وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 69)، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الوراق الكوسج، ثنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن عمر بن يزيد الزهري،
وأبو نعيم في الطب (151) قال: حدثنا عبدالله بن محمد، حدثنا علي بن الصباح،
أربعتهم (محمد بن أحمد القطان، وإبراهيم بن علي المقرئ، وعبدالله بن محمد بن عمر الزهري، وعلي بن الصباح) قالوا: حدثنا محمد بن عمر بن يزيد الزهري -زاد المقرئ: أخو رسته-، ثنا أبو داود الطيالسي، عن عمران القطان، عن قتادة، عن أنس، به.
إلا أنه وقع في مطبوعة الطب لأبي نعيم: حدثنا عبدالله بن محمد، حدثنا علي بن الصباح، حدثنا (عبدالله بن عمر بن يزيد الزهري) ...
ووضع المحقق هنا حاشية، بيَّن فيها أنه غيَّر ما في النسخ المخطوطة؛ فقد جاء في نسخة الإسكوريال: (محمد بن عمر بن يزيد الزهري)، وفي نسخة القاهرة: (محمد بن عمر بن محمد بن يزيد الزهري)، قال: (وهو خطأ من الناسخ، وقد صححنا الاسم في الإسناد من كتاب ذكر أخبار أصبهان للمؤلف ج1، ص353؛ ج2، ص69، وكذا من طبقات المحدثين بأصبهان لابن حيان أبي محمد الأنصاري ج2، 389)!!!
وهذا من أعجب العجب، وتغييره الاسم عما اتفقت عليه نسخ الكتاب عبثٌ ما كان ينبغي له أن يفعله، وهو مع ذلك قد أخطأ في تغييره هذا، والله المستعان.
وقد أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 353) بعد أن ترجم في أول باب من اسمه عمر؛ قال: (عمر بن يزيد الزهري، سمع أبا داود، والنعمان بن عبد السلام)، ثم قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبدالوهاب، ثنا عبدالله بن عمر بن يزيد الزهري، ثنا أبي، ثنا أبو داود الطيالسي، به.
وهذا صورته متابعةٌ لمحمد بن عمر بن يزيد، عن أبي داود الطيالسي.
لكن الصواب في هذا: أن محمد بن أحمد بن عبدالوهاب نسب شيخَه إلى جدِّه، فقال: ثنا عبدالله بن عمر بن يزيد، وإنما هو: عبدالله بن محمد بن عمر بن يزيد، وهو الشيخ نفسه في رواية أبي نعيم عن محمد بن علي بن محمد الوراق الكوسج -السابق تخريجها-.
فظنَّ أبو نعيم أنه رجل آخر، وأن أباه رجل آخر أيضًا، فترجم لأبيه باسم (عمر بن يزيد)، وجعله يروي عن أبي داود الطيالسي، وأخرج له هذه الرواية، بينما الراوي عن أبي داود هنا هو نفسه الراوي عنه هناك، وهو محمد بن عمر بن يزيد.
ومحمد هذا هو أخو الحافظ عبدالرحمن بن عمر الملقب بـ: رُسْتَه -كما نص عليه والد ابن المقرئ-.
وقد ترجمه ابن منده في فتح الباب في الكنى والألقاب (ص512)، قال: (أبو عبدالله؛ محمد بن عمر بن يزيد، أخو رسته. حدث عن أبي داود الطيالسي).
وترجمه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 187)، قال: (محمد بن عمر بن يزيد الزهري، أخو رسته، يكنى أبا عبدالله. حدث عن أبي داود، والحسين بن حفص، وبكر بن بكار، وغيرهم. توفي سنة ثلاث وستين ومائتين في الوباء، وله اثنتان وتسعون سنة، وكان أصغر الإخوة)، ثم أسند من أحاديثه من رواية عبدالله بن جعفر بن أحمد بن فارس، وأحمد بن الحسين، عنه.
وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات 261 - 280، ص175)، قال: (محمد بن عمر بن يزيد، أبو عبدالله الزهري الأصبهاني، أخو رسته. عن: أبي داود الطيالسي، وبكر بن بكار، ومحمد بن أبان العنبري. وعنه: ابنه عبدالله، وأحمد بن الحسين الأنصاري، وعبدالله بن جعفر بن فارس. توفي سنة ثلاث وستين).
ويزاد في الرواة عنه من تخريج هذا الحديث: محمد بن أحمد بن إبراهيم القطان، وإبراهيم بن علي بن عاصم -والد ابن المقرئ-، وعلي بن الصباح بن علي، ومن طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 264): عبدالرحمن بن إبراهيم بن زكريا الصراف، ومنه أيضًا (2/ 29، 30): محمد بن أحمد بن يزيد الزهري.
ولم أجد في الرجل أكثر من هذا، فهو مجهول، ولا يصح أن تحسَّن روايته.
وقد تفرد -فيما وجدتُ- عن أبي داود الطيالسي، الثقة العلم المشهور!
وتفرد عنه بهذا الإسناد البصري، دون أن يرويه عراقي -بله بصري- واحد!
وقد قال الإمام أحمد بن حنبل في الحديث المرفوع: (لا أعرفه)، وهو من هو في جمع الحديث وحفظه، وأبو داود الطيالسي من شيوخه؛ فلمَ لم يروه عنه؟!
وقد روى عن الطيالسي -سوى أحمد- جماعة من كبار الأئمة الحفاظ، فأين هم عن هذا الإسناد العزيز؟! وكيف يتفرد به دونهم عن الطيالسي أصبهانيٌّ غير معروف؟!
¥