[هام للتباحث ورد شبهات النصارى: إسناد عطاء عن عائشة في رضاع الكبير، هل يصح؟]
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[24 - 09 - 09, 07:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى الإمام عبد الرزاق في مصنفه:
(أخبرنا ابن جريج، قال: سمعت عطاء يُسأل، قال له رجل: سقتني امرأة من لبنها بعد ما كنت رجلا كبيرا، أأنكحها؟
قال: لا.
قلت: وذلك رأيك؟
قال: نعم، قال عطاء: كانت عائشة تأمر بذلك بنات أخيها).
الفقهاء ذكروا أنه عطاء بن أبي رباح.
موضع التباحث:
عندي إشكالان في اتصال هذا الإسناد إلى عائشة رضي الله عنها:
الإشكال الأول
أن ابن جريج فَصَلَ بين قول عطاء [نعم] وقوله: [كانت عائشة تأمر بذلك بنات أخيها].
فَأَوْجَدَ ذلك - عندي - احتمال أن هذا مجموع إسنادين:
الإسناد الأول:
وهو الذي فيه تصريح ابن جريج بالسماع وهو حكاية قصة السائل، وانتهى بقول عطاء: [نعم].
الإسناد الثاني:
وهو قول ابن جريج: [قال عطاء: كانت عائشة تأمر بذلك بنات أخيها].
وابن جريج مدلس؛ فلا تُقبل روايته عن عطاء بغير التصريح بالسماع.
فيكون هذا الإسناد الثاني ضعيفا.
قد يقول قائل:
لكن الظاهر هو أن الإسناد واحد لكل ما جاء من قول عطاء.
فأقول:
هذا هو الظاهر إذا كان المتن هكذا:
[قال – يعني عطاء -: نعم، كانت عائشة تأمر بذلك بنات أخيها].
لكن المتن جاء هكذا:
[قال – يعني عطاء -: نعم. قال عطاء: كانت عائشة تأمر بذلك بنات أخيها].
فَأَوْجَدَ ذلك - عندي – الاحتمال المذكور.
ولذلك عرضتُ الموضوع هنا للتباحث مع الأفاضل
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الإشكال الثاني
[قال عطاء: كانت عائشة تأمر بذلك بنات أخيها].
هل هذه الصيغة محمولة على الاتصال – بين عطاء وعائشة - قولا واحدا؟
أَمْ هناك من أهل الحديث مَنْ لم يحكم لها بالاتصال [مع العلم بأن عطاء له سماع من عائشة رضي الله عنها ويمكنه معاصرة هذه الواقعة لو كانت وقعت فعلا من عائشة رضي الله عنها]؟
فهذه الصيغة تَحْتمل أن ذلك إنما بَلَغَ عطاء بواسطة، يعني هناك شخص مجهول هو الذي حكى ذلك لعطاء عن عائشة رضي الله عنها
هذا الاحتمال يمنع الجَزْم بالاتصال بين عطاء وعائشة رضي الله عنها.
فهل هذا الاحتمال يَرْقَى إلى درجة من القوة بحيث يمنع الحُكم بالاتصال بين عطاء وعائشة رضي الله عنها؟
تنبيه:
في ذهني الكثير من التفاصيل حول هذين الإشكالين، وإنما اكتفيتُ بما ذكرتُه لأنه يكفي لتحقيق الهدف من الطرح.
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[24 - 09 - 09, 08:27 ص]ـ
هذا مذهب عائشة وهو ثابت عنها كما في "صحيح مسلم" عن زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ تَقُولُ سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ لِعَائِشَةَ وَاللَّهِ مَا تَطِيبُ نَفْسِي أَنْ يَرَانِي الْغُلَامُ قَدْ اسْتَغْنَى عَنْ الرَّضَاعَةِ
فَقَالَتْ لِمَ قَدْ جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ دُخُولِ سَالِمٍ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْضِعِيهِ فَقَالَتْ إِنَّهُ ذُو لِحْيَةٍ فَقَالَ أَرْضِعِيهِ يَذْهَبْ مَا فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ فَقَالَتْ وَاللَّهِ مَا عَرَفْتُهُ فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ)
أما عنعنة ابن جريج عن عطاء فهي محمول على الاتصال لأنه نص على ذلك كما في ترجمته في "تهذيب النهذيب " واعتمده الألباني في "الإرواء "
جاء في" تهذيب ابن حجر" عن ابن جريج قال: إذا قلت: قال عطاء. فأنا سمعته منه، و إن لم أقل سمعت.)
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[25 - 09 - 09, 01:18 ص]ـ
أولا:
بارك الله فيكم للتفاعل
ثانيا:
قولك أخي الفاضل:
أما عنعنة ابن جريج عن عطاء فهي محمول على الاتصال لأنه نص على ذلك كما في ترجمته في "تهذيب النهذيب " واعتمده الألباني في "الإرواء "
جاء في" تهذيب ابن حجر" عن ابن جريج قال: إذا قلت: قال عطاء. فأنا سمعته منه، و إن لم أقل سمعت.)
لقائل أن يقول:
قال الحافظ ابن رجب في شرح علل الترمذي:
[قال أحمد: ((كل شئ قال ابن جريج: قال عطاء أو عن عطاء - فإنه لم يسمعه من عطاء))].
¥