تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

امتلأ، غير أن الأول متعد والثاني لازم.

فماء إما أن يعرب تمييزا أو مفعولا به بعد حذف الجار، وليس مفعولا ثانيا.

هذا شيخنا الجليل الأغر يؤيد ما ذهبتُ إليه.

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[05 - 08 - 2008, 06:47 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مرحبا بأستاذنا الأغر , ونفعنا الله بعلمك

أستاذنا الفاضل , هل يحق لنا أن نعقّب ونناقش ما تفضّلت به في مداخلتك؟

اسمحوا لي بإبداء بعض الآراء ..

هذا تواضع منك أستاذنا , فأنت تستطيع المشاركة متى تشاء , وهو شرف لنا أن نرى رأيك

ولكن نفهم من ذلك أنّ ما ستعرضه هو رأي , وموقف تبنيته , وأنّ هناك من يرى غير رأيك من النحويين , وهذا ما لمسته من ملاحظاتك التالية , وكنا نودّ أن نعرف وجهات النظر الأخرى للنحويين فيما قدّمته بارك الله فيك

- جملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب مطلقا اقترنت بالفاء أو لم تقترن مثل جملة الشرط، لأن المفرد لا يقع موقعها ولا يسد مسدها.

هذه الرأي ليس محل اتفاق بين النحويين , فاعتبار جملة جواب الشرط الجازم المقترنة بالفاء في محل جزم أمر تظافر عليه النحاة , قدماؤهم ومحدثوهم , الشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى:

فهذا الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد الخراط في كتاب " مشكل إعراب القرآن " يعرب الجمل التي وقعت جواب شرط مقترنة بالفاء في محل جزم , فيقول مثلا: في قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}:

"جملة "فلا تجعلوا" جواب شرط مقدر في محل جزم أي: إن أعطاكم هذا فلا تجعلوا."

وقال في قوله تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}

"جملة "فمن تبع هداي فلا خوف عليهم" جواب الشرط الأول في محل جزم. جملة "فلا خوف عليهم" جواب الشرط الثاني في محل جزم"

وقد كرر ذلك في كل المواقع التي اقترنت فيها جملة الجواب بالفاء

والدرويش كذلك في كتاب " إعراب القرآن الكريم وبيانه " فعل الشيء نفسه

وهذا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره للقرآن , يعرب هذا الإعراب: فقد قال في قوله تعالى: {فرهان مقبوضة} " والجملة في محل جزم على أنها جواب الشرط؛ وقرنت بالفاء؛ لأنها جملة اسمية"

وهذا الأستاذ محيي الدين عبد الحميد في تعليقه على شرح ابن عقيل , يعرب الشواهد النحوية , ويعتبر جمل حواب الشرط المقترنة بالفاء في محل جزم , ففي إعرابه للشاهد:

بأبه اقتدى عدي في الكرم ... ومن يشابه أبه فما ظلم

قال: "ومن " اسم شرط مبتدأ " يشابه " فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من " أبه " مفعول به ليشابه، ومضاف إليه " فما " الفاء واقعة في جواب الشرط، وما: نافية " ظلم " فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، والجملة في محل جزم جواب الشرط"

والشيخ عبد الله بن صالح الفوزان في " تعجيل الندى بشرح قطر الندى " يقول:"…ومن أمثلتها قوله تعالى: {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (1) فـ (أيًا) (2) اسم شرط جازم منصوب بـ (تدعوا) على المفعولية (ما) حرف زائد إعرابًا مؤكد معنى. و (تدعوا) فعل الشرط مجزوم بحذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة، والواو فاعل، وجملة (فله الأسماء الحسنى) جواب الشرط في محل جزم."

والشيخ مصطفى الغلا ييني في كتابه جامع الدروس العربيّة يقول: "والأصل في جواب الشرط أن يكون كفعل الشرطِ. أي الأصلُ فيه أن يكون صالحاً لأن يكون شرطاً. غير أنه قد يقعُ جواباً ما هو غير صالحٍ لأن يكون شرطاً. فيجبُ حينئذٍ اقترانه بالفاءِ لتربِطَهُ بالشرط، بسبب فقْدِ المناسبةِ اللفظيَّة حينئذٍ بينهما. وتكون الجملةُ برُمَّتها في محلِّ جزمٍ على أنها جواب الشرط."

ولو استقصيت أقوال النحاة في هذه المسألة لاحتجنا إلى مجلّدات

ونكتفي بهذا القدر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير