وهذا جليٌّ في أن إتيان الرجل - يعني به سليمان عليه السلام - لهذا العدد الهائل من النساء في ليلة واحدة يتنافى مع طبيعة الأشياء:
(1) فليلة واحدة فقط غير كفيلة بوطء تسعين بل سبعين بل ستين امرأة، مهما طالت المدة من المغرب إلى الفجر!
(2) أن فطرة الله التي فطر الناس عليها تتعارض مع ما تنسبه هذه القصة لسليمان عليه السلام من فحولية غير معقولة!
وربما يطيش بالقارئ العجب إذا علم أن ذلك النقد السخيف هو بعينه ما فاه به إسماعيل منصور - ذلك الدكتور البيطري الخاسر - قديما في كتابه المشئوم: ((تبصير الأمة بحقيقة السنة)؟!!
وقد أقام عليه المحدث الناقد أبو إسحاق الحويني سرادق العزاء! وقيَّد رقبته بسلاسل البراهين القاطعة للأفيكة والتهجُّم بلا امتراء! وما تركه إلا وأداجه تشخب دمًا!
وقد أفرد للإجهاز على عقاربه كتابًا بعنوان: (الجهد الوفير في الرد على البيطري نافخ الكير). ولخَّص مُهِمَّاته في تقريظه (لصلاح الأمة / للعفاني).
ومن لطيف قوله هناك وهو يردُّ على ذلك البيطري نحو ما ردَّده الأخ الأقطش بشأن طواف سليمان - عليه السلام - على نسائه في ليلة واحدة:
قال: (والحق يقال: أن الرجل- يعني البيطري - تعامل مع النص بغباء شديد! فهذا (العِنِّين!) يقيس قدرات نبي من أنبياء الله بقدراته! ويلفت الأنظار إلى الاعتراض الذي أورده! برغم ضحالته وتفاهته!
فأي نكارة أن يكون في مقدور نبي أن يجامع مئة امرأة في ليلة واحدة، إذا كان مُؤيَّدًا من قِبَل الله تعالى ومُعانًا على ذلك! ولا زال العجز في إتيان النساء معرة عند بني آدم، والقدرة على ذلك من تمام الرجولة وكمال الفحولة.
وللأنبياء - عليهم السلام - تمام الكمالات، فلا ينكر على من أمكنه الله تعالى من رقاب الجن والطير = أن يكون له هذا الشئ اليسير الذي هو موجود الآن عند بعض بني آدم؟!)
ثم نعود للأخ الأقطش ونقول: سبق وقد نهيناك عن سلوك ذلك السبيل المتهوِّر في نقد صحاح الأخبار فيما أنت غير مسبوق به من أحد! كما نصحناك في حديث الجساسة وغيره.
ثم إنك الآن: عمدتَ إلى الجزم بوضع حديث (خلْق التربة يوم السبت) بكل جراءة! ونحن نوافقك على تضعييفه! وربما نكارته! لكن لا نوافقك على الجزم بكونه من صنيعة ابن أبي يحيى! وكلامك بشأن تدليس ابن جريج فيه مغالطات لا تُطاق؟ وكذا كلامك في عدم سماع رواته من بعض! ولو أنك نقلتَ إعلال البخاري وصاحبه له ثم سكت؛ لكان أولى بك! لكنك تأبى إلا التزيُّد في نقد الروايات، بما لا يوافقك عليه الثقات الأثبات!
ومن بواعث غبطة العصرانيين والغافلين بتضعيف الأخ الأقطش لحديث تناول النبي للسم! أنْ طار كلامه عليه كل مطار في عدة مواقع!
حتى لقَّبه بعضهم - لأجله - بـ (الشيخ المُحَدِّث)!!
ففي موقع (ليالي الأُنْس)؟! وهو موقع يكفي من معناه اسمُه!
أفرد فيه الأخ: (لحظات الأنس [هكذا يسمي نفسه!]) موضوعا خاصًا بعنوان:
(لا يصح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم مات مسمومًا)! ( http://www.lyl-sm.com/vb/showthread.php?t=2207&highlight=%C7%E1%C3%DE%D8%D4) قال في ديباجته:
لا يصح أن النبي أكل أو وضع في فمه الشريف السم يوم خيبر وكان السبب في موته صلى الله عليه وسلم
فالحديث ضعيف الأسانيد ومخالف للقرآن الكريم و للأحاديث الصحيحة
يقول الشيخ المحدث أحمد الأقطش ما نصه: .....
فهنيئًا لأخينا الأقطش بهذا الإطراء من: (ليالي الأُنْس والفرفشة!)
وسؤال أخير لأخينا الأقطش: رأيتُ صورتك في ذلك المنتدى الذي أنت فيه (مستشار فخري!) على هذا الرابط:
ملتقى الأدباء والمبدعين العرب! ( http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=31684)
وظاهر من تلك الصورة: أنك حليق اللحية التي جمَّل الله بها الرجال فأوجبها عليهم!
فاسمح لي أن أسألك نفس السؤال الذي سأله من قبل: أبو الفيض الغماري لتقي الدين الهلالي فقال له لمَّا رآه حليقًا - وقد ترك التقي لحيته بعد ذلك -: (كيف يتفق حلق اللحية مع أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفائها وزعْمِك العمل بالسنة والدعوة إليها؟).
وأخشى أن يكون الردُّ: هو إنشاء موضوع جديد فيه تضعييف لجميع الأحاديث الواردة في النهي عن حلق اللحية! لكونها تخالف العقل والذوق في مواكبة العصرية والمدنية!
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وكتبه أخوك المشفق عليك منك: أبو المظفر السنَّاري.
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 11:04 م]ـ
الأخ الكريم أبو المظفر
ليس معنى أنه لم يسبق إلى تلك التعليلات أن إجتهاده خاطئاً
العبرة ليست بذلك بل العبرة ببيان العلة نفسه
‘ن كان الأخ أحمد قد أخطأ فى بيانه أو إجتهاده , فلك أن تستدرك عليه
أما أن تحصر الإعلال او الكلام فى الأحاديث - حتى و لو كانت فى الصحيحين - فى القدامى وحدهم , فهذا نهج غير سليم .. لأن باب الإجتهاد لايغلق
من حقك أن تناقشه فى تفاصيل النقد الذى ذكره لأى حديث , و لكن لا يصح حصر الإجتهاد فى مجال العلل على القدامى وحدهم
و إلا فلتقل للألباني و المعلمي و السعد و غيرهم أنتم مقلدون لا يحق لكم الإجتهاد محجور عليكم , لتتوقف مسيرة العلم عند القرن الثالث او الثانى
¥