لاحظ أيها اللبيب تركيزه سبحانه وتعالى على قوله: {وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ} [غافر: 13]. فالتذكر والتدبر لا يتأتى إلا لمن جاء من باب الإنابة والتذلل لا غير.
يا الله العلي الكبير افتح لنا ما انغلق من الفهم عن سنة هداية خلقك، وكفى بالله عليما حكيما، وصل اللهم على محمد وعلى آله:
وحينما أتصفح كتاب الله متدبرا آيات الهداية تنكشف لي سننها وقوانينها بما لا مزيد عنه من غير تعسف فهم، ولا ظلم ولا حيف يلحق بأحد، ولا تعارض ولا تناقض في كتاب ربنا ومع سنن الله ينكشف كل إشكال وتحل كل العقد:
فمن كتب الله لهم الهداية؟
1 - المسلمون أمرهم لله، الواثقون بأن الله لا يفعل إلا خيرا:
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً [66] وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيماً [67] وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً [68]} النساء
2 - المحسنون:
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الأنعام: 84]؛
{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ [114] وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ [115] و وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ [116] َ وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ [117] َوَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [118] وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ [119] سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ [120] إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [121]} الصافات
3 - طائفة من الأنبياء المجتبين:
{و وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ [86] َمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [87]} الأنعام؛
4 - الذرية المجتباة:
{] أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً} [مريم: 58]
عرض لنماذج من سنن الله في الهداية والضلال
{يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النساء: 26]
وفيما يلي بيان لنماذج من سنن الله في الذين يهديهم الله
الذين يهديهم الله:
1 - المؤمنين المعتصمين بالله:
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً} [النساء: 175]
2 - المتبعين رضوان الله:
يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [المائدة: 16]
3 - المنشرحة صدورهم
{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ} [الأنعام: 125]
4 - أهل الإيمان والعمل الصالح
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [يونس: 9]
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [الإسراء: 9]
5 - المنيين
{قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد: 27]
{اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} [الشورى: 13]
6 - المتضرعين لله بالدعاء
¥