تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَالْحَسَنُ بْنُ حَيٍّ: الْمَوَاقِيتُ رُخْصَةٌ وَتَوْسِعَةٌ يَتَمَتَّعُ الْمَرْءُ بِحِلِّهِ حَتَّى يَبْلُغَهَا، وَلا يَتَجَاوزُهَا إِلاَّ مُحْرِمَاً، وَالإِحْرَامُ قَبْلَهَا فِيهِ فَضْلٌ لِمَنْ فَعَلَهُ، وَقَوِيَ عَلَيْهِ، وَمَنْ أَحْرَمَ مِنْ مَنْزِلِهِ فَهُوَ حَسَنٌ لا بَأْسَ بِهِ. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَجَمَاعَةٍ مِنَ السَّلَفِ أَنَّهُمْ قَالُوا: فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ «وَأَتِّمُوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِ»، قَالُوا: إِتْمَامُهَا أَنْ تُحْرِمَ مِنْ دُوَيْرَةِ أَهْلِكَ.

وَأَحْرَمَ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ مِنَ الشَّامِ، وَأَحْرَمَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ مِنَ الْبَصْرَةِ، وَأَحْرَمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ مِنَ الْقَادِسِيَّةِ. وَكَانَ الأَسْوَدُ، وَعَلْقَمَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ يُحْرِمُونَ مِنْ بُيُوتِهِمْ» اهـ.

وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُنْذِرِ «الأَوْسَطُ»: «أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى أَنْ مَنْ أَحْرَمَ قَبْلَ الْمِيقَاتِ أَنَّهُ مُحْرِمٌ، وَلَكِنَ الأَفْضَلُ الإِحْرَامُ مِنَ الْمِيقَاتِ، وَيُكْرَهُ قَبْلَهُ».

وَشَذَّ ابْنُ حَزْمٍ الظَّاهِرِيُّ، فَأَبْطَلَ حَجَّ وَعُمْرَةَ مَنْ أَحْرَمَ قَبْلَ مِيقَاتِهِ، وَشَنَّعَ عَلَى مَنْ اقْتَدَى بِهَؤُلاءِ النَّفَرِ مِنَ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ أَحْرَمُوا مِنْ مَحَالِّهِمْ وَبُلْدَانِهِمْ، وَفِيهِمُ الْفُقَهَاءُ الرُّفَعَاءُ الْكُبَرَاءُ الَّذِينِ يُقْتَدَى بِفِعَالِهِمْ، وَيُؤْتَسَى بِأَحْوَالِهِمْ.

قَالَ عَلاَّمَةُ الظَّاهِرِيَّةِ فِي «الْمُحَلَّى» (7/ 70): «فَإِنْ أَحْرَمَ قَبْلَ شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْمَوَاقِيتِ، وَهُوَ يَمُرُّ عَلَيْهَا فَلا إحْرَامَ لَهُ، وَلا حَجَّ لَهُ، وَلا عُمْرَةَ لَهُ، إِلاَّ أَنْ يَنْوِيَ إذَا صَارَ فِي الْمِيقَاتِ تَجْدِيدَ إحْرَامٍ فَذَلِكَ جَائِزٌ، وَإِحْرَامُهُ حِينَئِذٍ تَامٌّ، وَحَجُّهُ تَامٌّ، وَعُمْرَتُهُ تَامَّةٌ».

وَلا نَتَكَلَّفُ قَوْلاً لِلرَّدِّ عَلَى هَذَا الشُّذُوذِ، فَقَدْ كَفَانَاهُ ابْنُ حَزْمٍ نَفْسَهُ بِهَجْوِهِ اللاَّذِعِ لِمَنْ اجْنَهَدَ فَأَخْطَأَ: «هَذَا أَسْخَفُ قَوْلٍ سُمِعَ بِهِ، لأَنَّهُ احْتِجَاجٌ لِلْبَاطِلِ بِالْبَاطِلِ، وَلِلْهَوَسِ بِالْهَوَسِ».

قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ (3/ 123،124):

بَابٌ فِي تَعْجِيلِ الإِحْرَامِ وَمَنْ رَخَّصَ أَنْ يُحْرِمَ مِنَ الْمَوْضِعِ الْبَعِيدِ

[1] حدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ ابْنَ عَامِرٍ أَحْرَمَ مِنْ خُرَاسَانَ.

[2] حدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: حجَجْتُ مَرَّةً، فَوَافَقْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ، فَأَحْرَمَ مِنَ الْمَنْجَشانية، وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنَ الْبَصْرَةِ.

[3] حدَّثَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانِ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: خَرَجْنَا إلَى مَكَّةَ وَمَعَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأَحْرَمْنَا مِنَ الدَّارَاتِ.

[4] حدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنْ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ أَحْرَمَ مِنَ الضَّرِيَّة.

[5] حدَّثَنَا ابْنُ عُلية عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ الْحُصَيْنِ أَحْرَمَ مِن الْبَصْرَةِ.

[6] حدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ أَحْرَمَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.

[7] حدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ سُوقَةَ عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ: أَنَّ أبَا مَسْعُودٍ أَحْرَمَ مِنَ السِّيْلِحِينَ.

[8] حدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا يُحِبُّونَ لِلرَّجُلِ أَوَّلَ مَا يَحُجُّ أَنْ يُهِلَّ مِنْ بَيْتِهِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير