تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ففي المسندوالسنن أن ابن عباس قال: ((قلت لعثمان بن عفان ما حملكم أن عمدتم إلى براءة وهي من المئين وإلى الأنفال، وهي من المثاني فجعلتموهما في السبع الطوال، ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال عثمان: كان النبي صلى الله عليه وسلم مماتنزّل عليه الآيات، فيدعو بعض من كان يكتب له، ويقول له: ضع هذه الآية في السورةالتي يذكر فيها كذا وكذا، وتنزل عليه الآية والآيتان، فيقول مثل ذلك، وكانت الأنفال من أول ما أنزل عليه بالمدينة، وكانت براءة من آخر ما نزل من القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فمن هناك وضعتها في السبع الطوال، ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم.))

وفي صحيح مسلم وغيره أن النواس بن سمعان الكلابي قال: ((سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: "كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهماشرق، أو كأنهما حِزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما".

وفيه أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة".

وفيه أيضاً عن حذيفة قال: ((صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلةٍ، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت يصلي بها ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء،فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها ... إلى آخر الحديث.

وفي الصحيحين في قصة الرجل الذي أراد أن يتزوج امرأة، وليس معه شيء من المال، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ماذا معك من القرآن؟ قال: معي سورة كذا، وسورة كذا عدها قال: "أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟ قال: نعم قال: "اذهب، فقد ملكتكها بما معك من القرآن".

وفي صحيح البخاري أن عبد الرحمن بن يزيد قال: سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم إنهن من العتاق.

والظاهر أن وضع هذه الأسماء كان بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمه، وقد جزم السيوطي في الإتقان بأنها توقيفية قال: وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار، ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك. انتهى

(من مشاركة للأخ: أمين حمدان بملتقى أهل الحديث)

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:11 ص]ـ

ومن موقع الإسلام سؤال وجواب أنقل لكم تلك الفتوى:

هل أسماء سور القرآن الكريم توقيفية؟

السؤال: متى وضعت أسماء سور القرآن في زمن نزول الوحي، هل النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو من قام بتسمية تلك السور في حياته، أم الصحابة من بعده عند جمعهم للقرآن في المصحف خلال فترة حكم عمر وعثمان رضي الله عنهم؟

الجواب:

الحمد لله

ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سَمَّى بعض سور القرآن، كالفاتحة، والبقرة، وآل عمران، والكهف.

واختلف العلماء، هل أسماء سور القرآن الكريم كلها ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أم أن بعضها ثبت اجتهاداً عن الصحابة رضي الله عنهم؟

فذهب أكثر العلماء إلى أن أسماء سور القرآن كلها توقيفية عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله:

" لِسوَر القرآن أسماءٌ سمّاها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم" انتهى.

"جامع البيان" (1/ 100).

وقال الزركشي رحمه الله:

"ينبغي البحث عن تعداد الأسامي: هل هو توقيفي، أو بما يظهر من المناسبات؟

فإن كان الثاني فلن يعدم الفَطِنُ أن يستخرج من كل سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق أسمائها، وهو بعيد" انتهى.

"البرهان في علوم القرآن" (1/ 270).

وقال السيوطي رحمه الله:

"وقد ثبتت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار، ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك" انتهى.

"الإتقان" (1/ 148).

وقال الشيخ سليمان البجيرمي رحمه الله:

"أسماء السور بتوقيف من النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ لأن أسماء السور وترتيبها وترتيب الآيات كل من هذه الثلاثة بتوقيف من النبيّ صلى الله عليه وسلم، أخبره جبريل عليه السلام بأنها هكذا في اللوح المحفوظ" انتهى باختصار.

"تحفة الحبيب على شرح الخطيب" (2/ 163).

وقال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله:

"وأما أسماء السور فقد جُعلت لها من عهد نزول الوحي، والمقصود من تسميتها تيسير المراجعة والمذاكرة" انتهى.

"التحرير والتنوير" (1/ 88).

وهذا ما اختاره بعض المعاصرين الذين كتبوا في علوم القرآن، مثل الدكتور فهد الرومي في "دراسات في علوم القرآن" (ص/118)، والدكتور إبراهيم الهويمل في بحث "المختصر في أسماء السور" في "مجلة جامعة الإمام" (ع30، ص135).

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى القول بأن بعض أسماء سور القرآن الكريم كان بتسمية النبي صلى الله عليه وسلم لها، وبعضها كان باجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم.

جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (4/ 16):

"لا نعلم نصا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على تسمية السور جميعها، ولكن ورد في بعض الأحاديث الصحيحة تسمية بعضها من النبي صلى الله عليه وسلم، كالبقرة، وآل عمران، أما بقية السور فالأظهر أن تسميتها وقعت من الصحابة رضي الله عنهم" انتهى.

وهو الذي رجحته الدكتور منيرة الدوسري في رسالتها: "أسماء سور القرآن الكريم وفضائلها".

والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير