وروى مسلم عنها أنها قالت: قال لي رسون الله -- في مرضه:" أدعى لي أبي بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر (32).
وأخرج أحمد في مسنده هذا الحديث الشريف بسند صحيح كمسند مسلم،وبسندين آخرين (33).
وهذا الحديث الشريف يدل على أن الخلافة لو كانت بالنص لكانت لأبي بكر الصديق –، فهو الأولى بها، وتم ما قاله من لا ينطق عن الهوى، فقد أبي الله سبحانه والمؤمنون إلا أبا بكر.
(32) مسلم: كتاب الفضائل – باب من فضائل أبي بكر الصديق.
(33) انظر المسند1/ 47،106،144.
وذكر مدرس الفلسفة الدكتور أحمد محمود صبحي الرواية الأخيرة لهذا الحديث الشريف، ولم يذكر مصادره بل اكتفى بنسبته لبعض أهل السنة. ثم قال: " ولا شك أن الوضع ظاهر في هذا الحديث، وأنه أريد به معارضة حديث الشيعة في أمر كتاب النبي الذي بنسب إلى عمر أنه منعه، ولو صح كتاب النبي إلى أبي بكر لكان نصا جليا لأبي بكر، وهو ما لم يقل به جمهور المسلمين ".
والمؤلف عند أهل السنة، مع أن رواياته لم تصح منها واحدة كما بينا من قبل (انظر كتابه: نظرية الإمامة ص 235 - 236).
الخاتمة
هذه هي روايات حديث الثقلين التي جمعتها من كتب السنة، وجعلت كل متن مع سنده، وذكرت من أخرجه، وبذا أمكن أن نميز الصحيح من غيره.
والروايات التي صحت سندا، قبلت متنا، ووضع فقهها، ولا خلاف حول الأخذ به.
والروايات التي بينت ضعف سندها، وصححها آخرون، وجعلها غيرهم ضمن الأحاديث الموضوعة، هذه الروايات وجدنا اختلافا حول فهم دلالتها. ولعلّي بينت ما يمكن أخذه من فقه هذه الروايات.
فإن أكن أصبت فبفضل الله جلت قدرته، وبعونه وحده سبحانه، وإن أكن أخطأت فقد بذلت أقصى ما استطعت للوصول إلى الحق، ورحمة وربك وسعت كل شيء.
ومما أمرنا عز وجل أن نتلوه ما جاء ختاما لسورة البقرة:
((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين)).
والان
سلسلة الاحاديث الصحيحة للعلامة الالباني
رقم الحديث 1761
الحديث
" يا أيها الناس! إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا , كتاب الله و
عترتي أهل بيتي ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 355:
أخرجه الترمذي (2/ 308) و الطبراني (2680) عن زيد بن الحسن الأنماطي عن
جعفر عن أبيه عن # جابر بن عبد الله # قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم في حجته يوم عرفة , و هو على ناقته القصواء يخطب , فسمعته يقول: " فذكره
, و قال: " حديث حسن غريب من هذا الوجه , و زيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن
سليمان و غير واحد من أهل العلم ".
قلت: قال أبو حاتم , منكر الحديث , و ذكره ابن حبان في " الثقات ". و قال
الحافظ: " ضعيف ".
قلت: لكن الحديث صحيح , فإن له شاهدا من حديث زيد بن أرقم قال: " قام رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى (خما) بين مكة و المدينة
, فحمد الله , و أثنى عليه , و وعظ و ذكر , ثم قال: أما بعد , ألا أيها الناس
, فإنما أنا بشر , يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب , و أنا تارك فيكم ثقلين ,
أولهما كتاب الله , فيه الهدى و النور (من استمسك به و أخذ به كان على الهدى ,
و من أخطأه ضل) , فخذوا بكتاب الله , و استمسكوا به - فحث على كتاب الله و رغب
فيه , ثم قال: - و أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل
بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي ". أخرجه مسلم (7/ 122 - 123) و الطحاوي في
" مشكل الآثار " (4/ 368) و أحمد (4/ 366 - 367) و ابن أبي عاصم في "
السنة " (1550 و 1551) و الطبراني (5026) من طريق يزيد بن حيان التميمي عنه
. ثم أخرج أحمد (4/ 371) و الطبراني (5040) و الطحاوي من طريق علي بن
ربيعة قال: " لقيت زيد بن أرقم و هو داخل على المختار أو خارج من عنده , فقلت
له: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني تارك فيكم الثقلين (كتاب
¥