وهنا يقع إشكال لأمثالي من الضعفاء وهو: هل الهمزة في المد المتصل تختلف عنها في المد المنفصل.؟ أليست شديدة مجهورة فيهما وحرف المد أليس بنفس صفاته فيهما؟ وإذا كان كذلك فما وجه تقييده بالمد المتصل؟
2 - كيف نقول عن بقية المصاحف والقراءات، هل نقول هذا إعجاز خاص بمصحف المدينة وبرواية حفص؟
آمل أن لا يكون هذا من الوابل السابق الذي بقي في الصحراء.
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[08 Dec 2010, 12:01 ص]ـ
الأخوة الكرام، السلام عليكم، وكل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول العام الهجرى 1432
أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليُمن والبركات
وبعد، فإن المنهج الذى سألنى عنه بعض الأفاضل، والذى اتّبعتُه فى عدى لحروف سورة نوح خاصة وسور القرآن عامةً، هو منهج فى غاية اليسر
فهو نفس منهج الإمام الدانى – رحمه الله – مع إضافة طفيفة جدا أدخلتُها عليه، حيث رأيتُ أن قواعد اللغة وعلم التجويد يُوجبان وجودها
فمنهج الإمام الدانى كما هو معلوم يعتمد المرسوم من الحروف دون الملفوظ منها، وهذا من وجهة نظرى هو المنهج الصحيح، وقد طبّقه الأخ حسين بن محمد فى عده لحروف سورة نوح ولكنى وجدتُ أنه لم يحتسب الهمزة فى المد المتصل، وذلك فى كلمتى: (دعاءى) و (جاء)، وهذا ما أراه غير سديد، وذلك لأن الهمزة فى المد المتصل ذات حضور قوى، فإنها هى السبب فى مد حرف المد أكثر من المد الطبيعي، وذلك لأن حرف المد ضعيف بذاته وبه صفة الخفاء، بينما الهمزة ثقيلة في النطق لأنها حرف شديد مجهور، ولذا فقد زِيد المد قبلها للتمكن من النطق بها، حتى أن كل القراء أجمعوا على زيادة المد المتصل عن المقدار الطبيعي اعتداداً بأثر الهمزة على حرف المد
وخلاصة ما رأيتُه أن همزة المد المتصل لا يمكن بحال تجاهل وجودها، وبالتالى فينبغى أن تُعد حرفاً من الحروف، تلك هى الإضافة الوحيدة التى أدخلتها على هذا المنهج.
ولو تأملنا فى عد الأخ الفاضل حسين، ثم فى تعليق الأخ الكريم بوصو عليه (وذلك فى موضوع: عدد حروف سورة نوح، بملتقى القراءات)، لوجدنا أن الأخ بوصو قد استدرك على الأخ حسين عدّه لهمزة (جاء)، بينما غفل عن همزة (السماء) فلم يستدركها عليه
وقد جاء عدد حروف سورة نوح وفقاً لعد الأخ حسين 949 حرفاً بعد أن استبعد همزة (جاء) من العد، ولكن بعد أن تُستَبعد معها همزة (السماء) فالعدد سوف ينقص ليكون 948 حرفاً
أما إذا طبقنا المنهج الذى خلُصتُ إليه بأن حسبنا الهمزات فى الألفاظ (جاء، دعاءى،السماء)، فسيزيد العدد إلى 951 حرفاً، هذا وفقا للنص الذى أورده الأخ حسين فى الموضوع المشار إليه آنفا، وهذا العدد يزيد واحداً عن العدد الذى نتج عنه احصائى أنا، فما السبب؟!
قمتُ بمراجعة النص الذى أورده الأخ حسين مرة أخرى، فتبين لى أنه قد وقع فى خطأ آخر، حيث زاد من عنده حرفاً ليس له وجود فى رسم مصحف المدينة على رواية حفص، هذا الحرف هو ألف المد فى كلمة (المؤمنات) التى وردت فى ختام السورة، فإنها لم تُرسم هكذا فى مصحف المدينة، وإنما رُسِمَت هكذا: المؤمنت، بدون ألف مد، ويبدو أن أحداً غيرى لم ينتبه إلى وجود هذا الخطأ!!
وبحذف هذا الحرف الزائد يصير عدد حروف سورة نوح 950 حرفاً بالتمام والكمال، ودون زيادة ولا نقصان!!
أرأيتم إخوانى وأخواتى إلى إعجاز القرآن الكريم فى إشارته إلى عدد سنى دعوة نوح عليه السلام، وذلك فى السورة الوحيدة التى إقتصرت على قصته هو وحده من أولها وحتى آخرها!!!
فهذا الإقتصار على قصته ودعوته فى قومه يُعدّ إشارة أخرى إلى موافقة عدد حروف السورة لعدد سنى دعوته
ومما هو جدير بالذكر أن هذا المنهج الإحصائى الذى خلُصتُ إليه منذ فترة طويلة، قد أغرانى بتطبيقه على سور أخرى، فأدّى كذلك إلى نتائج إعجازية لا تقل فى روعتها عن تلك الخاصة بسورة نوح
وإذا شئتم عرضتُ لكم نموذجا آخر منها
ولعل نجاح هذا المنهج معى فى أكثر من سورة، هو ما جعلنى أصدع بقوة بأن عدد حروف سورة نوح هو 950 حرفا لا تزيد ولا تنقص، وبأن هذه آية وبينة لنا من الله عز وجل على مصداقية الإعجاز الإحصائى لكتابه العزيز.
والله عز وجل أعلى وأعلم، وهو ولى التوفيق
تجدون في الملف المرفق أن سورة نوح، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، حسب المنهج الذي تم تحديده، 947 أو 951 لماذا؟ لأنه بترك الهمزات التي لم يكتبها الصحابة في {جاء} {السماء} {دعاءي} {خطيئتهم} يكون العدد (951 - 4) = 947
وبعد الهمزات الأربع يكون العدد 947 حرفا صحابيا + 4 أحرف من الضبط = 951 حرفا. ونوح عليه الصلاة والسلام إنما لبث فيهم {ألف سنة إلا خمسين عاما} وليس تسعة وأربعين ولا ثلاثة وخمسين عاما.
ثم إن السبب الذي من أجله عُدّت همزات {جاء} {دعاءي} {السماء} متوفر في خطيئتهم لما ذا تم اسبعاده واحتساب الثلاث؟
¥