تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

] لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ [[آل عمران: 164]

] هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [[الجمعة: 2]

والملاحظ أن سيدنا إبراهيم قدم العلم على التزكية بينما أبت الآيات الثلاث إلا

تقديم التزكية على التعليم، وهي إشارة كافية لتقديم علوم التزكية على غيرها من العلوم والذي يهمنا اللحظة هي الأسماء الحسنى " العزيز الحكيم " فهل جاء في القرآن ما يشهد لهذا الاستعمال في هذا الموطن أن لا؟

ففي قوله تعالى:] يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ [1] هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِين [2] ٍ [الجمعة ما يشهد لهذا الاستعمال في هذا الموطن وجاء هنا الاسم مركبا من أربعة أسماء عوض اثنين " الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ "

9 - علام الغيوب

يقول عز من قائل نقلا عن الرسل جميعا:] يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ [[المائدة: 109]

وقال سيدنا عيسى عليه السلام] وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ [[المائدة: 116]

انظر حفظك الله إلى هذا الأدب الجم لرسل الله بين يديه سبحانه وتعالى كيف تساوت فيه العبارة وانسجمت مع الأسماء في لطيف الإشارة. إنه الإتباع لما جاء منصوصا عليه في القرآن الكريم] إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ [[سبأ: 48] وقوله تعالى:] أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ [[التوبة: 78]

10 - العليم الخبير

] وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِير [ُ [التحريم: 3] نلاحظ هنا استعماله صلى الله عليه وسلم اسم: " العليم الخبير " وإذا ما نحن استفسرنا القرآن عن اسم يطابق استنباء الغيب وجدناه في قوله عز من قائل:] إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [[لقمان: 34] فالقرآن الكريم يبين لنا بأن طلب معرفة أمر غيبي لا يتم إلا بالاستعانة باسم " الله العليم الخبير " مكتملة مجتمعة، مما يجعلنا نتساءل: ما سر استعماله صلى الله عليه وسلم لاسم "العليم الخبير"؟

يدل اسم " العليم الخبير " على طلب التوفيق بين الأزواج وهو مقصوده صلى الله عليه وسلم من كشف بعض الحديث دون بعض، غضا للطرف، وجبرا للقلوب، وتجاوزا عن الذنوب. واقرأ قوله تعالى في هذا الصدد: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً} [النساء: 35].ولما لان قلب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، تولى الله التوفيق بينه وبين أزواجه] إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ [4] عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً [5] [التحريم. وكان هذا الشرط والوعيد الذي تلاه كافيان لإعلانهما التوبة النصوح.

جاءت هذه الأسماء بجملة من الأسماء المركبة تركيبا نعتيا أو إضافيا ومعلوم بأن التركيب الإضافي لا يستجيب لمتطلبات الأسماء البالغة في الحسن غايته وهنا وجدتني واقفا أسأل الله من فضله أن يمنّ بحل الإشكال.

وعلى أي ففي كل هذه الأسماء لم نشهد إلا الأسماء المركبة وليست فيها أسماء مفردة فهل نستخلص الدرس ونستبق الخيرات لنكون من السابقين بالخيرات بإذن الله؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير