تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثانيًا: كأني أفهم من كلامك أن من الأفضل ترك مصطلح (أكلوني البراغيث) واستعمال مصطلح آخر كما فعل ابن مالك، وأقول لك إني لا أناقش مثل هذه المسألة فالمصطلح يفرض نفسه بالاستعمال وابن مالك وضع مصطلحًا ولم يتابعه أحد فيه وفضلوا المصطلح القديم وهذا اختيار اختاروه ومن حق كل مجتهد أن يضع مصطلحًا ولكنه لا يستطيع أن يحمل غيره عليه.

وآخر ما أوردته أنه لا دليل على ردّ المتقدمين على ابن مالك وتأويل الحديث الذي استعمله للاصطلاح مبينين أنه لا تنطبق عليه هذه اللغة، وأنا أنقل لك ما ورد في كتابين من الكتب التي شرحت ألفية ابن مالك الأول شرح ابن عقيل (1: 473) وفي الحاشية تعليق المحقق جاء فيه:

"وهذه اللغة القليلة هي التي يعبر عنها النحويون بلغة (أكلوني البراغيث، ويعبر عنها المصنف في كتبه بلغة (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار) (1)، فـ (البراغيث) فاعل (أكلوني) و (ملائكة) فاعل (يتعاقبون) هكذا زعم المصنف.


(1) قد استشهد ابن مالك على هذه اللغة بهذا الحديث، وذلك على اعتبار أن الواو في " يتعاقبون " علامة جمع الذكور، و " ملائكة " وهو الفاعل مذكور بعد الفعل المتصل بالواو.
وقد تكلم على هذا الاستدلال قوم، من المؤلفين، وقالوا: إن هذه الجملة قطعة من حديث مطول، وقد روى هذه القطعة مالك رضي الله عنه في الموطأ، وأصله " إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم: ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار " فإذا نظرت إلى الحديث المطول كانت الواو في " يتعاقبون " ليست علامة على جمع الذكور، ولكنها ضمير جماعة الذكور، وهي فاعل، وجملة الفعل وفاعله صفة لملائكة الواقع اسم إن، و " ملائكة " المرفوع بعده ليس فاعلا، ولكنه من جملة مستأنفة القصد منها تفصيل ما أجمل أولا، فهو خبر مبتدأ محذوف، ولورود هذا الكلام على هذا الاستدلال تجد الشارح يقول في آخر تقريره: " هكذا زعم المصنف " يريد أن يبرأ من تبعته، ولقائل أن يقول: إن الاستدلال بالقطعة التي رواها مالك بن أنس في الموطأ، بدون التفات إلى الحديث المطول المروى في رواية أخرى".
وجاء في حاشية الصبان على شرح الأشموني (3: 11) قال:
" [ i] قوله: (أكلوني البراغيث) عبر بأكلوني مع أن حقها أكلتني أو أكلنني لأن الواو للعقلاء سواء كانت ضميراً أو علامة جمع تشبيهاً لها بهم من حيث فعلها فعلهم من الجور والتعدي المعبر عنه بالأكل مجازاً كذا في شرح الجامع والمغني. قوله: (يتعاقبون) أي تأتي طائفة عقب طائفة. قوله: (ثم قال لكنني أقول إلخ) تبع فيه المرادي. قال الشيخ يحيى هذا كلام السهيلي وأما الناظم فاستدل به على تلك اللغة فالشارح خلط الكلامين. قوله: (لأنه حديث مختصر) أي من الراوي يعني أن الراوي اختصر اللفظ النبوي الذي هو الحديث المطول بحذف صدره واللفظ النبوي: «إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار» فالواو في يتعاقبون ضمير يرجع إلى ملائكة السابق، وقوله ملائكة بالليل إلخ بيان لما أجمل في ملائكة السابق وهكذا الحال بعد الاختصار فالواو في المتختصر عائدة على ملائكة الأولى المحذوفة قاله البهوتي دافعاً به بحث سم بأن اللفظ المختصر يتعين كون الواو فيه حرفاً لإسناد الفعل إلى الظاهر أي فلا يتم الجواب بالاختصار ولا يخفى ما في كلام البهوتي من البعد فتأمل".

أرجو أخي سليمان أن أكون أجبت واعذرني لما قد تراه من تقصير.

ـ[فيصل الغامدي]ــــــــ[07 - 08 - 2008, 09:03 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله.
شكرا للمشاركين جميعا، لكن أليس في هذا التركيب شذوذ إذا أعتبرت الواو ضميرا، فالبراغيث غير عاقل فلا يكون له هذا الضمير بل يكون له التاء أو النون، كما يقال: ((البراغيث أكلت، أو أكلن))، و لا يقال ((البراغيث أكلوا)). أليس كذلك؟
لعل الأولى أن تسمى هذه اللغة لغة يتعاقبون فيكم.

وما عليك أن تعامل معاملة الجمع المذكر؟

كما نعلم أنها سماعية عن فصحاء من العرب فكيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم نطق بها وهو أفصح الناطقين بالعربية.

ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[07 - 08 - 2008, 11:06 ص]ـ
وما عليك أن تعامل معاملة الجمع المذكر؟

كما نعلم أنها سماعية عن فصحاء من العرب فكيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم نطق بها وهو أفصح الناطقين بالعربية.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير