تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5. كثيراً ما أرى بعض الباحثين يعارض ابن الجوزي في حكمه على حديث بالوضع، لأن الراوي الذي ضعف الحديث لأجله لم يتهم بالوضع، وهذا مسلك لبعض أهل العلم، والذي يظهر والله أعلم أن الأئمة قد ينصون على وضع خبر باعتبار نسبته ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لا باعتبار كون الراوي ممن يتعمد وضع الحديث، وهذا واضح من صنيع أبي حاتم الرازي في العلل، قد ينص على وضع حديث بهذا الاعتبار، ويستدرك عليه بعض المعاصرين بقوله: (لا أدري ما الذي حمل أبا حاتم على الحكم بالوضع ورجاله ثقات كما في التقريب!!).

ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 03:00 م]ـ

ثانياً: حَدِيثُ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -

أَخْرَجَهُ تمَّامٌ في " فوائدِهِ " (رقم: 229) منْ طَرِيقِ سليمانَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، حدَّثنا ناشبُ بنُ عمرٍو أبو عمرٍو الشَّيبانيُّ، حدَّثنا مقاتلُ بنُ حيَّانَ، عنِ الضَّحَّاكِ بنِ مُزَاحمٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ؛ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: صُمْتُ رَمَضَانَ، وقُمْتُ رَمَضَانَ، ولاَ صَنَعْتُ في رَمَضَانَ كَذَا وَكَذَا؛ فإنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أسماءِ اللَّهِ U العِظَامِ، ولكنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ، كَمَا قَالَ رَبُّكُمْ U في كتابِهِ ".

أقولُ: هَذَا إسنادٌ مُنْكَرٌ ضَعِيفٌ؛ فسليمانُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ هُوَ: ابنُ عِيسَى الدِّمشقيُّ، ويُقالُ لَهُ: سليمانُ بنُ بنتِ شرحبيلَ، وَهُوَ لا بأسَ بهِ، إلاَّ أنَّهُ يُحدِّثُ عنِ الضَّعْفَى، والمناكيرُ الَّتي في حَدِيثِهِ منْ جِهَتِهِمْ، قَالَ أبو حَاتمٍ: " صَدُوقٌ، مُسْتَقِيمُ الحَدِيثِ، ولكنَّهُ أَرْوَى النَّاسِ عَنِ الضُّعفاءِ والمجهولينَ، وَكَانَ عِنْدِي في حَدِّ لَوْ أنَّ رَجُلاً وَضَعَ لهُ حديثاً لَمْ يَفْهَمْ، وَكَانَ لاَ يُميِّزُ وقالَ ابنُ حِبَّانَ: " يُعْتبرُ حَدِيثُهُ إذا رَوَى عنِ الثِّقاتِ المشاهيرِ، فأمَّا إِذَا رَوَى عنِ المجاهيلِ فَفِيهَا مَنَاكِيرُ وقالَ الحاكمُ أبو عبدِ اللَّهِ: " قلتُ للدَّارقطنيِّ: سليمانُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ؟، قالَ: ثقةٌ، قلتُ: أَلَيْسَ عندَهُ مناكيرُ؟!، قالَ: حدَّثَ بِهَا عنْ قومٍ ضَعْفَى، فَأَمَّا هُوَ فَثِقَةٌ "، وَشَيْخُهُ في هَذَا الحَدِيثِ _ وَهُوَ ناشبُ بنُ عمرٍو _ ضَعِيفٌ، والضَّحَّاكُ بنُ مُزَاحمٍ صَدُوقٌ، غيرَ أنَّهُ كثيرُ الإِرْسَالِ، وفي سماعِهِ منِ ابنِ عُمَرَ كلامٌ، فقدْ قالَ أبو بكرٍ الأثرمُ: " قيلَ لَهُ _ أَيْ للإمامِ أحمدَ بنِ حنبلٍ _: فَلَقِيَ ابنَ عُمَرَ؟، فقالَ: أبو سنانٍ يَرْوِي شيئاً مَا يصحُّ عِنْدِي، قلتُ: فأبو نُعيمٍ كَانَ يقولُ في حكيمِ بنِ ديلمٍ عنِ الضَّحَّاكِ: سمعتُ ابنَ عُمَرَ؟، فقالَ أبو عبدِ اللَّهِ: لَيْسَ بِشَيْءٍ وقالَ أبو زُرْعةَ: " لَمْ يَسْمَعْ منِ ابنِ عُمَرَ وقالَ ابنُحِبَّانَ: " لَقِيَ جماعةً منَ التَّابعينَ، ولَمْ يُشَافِهْ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق، وليس في المطبوع منه.

ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 03:10 م]ـ

ثالثاً: حَدِيثُ عَائِشَةَ _ رضيَ اللَّهُ عنها _

أَخْرَجَهُ أبو طاهرٍ محمَّدُ ابنُ أحمدَ بنِ أبي الصقرِ الأَنْبَاريُّ في " مَشْيَخَتِهِ " (رقم:52) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ: ابنُ النَّجَّارِ في " ذيلِ تاريخِ بغدادَ " (5/ 75) _ مِنْ طَرِيقِ أبي عبدِ اللَّهِ محمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ البلخيِّ، حدَّثنا أبو حفصٍ عمرُ بنُ عبدُويَه البغداديُّ، حدَّثنا أبو العبَّاسِ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ خلفٍ، حدَّثنا مُوسَى بنُ إبراهيمَ الأنصاريُّ، حدَّثنا أبو معاويةَ الضَّريرُ، عَنْ هشامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيهِ، عَنْ عائشةَ _ رضيَ اللَّهُ عنها _ قالتْ: قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا معنى رَمَضَانَ؟، فقالَ رسولُ اللَّهِ:" يا حُمَيراءُ، لاَ تَقُولِي: رَمَضَانُ؛ فإنَّهُ اسْمٌ منْ أَسْمَاءِ اللَّهِ، وَلَكِنْ قُولِي: شَهْرُ رَمَضَانَ، يَعْنِي رَمَضَانُ: أَرْمَضَ فِيهِ ذُنُوبَ عِبَادِهِ فَغَفَرَهَا قالتْ عائشةُ: فقلنا: شَوَّالُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، فقالَ: " شَالَتْ لَهُمْ ذُنُوبهم فَذَهَبَتْ ".

أقولُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَإِسْنَادُهُ مُسَلْسَلٌ بالمجاهيلِ؛ فعمرُ بنُ عبدُويَه البغداديُّ ذكرَهُ ابنُ النَّجَّارِ في " ذيلِ تاريخِ بغدادَ " (5/ 75) وقالَ أنَّهُ رَوَى عنهُ أبو عبدِ اللَّهِ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ البلخيُّ، ولَمْ يَذْكُرْ فيهِ جَرْحاً وَلاَ تَعْدِيلاً، وأحمدُ بنُ عليِّ بنِ خلفٍ لَمْ أَرَ مَنْ تَرْجَمَ لَهُ، ومُوسَى بنُ إبراهيمَ يغلبُ عَلَى ظنِّي أنَّهُ مُوسَى بنُ إبراهيمَ الَّذِي ذَكَرَهُ ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (6/ 348) وَقَالَ عَنْهُ: " شَيْخٌ مَجْهُولٌ، حدَّثَ بالمناكيرِ عنْ قومٍ ثقاتٍ، أو منْ لاَ بأسَ بهمْ ".

ومن طريقه أخرجه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (5/ 75)

وعزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 444) لابن مردويه في تفسيره.

ولعله يريد ما رواه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1821)

قال الأصبهاني: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني أنبأنا أبو بكر بن مردويه قال حدثني محمد بن حسين ثنا الوليد بن أبان ثنا عبد الرزاق بن محمد الطبري ثنا داود بن إسماعيل بن جعفر من قرى مرو روذ ثنا هشيم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ما شهر رمضان؟ أو ما رمضان؟، قال: أرمض الله فيه ذنوب المؤمنين وغفرها لهم، قيل: يا رسول الله فشوال؟ قال: شالت فيه ذنوبهم فلم يبق فيه ذنب إلا غفره).

وليس في الحديث موضع الشاهد الذي نريده، لكنه يشهد لباقي الحديث في سبب تسمية رمضان بهذا الاسم، والخبر موضوع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير