تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[31 - 03 - 09, 08:36 ص]ـ

حديث قتادة

قال أبو يعلى (1406): حدثنا أحمد بن المقدام (ح) وقال ابن حبان (252): أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال: حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعتُ أبي يُحدِّث عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((ليأخذنَّ رجلٌ بيد أبيه يوم القيامة يريد أن يُدخله الجنة، فيُنادَى: "إن الجنة لا يدخلها مشرك، إن الله قد حرَّم الجنة على كل مشرك". فيقول: "أي ربّ، أي ربّ، أبي! " قال: فيتحوّل في صورة قبيحة وريح منتنة، فيتركه)).

قال أبو سعيد: "كان أصحابُ محمد صلى الله عليه وسلّم يَرَوْن أنه إبراهيم، ولم يزدهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم على ذلك". اهـ

وأخرجه الحاكم في المستدرك (8746) من طريق عبيد بن عبيدة القرشي، عن المعتمر به.

فهذا إسناد متصل إلى قتادة، أمّا هو فقد عنعن ولم يصرّح بالسماع. والحديث مُرسَل ليس مِن مسند أبي سعيد الخدري.

قال ابن أبي حاتم في التفسير (14674): حدثنا محمد بن يحيى: أنبأ العباس بن الوليد: ثنا يزيد بن زريع: ثنا سعيد، عن قتادة: قوله "ولا تخزني يوم يبعثون"، وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:

((يجيء رجل يوم القيامة من المؤمنين آخذ بيد أبٍ له مشرك، حتى يقطعه النار يريد أن يدخله الجنة. فينادَى: "إنه لا يدخل الجنة مشرك". فيقول: "ربِّ، كتبتَ لا تخزني! ربِّ كتبتَ لا تخزني! " قال: فلا يزال متشبثاً به، حتى يُحوَّل في صورة قبيحة وريح منتنة في صورة ضبعان. قال: فيرسله عند ذلك، فيقول: "لستَ أبي، لستَ أبي")).

قال: "فكنا نرى أنه خليل الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ". اهـ

وقد وقع في رواية سعيد بن بشير هذه: ((ضبعان)).

وهذا الحديث أخرجه الطبري في تفسيره مختصراً من مراسيل سعيد بن جبير، قال (17359): حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا حفص بن غياث قال: حدثنا عبد الله بن سليمان قال: سمعت سعيد بن جبير يقول:

((إن إبراهيم يقول يوم القيامة: "رب والدي، رب والدي"! فإذا كان الثالثة، أخذ بيده، فيلتفت إليه وهو ضبعان، فيتبرأ منه)). اهـ

وسليمان التيمي - الذي روى هذا الحديث عن قتادة - كان حمّاد بن سلمة يروي عنه.

حديث حمّاد بن سلمة

قال البزار (كشف الأستار 97): حدثنا ميمون بن الأصبغ: حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال:

((يلقى رجلٌ أباه يوم القيامة، فيقول: "يا أبتِ، هل أنت مطيعي اليوم؟ " - أو: هل أنت تابعي اليوم؟ - فيقول: "نعم". فيأخذ بيده، فينطلق به حتى يأتي به الله تبارك وتعالى وهو يعرض الخلق: "أي ربِّ، إنك وعدتني أن لا تخزيني! " فيُعرض الله تبارك وتعالى عنه. ثم يقول مثل ذلك، فيمسخ الله أباه ضبعاناً، فيهوي في النار. فيقول: "أبوك! " فيقول: "لا أعرفك")). اهـ

وأخرجه الحاكم في المستدرك (8750) من طريق إبراهيم بن ديزيل عن آدم بن أبي إياس به.

فهذا مِن حديث قتادة رواه حمّاد بالمعنى وفيه كلمة ((ضبعاناً))، وزاد فيه، وقال في أوله: ((يلقى))، ثم أسنده إلى أيوب. قال الإمام أحمد: ((حمّاد بن سلمة يسند عن أيوب أحاديث لا يسندها الناس)). اهـ ولذلك قال البزار: ((لا نعلم رواه عن أيوب هكذا إلا حماد)). اهـ

حديث ابن أبي أويس

قال البخاري (3172): حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: أخبرني أخي عبد الحميد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال:

((يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة، وعلى وجه آزر قترة وغبرة. فيقول له إبراهيم: "ألم أقل لك لا تعصني! " فيقول أبوه: "فاليوم لا أعصيك". فيقول إبراهيم: "يا ربِّ، إنك وعدتني ألاّ تخزيني يوم يُبعثون، فأيّ خزي أخزى مِن أبي الأبعد! " فيقول الله تعالى: "إني حرّمتُ الجنة على الكافرين". ثم يقال: "يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ " فينظر، فإذا هو بذيخ متلطخ، فيؤخذ بقوائمه فيُلقى في النار)). اهـ

فهذا مِن حديث حماد بن سلمة سرقه ابن أبي أويس وأسنده إلى أخيه عن ابن أبي ذئب. وبدَّل قوله: ((يلقى رجلٌ أباه يوم القيامة)) وحوَّله إلى: ((يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة)). وساقه بالمعنى، وزاد فيه: ((قترة وغبرة)) و ((الأبعد)) وغيرها، وبدَّل قوله ((ضبعاناً)) وحوَّله إلى ((ذيخ)).

حديث إبراهيم بن طهمان

قال النسائي (الكبرى 11375): أنا أحمد بن حفص بن عبد الله: حدثني أبي: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن محمد بن عبد الرحمن، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((إن إبراهيم رأى أباه يوم القيامة عليه الغبرة والقترة، فقال له: "قد نهيتك عن هذا فعصيتني! " قال: "لكنني اليوم لا أعصيك واحدة". قال: "أي ربِّ، إنك وعدتني ألاّ تخزيني يوم يُبعثون، فإن أخزيتَ أباه فقد أخزيتَ الأبعد! " قال: "يا إبراهيم، إني حرّمتها على الكافرين". فأُخِذَ منه. فقال: "يا إبراهيم، أين أبوك؟ " قال: "أنت أخذته مني". قال: "انظر أسفل منك". فنظر، فإذا ذيخ يتمرّغ في نتنه، فأُخِذَ بقوائمه فأُلقيَ في النار)). اهـ

فهذا مِن حديث ابن أبي أويس أخذه إبراهيم بن طهمان، ففيه ((إبراهيم)) و ((الغبرة والقترة)) و ((الأبعد)) و ((ذيخ)). أخذه إبراهيم وأسنده إلى ابن أبي ذئب وليس هو مِن شيوخه ولا سمع منه. قال ابن حبان فيه: ((وقد تفرّد عن الثقات بأشياء معضلات)). اهـ وقال ابن حجر: ((ثقة يُغرب)). اهـ

فانظر أرشدني الله وإياك إلى الحق، وتأمّل صنيع الرواة في هذا الحديث الذي ليس له أصل عن أي صحابيّ، فكيف يكون من كلامه صلى الله عليه وسلّم؟

والله هو الهادي إلى سواء السبيل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير