ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[07 Dec 2010, 12:09 م]ـ
الاستاذ رضوان
السلام عليكم
جهدكم مشكور ومأجور ان شاء الله
اولا: هل كتاب التيسير في اصول التفسير: عطا ابو الرشتة/ متوفر في الاسواق؟؟
وان لم يكن متوفرا هل يمكنكم اضافته الى الموسوعة الشاملة للاطلاع عليه؟؟!!
ثانيا: هل سننتظر طويلا بقية النداءات؟
أخي محمد أشكرك
1. الكتاب فهو غير متوفر لأن صاحبه رئيس حزب التحرير الإسلامي وأنا حصلت عليه بطريقة شخصية.
ولكن ممكن الدخول على موقع عطا أبو الرشتة فتحصل عليه إن شاء الله.
2. بقية النداءات ستنزل هنا تباعاً بإذن الله نعالى.
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[07 Dec 2010, 12:41 م]ـ
وصلني عن طريق الإيميل واستأذنت صاحبه المحترم بإضافته فأذن لي
..........................................
راعنا" تعني: سيئنا
قال الله تعالى في نهيِ المؤمنينَ عن محاكاةِ وتقليد اليهودِ في مخاطبتِهم خاتمَ المرسلينَ:
"لا تقولوا: راعِنا، وقولوا: انظُرْنا واسمعوا".
اختلف المفسرون في كلمة " راعنا"، وجاء في أمرِها آراءٌ عجيبة. ولمّا كانتِ الآية ُ"منَ الذينَ هادوا يحرّفون الكلمَ عن مواضعِهِ ويقولونَ سمعْنا وعصيْنا واسمعْ غيرَ مُسمَعٍ وراعِنا ليّاً بألسنتِهم" تبين بصراحةٍ أنها من أقوالِ اليهودِ ليّاً بألسنتِهم، فهذا يعني أنّ اليهودَ كانوا يقولونَها ليّاً بألسنتِهم إيهاماً بأنَّها عربيّةٌ، مع أنَّ القصد منها هو معناها في العبريّةِ، وهذا يعني أنَّ كلمة "راع" موجودةٌ في لغتِهم. ومن هنا كان حريّاً بالمفسرينَ أنْ يمسكوا بكلمة "راع" في العبريّةِ، لينطلقوا منها إلى فهمِ المسألة على حقيقتِها.
إنْ كلمة "رَعْ "?? - نقرؤها راعْ - العبرية معناها: سيّء، أي هي وصفٌ للشيءِ بالسوء أو القذارة وما إلى ذلك.
فإذا قلتَ في العبريةِ: "شارونْ راعْ" فتقصد: "شارون سيئ" أو إذا قلتَ: "شارونْ هوْ إيشْ راعْ" فتقصدُ أنَّ شارونَ هو رجلٌ سيّءٌ.
طبعاً (دخولاً في السياسة)، لا ريْبَ في ذلك.
ولوْ كنتَ بينَ قومٍ عبرانيّينَ وأرادوا أن يشيروا لك إلى شخصٍ بعينِهِ بأنه السيءُ فيهم، أو بأنهُ سيّئهم، فإنهم يقولون عنهُ: "راعينو" ???? ra'aino, ra3aino ـ أيْ: هوَ سيئُنا.
ولتوضيحِ المقصودِ باللَّيِّ:
كلمةُ "سِْفر" التي معناها: كتاب، هي في العبريّةِ أيضاً "سِفِرْ" ???، وتلفظُ بمدِّ الكسرةِ الأولى التي تحتَ السين فنقول: "سيِفِر sefer ،saifer فنلفظُ المقطع الأول كما في كلمة: say . وإذا أردنا في العربيّةِ أن نبينَ عن سفرٍ بأنهُ خاصتُنا ولنا فإننا نقول: سِفْرُنا. وأمّا في العبريّةِ فنقول: سِفْرينو ????? ( sifraino).. أي عند لفظِها نلوي بلساننِنا ونُميلُه.
فماذا كان يفعل اليهودُ في المدينةِ من أجل الإساءة إلى الرسول، عليهِ السلامُ؟
انتهز هؤلاء كلمةَ "راعنا" العربيةَ، والتي يقصد العربُ بقولِها أن ينظرَ المخاطَبُ بها إليهم، أي كان العربُ يستعملونها في طلبِ نظرةِ الرعايةِ والاعتناء بهم من قِبَلَ الذي يخاطبونه. ولا نزال إلى اليومِ نستعملُها، وبخاصةٍ في مجال البيعِ والشراء، فنقول للبائعِ الذي نشعرُ أنه يطلبُ سعراً غالياً، ونريد أن يكرمَنا بخفضِهِ – نقول له: راعِنا يا ابن الحلال! .. أو نستنكرُ منه طلب سعرٍ غالٍ فنقول له: ما لكَ لا تراعينا يا رجلُ!
حسناً، انتهز يهودُ المدينةِ كلمةَ: "راعنا" العربيّةَ ليقولوها قاصدينَ منها معناها، لا العربيَّ، بل معناها في لسانِهم العبريِّ: "ليّاً بألسنتِهم". ومن البدهيِّ أن كثيراً منهم كانوا يلحنون في تحدُّثِهم بالعربيّةِ، ومن ذلكَ تغييرُ بعض الحركاتِ في الكلماتِ العربيّةِ بما يناسبُ ما في لسانِهم، فانتهزوا هذا أيضاً للتغطية وتمشيةِ الخداعِ.
أجل، انتهزَ اليهودُ كلمة "راعِنا" العربيّةَ معَ الليِّ لها بألسنتِهم، وصاروا يخاطبونَ بها الرسولَ، عليهِ السلامُ، قاصدينَ منها أن يصفوهُ بأنهُ سيئهم (أي السيء في القوم الموجودين حين الخطاب). وهنا يوجد احتمالان في ليِّ تلك الكلمةِ:
الاحتمال الأول (وأراه الأقوى): هو أنهم كانوا يقولونَها: راعينو ???? ( ra'aino, ra3aino) ، أي: يا سيّئَنا، أو: يا أيّها السيءُ فينا ومن بيننا.
الاحتمال الثاني: هو أنهم كانوا يقولونَها: "راعْنا"، بتسكين العين على أصلِ كلمة "راعْ" في لسانِهم. وهي أيضاً بمعنى: يا سيّئنا، أو: أيها السيءُ فينا ومن بيننا.
وهكذا كان اليهودُ يفعلونَ بكلمة "راعِنا"، عندما يخاطبون الرسولَ،عليْهِ السلامُ، يلوونَ ألسنتَهم بها، أو يلحنونَ في لفظِها، من أجل أن يقصدوا أن يصفوهُ بأنّه سيّءٌ، أيْ كانوا يتظاهروَن كأنهم مهتمون أن يوجهَ إليهم نظرَهُ وسمعَهُ؛ إيهاماً بانهم يجعلون لاهتمامه بهم اعتباراً ووزناً.
ومن أجل أن يقطعَ الله تعالى عليهم هذا الخبثَ، وتلك المخادعةَ، وذلك التمويهَ، فقد طلب منهم أن يقولوا:"اسمعْ وانظُرْنا".
"منَ الذينَ هادوا يحرّفون الكلمَ عن مواضعِهِ ويقولونَ سمعْنا وعصيْنا واسمعْ غيرَ مُسمَعٍ وراعِنا ليّاً بألسنتِهم وطعناً في الدين، ولو أنّهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمعْ وانظُرْنا لكانَ خيراً لهم وأقومَ، ولكنْ لعنَهم اللهُ بكفرِهم فلا يؤمنون إلّا قليلاً" (النساء: 46 (
"يا أيُّها الذين آمنوا لا تقولوا راعِنا وقولوا انظُرْنا واسمعوا وللكافرينَ عذابٌ أليمٌ" (البقرة: 104).
*******
من كتاب: "التفسير الغائب"
تأليف: عطية زاهدة
[email protected]
¥