تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال علي بن المديني: نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة، فذكرهم، ثم قال: صار علمهم إلى أصحاب الأصناف. ممن صنف العلم منهم من أهل مكة ابن جريج. يكنى أبا الوليد، لقي ابن شهاب، وعمرو بن دينار. يريد من الستة المذكورين.

قال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وابن جريج: لمن طلبتم العلم؟ كلهم يقول: لنفسي: غير أن ابن جريج فإنه قال: طلبته للناس.

قلت: ما أحسن الصدق! واليوم تسأل الفقيه الغبي: لمن طلبت العلم؟ فيبادر ويقول: طلبته لله، ويكذب إنما طلبه للدنيا، ويا قلة ما عرف منه.

قال علي: سألت يحيى بن سعيد: من أثبتَّ من أصحاب نافع؟ قال: أيوب، وعبيد الله، ومالك، وابن جريج أثبت من مالك في نافع.

وروى صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال: عمرو بن دينار، وابن جريج أثبت الناس في عطاء. وروى أبو بكر بن خلاد، عن يحيى بن سعيد قال: كنا نسمي كتب ابن جريج كتب الأمانة، وإن لم يحدثك ابن جريج من كتابه لم تنتفع به.

وروى الأثرم، عن أحمد بن حنبل قال: إذا قال ابن جريج: قال فلان وقال فلان، وأخبرت، جاء بمناكير. وإذا قال: أخبرني، وسمعت فحسبك به. وروى الميموني عن أحمد إذا قال ابن جريج: "قال" فاحذره. وإذا قال: "سمعت أو سألت"، جاء بشيء ليس في النفس منه شيء. كان من أوعية العلم.

قال عبد الرزاق: قدم أبو جعفر -يعني الخليفة- مكة، فقال: اعرضوا علي حديث ابن جريج، فعرضوا فقال: ما أحسنها لولا هذا الحشو -يعني قوله: "بلغني"، و "حُدثتُ". قال أحمد بن سعد بن أبي مريم، عن يحيى بن معين: ابن جريج ثقة في كل ما روي عنه من الكتاب. وروى إسماعيل بن داود المخراقي، عن مالك بن أنس قال: كان ابن جريج حاطب ليل. وقال محمد بن منهال الضرير، عن يزيد بن زريع قال: كان ابن جريج صاحب غثاء. وقال محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي، عن إبراهيم بن أبي يحيى قال: حكم الله بيني وبين مالك، هو سماني قدريا، وأما ابن جريج فإني حدثته عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من مات مرابطا مات شهيدا فنسبني إلى جدي من قبل أمي، وروى عني: من مات مريضا مات شهيدا وما هكذا حدثته.

روى عثمان بن سعيد، عن ابن معين، قال: ابن جريج ليس بشيء في الزهري. وقال أبو زرعة الدمشقي، عن أحمد بن حنبل قال: روى ابن جريج عن ست عجائز من عجائز المسجد الحرام، وكان صاحب علم. وقال جعفر بن عبد الواحد، عن يحيى بن سعيد قال: كان ابن جريج صدوقا. فإذا قال: حدثني فهو سماع، وإذا قال: أنبأنا أو أخبرني، فهو قراءة، وإذا قال: قال. فهو شبه الريح.

وقال عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان: أعياني ابن جريج أن أحفظ حديثه. فنظرت إلى شيء يجمع فيه. المعنى، فحفظته، وتركت ما سوى ذلك.

قال سليمان بن النضر الشيرازي، عن مخلد بن الحسين قال: ما رأيت خلقا من خلق الله أصدق لهجة من ابن جريج.

وروى أحمد بن حنبل، عن عبد الرزاق قال: ما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج.

أنبأني المسلم بن محمد، أنبأنا الكندي، أنبأنا القزاز، أنبأنا أبو بكر بن ثابت، أنبأنا علي بن محمد المعدل، حدثنا إسماعيل الصفار، حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا عبد الرزاق قال: أهل مكة يقولون: أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء، وأخذها عطاء من ابن الزبير، وأخذها ابن الزبير من أبي بكر، وأخذها أبو بكر من النبي -صلى الله عليه وسلم-.

قلت: وكان ابن جريج يروي الرواية بالإجازة وبالمناولة ويتوسع في ذلك، ومن ثم دخل عليه الداخل في رواياته عن الزهري، لأنه حمل عنه مناولة، وهذه الأشياء يدخلها التصحيف. ولا سيما في ذلك العصر لم يكن حدث في الخط بعد شكل ولا نقط.

قال أبو غسان زنيج: سمعت جريرا الضبي يقول: كان ابن جريج يرى المتعة، تزوج بستين امرأة. وقيل: إنه عهد إلى أولاده في أسمائهن لئلا يغلط أحد منهم ويتزوج واحدة مما نكح أبوه بالمتعة.

قال عبد الوهاب بن همام، قال ابن جريج: كنت أتتبع الأشعار العربية والأنساب. فقيل لي: لو لزمت عطاء. فلزمته.

وقال يحيى القطان: لم يكن ابن جريج عندي بدون مالك في نافع، وقال علي بن عبد الله: لم يكن في الأرض أحد أعلم بعطاء من ابن جريج.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير