الإطماع لزوجها الطاغوت والرجاء لها
وقال عدي بن زيد الطويل
عَسَى سائلٌ ذو حاجَةٍ إن مَنَعْتَهُ ... مِنَ اليَوْمِ سُؤالاً أن يُيَسَّرَ في غَدِ
وللخَلقِ إذلالٌ لِمَنْ كَانَ باخِلاً ... ضَنيناً وَمَنْ يَبْخَلْ يُذَلّ ويُزْهَدِ
ومثله
إطماع ببذل الخير وزراعة المعروف في الناس لوقت الحاجة
حث أبو الوزاع الراسبي نافع بن الأزرق على الخروج بقوله: يا نافع لقد أعطيت لسانا صارما وقلبا كليلا، فلوددت أن صرامة لسانك كانت لقلبك، وكلال قلبك كان للسانك، أتحض على الحق وتقعد عنه، وتقبح الباطل وتقيم عليه؟ فقال له نافع: إلى أن تجمع من أصحابك من تنكي به عدوك، فقال أبو الوزاع:
1 - لسانك لا تنكي به القوام إنما ... تنال بكفيك النجاة من الكرب
2 - فجاهد أناسا حاربوا الله واصطبر ... عسى الله أن يخزي غوي بني حرب
البيتان في الكامل: 605 (3: 277) وشرح النهج 1: 454 (5: 103).
الكتاب: شعر الخوارج- إحسان عباس بتصرف يسير
إطماع ورجاء
أبدعت أستاذنا، ولن أختلف معك في ما كتبت عن " عسى " ولكن في النفس سؤال لعلك تسمح به لتلميذك وسؤالي:
كيف تكون " عسى " في البيتين الذين استشهدت بهما؟ بمعنى الإطماع والرجاء، كما كان في المثال الذي مثلت به، والآية التي استشهدت بها؟
جاء في لسان العرب:
قال ابن سيده: وقيل عسى كلمة تكون للشَّك واليَقِينِ؛ قال الأَزهري: وقد قال ابن مقبل فجعله يَقِيناً أَنشده أَبو عبيد:
ظَنِّي بهم كعَسى، وهم بِتَنُوفَةٍ، يَتَنَازَعُونَ جوائِزَ الأَمْثالِ
أَي ظَنِّي بهم يَقين. قال ابن بري: هذا قول أَبي عبيدة،
وأَما الأَصمعي فقال: ظَنِّي بهم كعَسى أَي ليس بثبت كعَسى، يريد أَن الظَّن هنا وإِن كان بمعنى اليقين فهو كعَسى في كونها بمعنى الطمع والرجاء،
وجوائزُ الأَمثال ما جاز من الشعر وسار
وجاء في كتاب " الإتقان في علوم القرآن "
وقال ابن الدهان: عسى فعل ماضي اللفظ والمعنى لأنه طمع قد حصل في شيء مستقبل.
وقال قوم: ماضي اللفظ مستقبل المعنى لأنه إخبار عن طمع يريد أن يقع.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[30 - 08 - 2008, 07:16 ص]ـ
أتوقف معك أستاذنا عند قوله تعالى: " عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم، ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار "
فقد تناولها الآلوسي في روح المعاني فقال: " قيل: المراد أنه عز وجل يفعل ذلك، لكن جيء بصيغة الإطماع للجري على عادة الملوك، فإنهم إذا أرادوا فعلا قالوا: "عسى " أن نفعل كذا، والإشعار بأن ذلك تفضل منه سبحانه والتوبة غير موجبة له، وإن العبد ينبغي أن يكون بين خوف ورجاء " اهـ
أما " لعل " فتناولها القرطبي في قوله: " لعلكم تفلحون " بسرد كثير، وخرج بتأويلات ثلاثة:
- إن فعلتم ذلك على الرجاء منكم والطمع أن تفلحوا
- بمعنى لكي أو لتفلحوا
- بمعنى التعرض للفلاح، أي افعلوا متعرضين لأن تفلحوا
والله تعالى أعلم
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 03:21 ص]ـ
أخي الكاتب1
قوله
عَسَى سائلٌ ذو حاجَةٍ إن مَنَعْتَهُ ... مِنَ اليَوْمِ سُؤالاً أن يُيَسَّرَ في غَدِ
أي لاتمنع سائلا عساه يغتني وتفتقر فيرد لك الجميل فأثار طمعه برد المعروف لو احتاج إليه
وقوله
فجاهد أناسا حاربوا الله واصطبر ... عسى الله أن يخزي غوي بني حرب
أثار طمعه بالنصر إن جاهد هؤلاء القوم
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[04 - 09 - 2008, 05:38 ص]ـ
في حاشية الصبان على شرح الأشموني باب إن وأخواتها
وكلعل عسى ويؤخذ من التصريح كما قال الروداني أن معنى عسى ولعل في القرآن أمر بالترجي أو الإشفاق. وفي حاشية الكشاف للتفتازاني لعل موضوعة لتوقع محبوب وهو الترجي أو مكروه وهو الإشفاق والتوقع بوجهيه قد يكون من المتكلم وقد يكون من المخاطب وقد يكون من غيرهما كما تشهد به موارد الاستعمال وقد وردت في القرآن للاطماع مع تحقق حصول المطمع فيه لكن عدل عن طريق التحقيق إلى طريق الاطماع دلالة على أنه لا خلف في اطماع الكريم وأنه كجزمه بالحصول. ولما كان ما بعد لعل الاطماعية محقق الحصول وصالحاً لكونه غرضاً مما قبلها زعم ابن الأنباري وجماعة أن لعل قد تكون بمعنى كي ورده المصنف يعني الزمخشري بأن عدم صلوحها لمجرد معنى العلية يأباه، ألا تراك تقول دخلت على المريض كي أعوده ولا يصح لعل
وقد لا تصلح لعل لشيء من هذه المعاني كما في قوله تعالى {لعلكم تتقون} (البقرة 21 وغيرها)، أما كونها ليست للإشفاق فظاهر أو لترجي الله فلاستحالته أو لترجي المخلوقين فلأنهم لم يكونوا حال الخلق عالمين بالتقوى حتى يرجوها، أو للإطماع فلأنه إنما يكون فيما يتوقعه المخاطب ويرغب فيه من جهة المتكلم والتقوى ليست كذلك بل هي مستعارة لحالة شبيهة بالترجي لتردد حال العباد بين التقوى وعدمها كتردد المترجي بين حصول المرجو وعدمه أو مجاز في الطلب. نعم إن قلنا بأن لعل قد تأتي للتعليل صح حملها في الآية عليه عند من لا يمنع تعليل فعله تعالى بالغرض العائد إلى العباد فإن منعه بعيد جداً لمخالفته
والحمد لله رب العالمين
¥