لا أظنك تعني قولهم ((أكلوني البراغيث)) فليس حديثا. بل أظنك تعني قوله صلى الله عليه و سلم: ((يتعاقبون فيكم ملائكة)) و استخدام الواو هنا جار على سنن العربية لأن الملائكة عاقلون.
ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[07 - 08 - 2008, 11:38 ص]ـ
أما الشاهد الشعري فإن النحاة لا يقللون من قيمته مجهولة القائل، بل استشهدوا بأبيات رويت منسوبة إلى الجن والكلام في هذا يطول. ثانيًا: .. ومن حق كل مجتهد أن يضع مصطلحًا ولكنه لا يستطيع أن يحمل غيره عليه.
وتأويل الحديث الذي استعمله للاصطلاح مبينين أنه لا تنطبق عليه هذه اللغة،
إن هذه الجملة قطعة من حديث مطول، وقد روى هذه القطعة مالك رضي الله عنه في الموطأ، وأصله " إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم: ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار "
[ font="arabic typesetting"][size="5"] واعذرني لما قد تراه من تقصير.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و جزاك خيرا، و أستأذنك للبدء من آخر الرسالة لأني رأيته أولى بالتقديم، فأقول أما التقصير فلا أرى تقصيرا، و لا أظن أحدا يزعم ذلك، إنما أرى علما و جدا، والعلم ظالة المؤمن فأردت الاستفادة من النقاش هذا أولا. وثانيا ان قولهم إن الحديث نتفة من حديث مطول كلام باطل مردود لأنه روي هكذا في أكثر من موضع في صحيح البخاري و في صحيح مسلم و يبدو أني أسأت التعبير فالتأويل الذي أعنيه في المداخلة السابقة هو تأويل قولهم ((أكلوني البراغيث)) بأنه يرجع إلى عقلاء، و قد أجبت على ذلك مشكورا، ولكنه نص بعيد عن عصر سيبويه فما هو إلا تخمين، أما الشاهد الشعري مجهول القائل ففي نفسي شيء مما قلت لأنه مخالف لما ذكر في كتب أصول النحو، و أجابوا عن شواهد سيبويه بأنه ثقة، و لو نظرنا نظرة إلى ردود البصريين على شواهد الكوفيين لرأينا استنادهم في الرد على أن القائل مجهول، و كتاب الإنصاف خير شاهد.
أما المصطلح فأوافقك القول بأنه ليس لأحد أن يحمل غيره عليه، لكن من حق غيره نقد المصطلح و بيان عيبه و الدعوة إلى مصطلح آخر أفضل منه. هذا ما أراه، و أرجو منكم تصحيح رأيي هذا إن كان فيه خطأ.
بارك الله فيكم، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[07 - 08 - 2008, 01:03 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و جزاك خيرا، و أستأذنك للبدء من آخر الرسالة لأني رأيته أولى بالتقديم، فأقول أما التقصير فلا أرى تقصيرا، و لا أظن أحدا يزعم ذلك، إنما أرى علما و جدا، والعلم ظالة المؤمن فأردت الاستفادة من النقاش هذا أولا. وثانيا ان قولهم إن الحديث نتفة من حديث مطول كلام باطل مردود لأنه روي هكذا في أكثر من موضع في صحيح البخاري و في صحيح مسلم و يبدو أني أسأت التعبير فالتأويل الذي أعنيه في المداخلة السابقة هو تأويل قولهم ((أكلوني البراغيث)) بأنه يرجع إلى عقلاء، و قد أجبت على ذلك مشكورا، ولكنه نص بعيد عن عصر سيبويه فما هو إلا تخمين، أما الشاهد الشعري مجهول القائل ففي نفسي شيء مما قلت لأنه مخالف لما ذكر في كتب أصول النحو، و أجابوا عن شواهد سيبويه بأنه ثقة، و لو نظرنا نظرة إلى ردود البصريين على شواهد الكوفيين لرأينا استنادهم في الرد على أن القائل مجهول، و كتاب الإنصاف خير شاهد.
أما المصطلح فأوافقك القول بأنه ليس لأحد أن يحمل غيره عليه، لكن من حق غيره نقد المصطلح و بيان عيبه و الدعوة إلى مصطلح آخر أفضل منه. هذا ما أراه، و أرجو منكم تصحيح رأيي هذا إن كان فيه خطأ.
بارك الله فيكم، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الحبيب سليمان
منذ شهر فرغت من قراءة أول رسالة دكتوراه أعدت في جامعة الملك سعود تمهيدًا لنشرها وهي عن الشاهد الشعري وبين الباحث اختلاف النحويين في موقفهم من الشاهد المجهول القائل من حيث النظرية ولكنهم يستشهدون به عمليًّا وأنقل لك نبذة مما جاء في عمله الطويل:"كما ردّده البغدادي (ت1093ه) عند هذا الشاهد بنصّه معزوّا. و أردفه برأيه: "أقول الشاهد الذي جُهل قائله إن أنشده ثقة كسيبويه، وابن السرّاج والمبرد، ونحوهم، فهو مقبول يُعتمد عليه، ولا يضرّ جهل قائله، فإن الثقة لو لم يَعلم أنه من شعر يصح الاستدلال بكلامه لما أنشده" (). وقال أيضًا: "ويؤخذ من هذا أن المجهول القائل وغير المتمّم إن صدر من ثقة يعتمد عليه، وإلا فلا، ومن هنا معروفة القائل وما عيب بها ناقلوها، فما طعن فيه أحد من المتقدمين ... فشواهده راجحة رفيعة" ().
وعلى الرغم من أن البغدادي أكثر تحديدًا لموقفه من الشاهد غير معروف القائل ممّن سبقوه حسب اطلاعي، وقد اشترط في رواية الثقة، ومثل لمن تكون فيهم الثقة بسيبويه وابن السراج والمبرد وغيرهم، وسيبويه وابن السراج والمبرد كلّهم بصريون، فمن يدخل من الكوفيين مثل تحت كلمة (غيرهم) التي أجملها؟ هل يدخل الكسائي (ت189ه) والفراء (ت207ه) وثعلب (ت291ه) وهم من أئمة الكوفيين، ويماثلون في التوثيق بعض من ذكر، ويبذّون بعض ما ذكر كالمبرد عند أصحاب الجرح والتعديل البصريين أنفسهم () فإذا كانت لفظة "وغيرهم" تشمل هؤلاء، فإنه لا اعتراض على تلك الشواهد السالفة بسبب عدم معرفة قائلها؛ لأنها عن هؤلاء الكوفيين، وهم ثقات بشهادة بصريين. ولكني لا أعتقد أن البغدادي يعني بالثقة كلّ ما تعنيه في ميزان العدالة والتجريح، وإنما يدخل فيها مقومات صناعة الإعراب من قياس ونحوه، فمن الثقة المحافظة على هذه المقوّمات، فالشاهد مجهول القائل إن حكم بقوله من تتوفّر فيه هذه النزعة قبل، لتماشيه مع الصناعة وبخاصة المذهب البصري على وجه العموم، وإلا فلا، خشية من تخريب القواعد المحكمة المحصورة المحدودة فمساعدة المتعلمين، بشواهد يمكن الحكم عليها بالنادر والشاذ والمؤوّل ... إلخ لحماية القاعدة منها".
¥