ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[14 Dec 2010, 07:25 ص]ـ
وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى? وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ? وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (26)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[14 Dec 2010, 01:40 م]ـ
أخي الكريم بدر: عندما رجعت لأقوال أهل التفسير في الآية وجدتهم ذكروا خمسة أوجه لتأويل الأمر بالإيمان بعد الوصف به.
ولعل تلك الأوجه تجمع ما ذهب إليه المشاركون وتزيد عليه.
وأما توجيهك للآية فهو جميل وموفق إن شاء الله تعالى ولكن يمكن أن يعترض عليه بأن الإيمان بالقدر لم يرد ذكره في الآية وهو من أركان الإيمان.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[14 Dec 2010, 04:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله:
((يعني بذلك جل ثناؤه:"يا أيها الذين آمنوا"، بمن قبل محمد من الأنبياء والرسل، وصدَّقوا بما جاؤوهم به من عند الله="آمِنوا بالله ورسوله"، يقول: صدّقوا بالله وبمحمد رسوله، أنه لله رسولٌ، مرسل إليكم وإلى سائر الأمم قبلكم="والكتاب الذي نزل على رسوله"، يقول: وصدّقوا بما جاءكم به محمد من الكتاب الذي نزله الله عليه، وذلك القرآن="والكتاب الذي أنزل من قبل"، يقول: وآمنوا بالكتاب الذي أنزل الله من قبل الكتاب الذي نزله على محمد صلى الله عليه وسلم، وهو التوراة والإنجيل.
* * *
فإن قال قائل: وما وجه دعاء هؤلاء إلى الإيمان بالله ورسوله وكتبه، وقد سماهم"مؤمنين"؟
قيل: إنه جل ثناؤه لم يسمِّهم"مؤمنين"، وإنما وصفهم بأنهم"آمنوا"، وذلك وصف لهم بخصوصٍ من التصديق. وذلك أنهم كانوا صنفين: أهل توراة مصدّقين بها وبمن جاء بها، وهم مكذبون بالإنجيل والقرآن وعيسى ومحمد صلوات الله عليهما= وصنف أهل إنجيل، وهم مصدّقون به وبالتوراة وسائر الكتب، مكذِّبون بمحمد صلى الله عليه وسلم والفرقان، فقال جل ثناؤه لهم:"يا أيها الذين آمنوا"، يعني: بما هم به مؤمنون من الكتب والرسل= "آمنوا بالله ورسوله" محمد صلى الله عليه وسلم= "والكتاب الذي نزل على رسوله"، فإنكم قد علمتم أن محمدًا رسول الله، تجدون صفته في كتبكم= وبالكتاب الذي أنزل من قبلُ الذي تزعمون أنكم به مؤمنون، فإنكم لن تكونوا به مؤمنين وأنتم بمحمد مكذبون، لأن كتابكم يأمركم بالتصديق به وبما جاءكم به، فآمنوا بكتابكم في اتّباعكم محمدًا، وإلا فأنتم به كافرون. فهذا وجه أمرهم بالإيمان بما أمرهم بالإيمان به، بعد أن وصفهم بما وصفهم بقوله:"يا أيها الذين آمنوا".
انتهى كلامه رحمه الله
وأما الإمام ابن كثير فقال: ((يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالدخول في جميع شرائع الإيمان وشعبه وأركانه ودعائمه، وليس هذا من باب تحصيل الحاصل، بل من باب تكميل الكامل وتقريره وتثبيته والاستمرار عليه. كما يقول المؤمن في كل صلاة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] أي: بَصِّرنا فيه، وزدنا هدى، وثبتنا عليه. فأمرهم بالإيمان به وبرسوله، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ} [الحديد: 28]. انتهى كلامه رحمه الله
وقد سبق بعض الإخوة بذكر هذا القول
والله الموفق