعليل ذلك بالخلق فقال: {الله} أي الملك الأعظم الذي لا اعتراض عليه {يخلق} أي يقدر ويصنع ويخترع {ما يشاء} فعبر بالخلق إشارة إلى أن العجب فيه لا في مطلق الفعل كما في يحيى عليه السلام من جعل الشيخ كالشاب".

وقد سبق ابن عطية 542هـ إلى التنبه إلى هذا الفرق حيث قال: "وجاءت العبارة في أمر زكريا "يفعل" وجاءت هنا، "يخلق" من حيث إن أمر زكريا داخل في الإمكان الذي يُتعارَف وإنْ قلَّ، وقصة مريم لا تتعارف ألبتة، فلفظ الخلق أقرب إلى الاختراع وأدل عليه".

والله تعالى أعلم وأحكم.

ـ[مني لملوم]ــــــــ[30 Nov 2010, 01:02 م]ـ

[ QUOTE= مصطفى فوضيل;130393]

تعبيرُ مريم عليها السلام بلفظ الولد؛ هو بسبب كون قصتها أغرب من قصة زكريا. فلذلك نبّه على تعجبها من أصل الولادة بغض النظر عن كون المولود ذكرا أو أنثى. {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ}. وقد وقفت على كلام للبقاعي (ت 885هـ) رحمه الله تعالى في نظم الدرر ينص على هذا المعنى حيث قال: "ولما كان استبعادها لمطلق الحبل لا بِقَيْد كونه ذَكراً كما في قصة زكريا عليه السلام قالت {ولد} وقالت {ولم يمسسني بشر} لِفَهْمِهَا ذلك مِنْ نِسْبَتِه إليها فقط".

جزاك الله خيرا أخي الكريم الأمر يزداد وضوحا

وربما مزيد مما وقف عليه الأخوة يكون فيه زيادة فائدة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير