الطريقة الحادية عشرة:عرض الحديث على القياس
ومن الطرق التي اتبعها الصحابة في التثبت في الحديث: عرض الحديث على القياس.
فقد اخرج الترمذي عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الوضوء مما مست النار ولو من ثور اقط، فقال له ابن عباس:انتوضأ من الدهن انتوضأ من الحميم)
ومن ذلك ايضا ما روى ابن ماجة عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من غسل ميتا فليغتسل)
وقد ابن عباس ذلك قياساعلى طهارة المسلم في حال حياته فقال: "انجاس هم فتغتسلون منهم؟ "
الطرقة الثانية عشرة: يمين الراوي على صدق روايته
ومن الطرق التي اتبعها الصحابة والتابعون رضي الله عنهم وهم يرسخون منهج التثبت؛يمين الراوي على صدق روايته،لكي تطمئن النفوس الى ما يروى.
فمن ذلك ما اخرجه البخاري عن مسروق عن عائشة (ذكر عندهامايقطع الصلاة؛ الكلب والحمار والمرأة فقالت شبهتمونا بالحمر والكلاب،والله لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلميصلي واني علىالسرير بينه وبين الفبلة مضطجعة فتبدو لي الحاجة فأكره ان اجلس فأوذي النبي صلى الله عليه وسلم فأستل من عند رجليه)
ومنه ايضا ما اخرجه النسائي بسنده الى ابي عبدالرحمن الاوزاعي انه سمع المطلب بن عبد الله يقول: قال ابن عباس:"اتوضأ من طعام اجده في كتب الله حلالا لان النار ميته"؟ فجمع ابو هريرة حصى فقال: "اشهد عدد هذه الحصى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (توضئوا مما مست النار)
وروى الامام احمد عن عمارة بن رويبة عن ابيه قال سأله رجل من اهل البصرة قال: اخبني مال سمعت من رسول الله يقول؟ قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) لا يلج النار احد صلى قبل طلوع الشميدس وقبل ان تغرب) قال انت سمعته منه؟ قال: سمعت اذناي ووعاه قلبي فقال الرجل:"والله لقد سمعته يقول ذلك)
فهل لنا بعد هذا إلا أن نقول إن التثبت الذي حض الله تعالى عليه في القرآن الكريم وسنه لنا نبينا محمد ? قد أتى أكله كأطيب ثمار في جيل الصحابة الذين تربوا على يد النبي الخاتم ? فكانوا مصابيح الهدى والنبراس المقتدى الذي يشع على الدنيا لكي يعلمها كيف كان النبي ? يريد لهذه الأمة أن تكون متيقظة ومتثبتة في كل ما يصدر من أقوال أو تصرفات. لأن الله يريد لهم أن يكونوا أمة وسطا ويكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليهم شهيدا.
الفصل الثاني/ في ماهية الجرح والتعديل
المبحث الأول/ تعريف الجرح والتعديل
المبحث الثاني/ التأصيل الشرعي لعلم الجرح والتعديل
المبحث الثالث/ أهمية الجرح والتعديل ودواعيه
المبحث الرابع/ وسائل ثبوت عدالة الراوي وضبطه
المبحث الأول
تعريف الجرح والتعديل
تعريف الجرح والتعديل:
قبل أن نعرف الجرح والتعديل لا بد لنا ان نتعرف أولا على مكونات هذا العلم وهو كما يرى مكون من شقين: الأول ويسمى (الجرح) والثاني ويسمى (التعديل) لكي نستخلص بعد ذلك تعريفا جامعا مانعا لعلم (الجرح والتعديل).
فالجرح لغة: يطلق على معنيين: الاول قولهم اجترح اذا عمل وكسب ومنه قوله تعالى ((الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ)) وانما سمي ذلك اجتراحا لانه عمل بالجوارح وجوارح الإنسان أعضاؤه التي يكتسب بها وجرح الشاهد إذا طعن فيه ورد قوله ومنه قول بعض التابعين (كثرت هذه الأحاديث واستجرحت وقل صحاحها… أراد أن الأحاديث كثرت حتى أحوجت أهل العلم إلى جرح بعض رواتها ورد روايته)
والثاني: قولهم جرحه بحديدة جرحا بضم الجيم والاسم (الجرح) ويقال: جرح الشاهد اذا رد قوله
وقال بعض فقهاء اللغة (والجرح بالضم يكون في الأبدان بالحديد ونحوه، والجرح بالفتح يكون باللسان في المعاني والأعراض ونحوها).
وفي لسان العرب: جرحه يجرحه جرحا أثر فيه بالسلاح، وجرحه أكثر
ويقال جرح الحاكم الشاهد إذا عثر منه ما على تسقط به عدالته من كذب وغيره، وقد قيل ذلك في غير الحاكم فقيل: جرح الرجل: غض شهادته، وقد استجرح الشاهد، والاستجراح النقصان والعيب والفساد، وهو منه.
أما الجرح اصطلاحا: فهو وصف الراوي بما يقتضي تليين روايته أو تضعيفها أو ردها. أو هو ما يفسق به الشاهد ولم يوجب حقا للشرع كما إذا شهد أن الشاهدين شربا الخمر ولم يتقادم العهد.فإن ذلك يسقط شهادتهما وإن لم يوجب حدا عليهما.
تعريف التعديل:
¥