فما رأيكم أستاذي: ألا يمكن أن يكون تجويز النحاة لوصف المعرفة لفظا بالجملة ليس لأن الأصل الذي أشرتم إليه قد غاب عنهم، وإنما لأن الجملة مما لا يقبل الألف واللام مثل (خير، مثل، غير) فلما اجتمع لديهم الأمران السالفان (كون الموصوف معرفة لفظا نكرة معنى، وكون الصفة (الجملة) لا تقبل التعريف أجازوا الوصف بها كما وصفوا بـ (خير) هناك على نية الألف واللام كما يقول الخليل إلا أن الموضع لا تدخله الألف واللام؟
وتقبلوا أزكى تحياتي.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 08 - 2008, 08:22 ص]ـ
حياك الله أخي الكريم وشكرا لك على التنبيه على هذا السهو الواضح ..
سؤالك وجيه، والجواب عنه أن هذه الأمثلة حالات خاصة لا يقاس عليها وإنما يقاس على المطرد المتلئب، كما لا يقاس على الجماء الغفير في وقوعها حالا، فإذا قيست الجملة على النكرة قيست على حالها العام، وحالها العام أنها تقبل الألف واللام، فالاسم الذي يقع موقع الجملة، يقبل الألف واللام، ولكن منع منه لأنه واقع موقع الجملة، لا لكونه مضافا كما في (مثلك) أو اسم تفضيل مصاحبا لمن كما في خير منك.
وإنما غرّ المجيزين لوقوع الجملة صفة للمعرفة التي تعريفها بـ (الـ) الجنسية أن المعرفة هنا لا يراد بها شخص معين فعاملوها معاملة النكرة المحضة، وغفلوا عن مسألة عدم جواز تعريف الاسم الذي يقع موقع الجملة، ولذلك قال الخليل: إنه لا يجوز في (ما يحسن بالرجل شبيه بك) الجر، لأنك تقدر أن تأتي بالألف واللام، ولم يجز قياسه على مثلك وخير منك، بأن يقال الرجل نكرة في المعنى وشبيه نكرة والألف واللام مقدرة، وكذلك الاسم الواقع موقع الجملة إذا وقع صفة للمعرف بـ (ال) لا يجوز فيه الإتباع قياسا على مثلك وخير منك،. فوجب نصبه على الحال وتأخذ الجملة حكمه.
ولا يمكن بحال التسوية بين المعرف بـ (الـ) الجنسية والنكرة المحضة، وكذلك لا يمكن التسوية بين (مثلك) والنكرة المحضة، فهما (المعرف بـ (الـ) الجنسية، ومثلك) معرفتان قريبتان من النكرة وليستا بنكرتين، وظاهر كلام الخليل أن (مثلك) و (خير منك) من في حكم المعارف بالألف واللام كما أن الجماء الغفير كأنها بدون ألف ولام، وحالهما في هذه الأمثلة خاص لا يقاس عليه.
وثم فرق بين الاسم الواقع موقع الجملة و (مثلك وخير منك) وهو أن (مثلك وخير منك) على تقدير الألف واللام أما الاسم الواقع موقع الجملة فلا يجوز أن يكون على تقدير الألف واللام، لأنه كما ذكرنا لم يجاوز به حد النكرة المحضة، فلم يبلغ مبلغ (مثلك) و (خير منك) في القرب من المعرفة.
مع التحية الطيبة.
ـ[ابو محمد الازهرى]ــــــــ[21 - 08 - 2008, 11:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخى دكتور الاغر
اجابتك جات كافيه وشافيه ولكن انت قلت ان الحال ياتى وصفا
ولكنه يخالف صاحب الحال فى الاعراب
كلامك صحيح ولكن وصف الحال اخى دكتور الاغر ياتى عارضا ولا يكون ملازما لصاحبه الا فى مواضع ذكرتها فى الصفحه السابقه
انا قصدت فى جملتى ما المانع ان نخالف القاعده ونعرب على حسب المضمون والمعنى وليست القاعده
فلو قلت
هذا الكتاب اوراقه كثيره
تكون جملة اوراقه كثيره هنا صفه
ولو قلت هذا كتاب اوراقه كثيره
تكون جملة اوراقه كثيره صفه ايضا
اواعربها خبرا مثلا
لماذا نتقيد بكلام النحاه ونتقيد بقاعده من وجهة نظرى تحتاج الى التدقيق
ويكون الفيصل فى بعض الجمل للمعنى نفسه فالمعنى الاب الشرعى للجمله
اخيرا اخى ارجوا ان تجاوب على هذا المثال انت وباقى الزملاء الاعزاء
ما قولك فى اعراب قوله تعالى
هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق
جملة ينطق الايه 45 سورة الجاثيه
واعراب
حضر زيد الطويل ا خوه
جملة الطويل اخوه
ولك كل الشكر اخى دكتور الاغر انت وباقى الاخوه الذين دائما لا يترددون فى مد يد العون لكل طالب علم
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 12:55 م]ـ
هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق
المبتدأ محذوف دل عليه الإشارة وتكراره في الخبر والتقدير هذا الكتاب
كتابنا خبر المبتدأ
ينطق جملة حالية من الكتاب
بالحق متعلق بالفعل ينطق أو بمحذوف هو حال من فاعل ينطق.
حضر فعل ماض
زيد فاعل
الطويل نعت للفاعل
أخوه فاعل للطويل
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 02:33 م]ـ
أخي الكريم أبا محمد الأزهري
سأحلل لك الجملتين ليتضح لك الفرق بين الصفة والحال فيهما:
الجملة الأولى: هذا الكتاب أوراقه كثيرة.
لنأخذ أولا (هذا الكتاب) فهذه العبارة تحتمل أن تكون جملة تامة وتحتمل أن تكون بمثابة كلمة واحدة، فإذا كانت جملة تامة فالمعنى: هذا هو الكتاب الذي تعرفه الذي كنا نتحدث عنه مثلا، أو هذا هو الكتاب القيم الذي ينبغي أن يطلق عليه اسم الكتاب، وعليه تكون جملة (أوراقه كثيرة) إما خبرا ثانيا، كما تقول: هذا زيد منطلق، وإما حالا، كما تقول: هذا زيد منطلقا، فإن جعلتها خبرا فمعنى ذلك أن المخاطب كان يجهل هذا الأمر فأفدته بهذا الخبر بصورة منفصلة، وإن جعلتها حالا فمعنى ذلك أنك عرّفت المخاطب بالكتاب وهو بهذه الحالة، كما أنك عندما تقول: هذا زيد منطلقا، تعرف بزيد في حال انطلاقه، أما في قولك، هذا زيد منطلق، فأنت تخبره أولا أن المشار إليه زيد ثم تخبره خبرا آخر وهو انطلاقه، والغالب أن تكون الحال في مثل هذا الأسلوب للتعظيم أو كقوله تعالى: ذلك الكتاب لا ريب فيه، أو للتواضع كأن تقول: أنا عبد الله آكلا كما يأكل العبيد، أو غير ذلك من الأغراض البلاغية.
فإن جعلت (هذا الكتاب) بمثابة كلمة واحدة، فإن (هذا) مبتدأ، والكتاب صفة لهذا، وجملة (أوراقه كثيرة) الخبر، كما تقول: زيد الطويل أبوه عالم، فهذا اسم مبهم لا يعرف المراد به، فإذا قلت: الكتاب فقد وصفته وأزلت إبهامه، كما لو وجد عدة أشخاص كل واحد منهم اسمه زيد، فأردت أن تميز أحدهم، فتقول: زيد الطويل، ثم تخبر عنه بما تتم به الفائدة.
أما الجملة الثانية فتحليلها في حديث قادم بإذن الله.
¥