ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[02 - 04 - 09, 04:55 م]ـ
جزاك الله خيراً على بحوثك النافعة، وننتظر المزيد، زادك الله من فضله.
سأضيف لبحثك إضافات، لعلها تنفعك بإذن الله.
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 02:53 م]ـ
أوَّلاً: حَدِيثُ أبي هُرَيْرَةَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
أَخْرَجَهُ ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (7/ 53) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ: البيهقيُّ في " السُّننِ الكُبرى " (4/ 201 _ رقم: 7693)، وابنُ الجوزيِّ في " الموضوعاتِ " (2/ 187) _ قالَ: حدَّثنا عليُّ بنُ سعيدٍ، حدَّثنا محمَّدُ بنُ أبي معشرٍ، حدَّثني أبي، عنْ سعيدٍ المَقْبُريِّ، عنْ أبي هُرَيْرَةَ؛ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لاَ تَقُولُوا: رَمَضَانُ؛ فإنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ منْ أسماءِ اللَّهِ _ تعالى _، ولكنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ ".
قَالَ الإمامُ النَّوويُّ _ رحمهُ اللَّهُ _ في " الأَذْكَارِ " (ص: 889): " وَهَذَا الحَدِيثُ ضَعِيفٌ، ضَعَّفَهُ البيهقيُّ، والضَّعفُ عَلَيْهِ ظَاهرٌ، ولَمْ يذكرْ أحدٌ رَمَضَانَ في أسماءِ اللَّهِ _ تعالى _، مَعَ كثرةِ منْ صَنَّفَ فِيهَا ".
وقالَ القرطبيُّ في " تفسيرِهِ " (2/ 292): " وهذا ليسَ بصحيحٍ؛ فإنَّهُ منْ حديثِ أبي معشرٍ نجيحٍ، وهو ضعيفٌ ".
وقالَ ابنُ الجوزيِّ: " هذا حديثٌ موضوعٌ لاَ أَصْلَ لَهُ، ... ، ولَمْ يذكرْ أَحَدٌ في أسماءِ اللَّهِ _ تعالى _ رَمَضَانَ، ولاَ يجوزُ أنْ يُسمَّى بهِ إجْمَاعاً "
أقولُ: بَلْ هُوَ ضَعِيفٌ، وَلاَ يَصِلُ إِلى دَرَجَةِ الوَضْعِ؛ فَأَبُو معشرٍ هُوَ: نجيحُ بنُ عَبْدِ الرَّحمنِ السِّنْدِيُّ المدنيُّ _ إِمَامُ المغَازِي والسِّيرِ _، وَهُوَ ضعيفٌ، كَانَ قَدْ تغيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ تغيُّراً شَدِيداً؛ لِذَا كَانَ يَضْطَرِبُ في حَدِيثِهِ، وَلاَ يُقِيمُ الإِسْنَادَ، وَهَذَا الحَدِيثُ ممَّا اضْطَرَبَ في إِسْنَادِهِ:
فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابنُ أبي حَاتمٍ في " التَّفسيرِ " (رقم:1673) فقالَ: حدَّثنا أبي، حدَّثنا محمَّدُ بنُ بكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، حدَّثنا أبو معشرٍ، عنْ محمَّدِ بنِ كعبٍ القُرَظيِّ، وسعيدٍ، عنْ أبي هُرَيْرَةَ قالَ: لاَ تَقُولُوا: رَمَضَانُ؛ فإنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ منْ أَسْمَاءِ اللَّهِ _ تعالى _، وَلَكِنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ.
أقولُ: كَذَا وَقَفَهُ عَلَى أبي هُريرةَ ولَمْ يَرْفَعْهُ، وَقَرَنَ معَ سعيدٍ المَقْبُريِّ محمَّداً القُرظيَّ، وضعَّفَ إسنادَهُ السُّيوطيُّ في " الشَّماريخِ في علمِ التَّأريخِ " (ص:40)، وقدْ أخرجهُ البيهقيُّ في " السُّننِ الكُبرى " (4/ 202 _ رقم: 7694) من طريقِ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ العزيزِ البغويِّ، عنْ محمَّدِ بنِ بكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، عنْ أبي معشرٍ، عنْ محمَّدِ بنِ كعبٍ؛ قالَ: ... ، فَذَكَرَ نحوهُ، فَوَقَفَهُ عَلَى محمَّدٍ القُرظيِّ، قالَ البيهقيُّ: " وهو أَشْبَهُ "، أَيْ: بالصَّوابِ، أمَّا أبو حَاتمٍ _ كما في " العِلَلِ " (1/ 249 _ رقم: 734) _ فقدْ رَجَّحَ أنَّهُ منْ قولِ أبي هُرَيْرةَ كَمَا في الرِّوايةِ السَّابقةِ.
1. الموقوف والمرفوع عزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 443) لأبي الشيخ والديلمي عن أبي هريرة.
2. كون أبي حاتم رجح الموقوف (وتبعه على ذلك ابن كثير)، لا يعني أنهما يصححان نسبته إلى أبي هريرة، فقد يرجح الناقد وجهاً كالوقف مثلاً، وهو ضعيف عنده، إنما يريد به والله أعلم الطعن في المرفوع، ودفع توهم ثبوته مرفوعاً، وهذا يذهب إليه ابن كثير في تفسيره لمن تأمل صنيعه، من غير أن يقف - أحياناً - على الاختلاف في إسناده، فيرجح بالترجي وقفه.
3. عندي والله أعلم أن كل هذا اضطراب من أبي معشر، كما ذهب الباحث الكريم - وفقه الله -
4. هذا الحديث مما يصح أن يحكى الإجماع على بطلانه، وقد وقفت على على كلام لخمسة عشر إماماً ممن نصوا على ضعفه.
¥