تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن حجر في ترجمة عبد العزيز بن المختار البصري: (وثقه ابن معين في رواية وقال في رواية أنه ليس بشيء. قلت احتج به الجماعة، وذكر ابن القطان الفاسي أن مراد ابن معين بقوله في بعض الروايات: ليس بشيء يعني أن أحاديثه قليلة جدا).

وكذلك صرح السخاوي في فتح المغيث بقوله: (قال ابن القطان أن ابن معين إذا قال في الراوي (ليس بشيء) إنما يريد أنه لم يرو حديثا كثيرا).

2.الألفاظ الخاصة ببعض الأئمة في الجرح:

1 - قول الإمام الشافعي (ليس بشيء) فإنها عنده في أدنى المنازل وهي تعادل لفظة (الكذاب) عند غيره.

فقد روى الإمام السخاوي بسنده إلى المزني قال: (سمعني الشافعي يوما وأنا أقول فلان كذاب، فقال لي يا إبراهيم أكس ألفاظك أحسنها. لا تقل: كذاب، ولكن قل: (حديثه ليس بشيء) وهذا يقتضي أنها حيث وجدت (أي لفظه (حديثه ليس بشيء) في كلام الشافعي تكون من المرتبة الأولى).

2 - قول البخاري (فيه نظر) أو (سكتوا عنه) فإن لهاتين العبارتين معنى خاصا عنده إذ يريد منهما أن صاحبهما متهم بالوضع أو كذاب.

قال الذهبي في ترجمة عبد الله بن داود الواسطي: (وقد قال البخاري: فيه نظر ولا يقول هذا إلا فيمن يتهمه غالبا).

وسبب هذا شدة ورع الإمام البخاري وخوفه من الغيبة فقد جاء في ترجمته في سير أعلام النبلاء: (قال بكر بن منير سمعت أبا عبد الله البخاري يقول أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا، قلت: صدق رحمه الله ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام في الناس وإنصافه فيمن يضعفه فإنه أكثر مايقول: (منكر الحديث) (سكتوا عنه، فيه نظر) ونحو هذا أو قل أن يقول فلان كذاب، أو كان يضع الحديث حتى أنه قال إذا قلت فلان في حديثه نظر فهو متهم واه).

وكذلك إذا قال سكتوا عنه فإنه يعني أنه متروك الحديث ففي تهذيب الكمال في ترجمة إبراهيم بن يزيد الخوزي (قال أبو بشر الدولابي عن البخاري سكتوا عنه قال الدولابي يعني تركوه).

قال الذهبي: (يقول البخاري سكتوا عنه، وظاهرها أنه ما تعرضوا له بجرح ولا تعديل وعلمنا معتقده بها بالاستقراء إنها بمعنى تركوه).

3 - وكذا قول البخاري أيضا (ليس بالقوي) ويريد أنه ضعيف أما إذا قال أبو حاتم (ليس بالقوي) فالمراد أن لم تبلغ درجة القوي الثبت.

قال الذهبي: (وبالاسقراء إذا قال أبو حاتم (ليس بالقوي) يريد بها أن هذا الشيخ لم يبلغ درجة القوي الثبت والبخاري قد يطلق: (ليس بالقوي) ويريد أنه ضعيف).

4 - قول النسائي (ليس بالقوي) فقد قال في جماعة مرة (ليس بالقوي) ومرة (ليس به بأس) أو (ثقة) مما يدل أن مذهبه مخالف لمذهب الجمهور في ذلك.

ففي تهذيب التهذيب في ترجمة إبراهيم بن مهاجر البجلي (قال النسائي في الكنى ليس بالقوي في الحديث، وقال في موضع آخر ليس به بأس).

وفي ميزان الاعتدال في ترجمة عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل المدني: (قال النسائي: ليس بالقوي، وقال مرة ثقة).

5 - قول أبي حاتم (مجهول) فإنه يخالف فيه جمهور العلماء. إذ الجمهور على أن من يوصف بأنه (مجهول) فإنهم يريدون أنه غير معروف أي لم يرو عنه إلا واحد. أما أبو حاتم فإنه يريد بلفظ مجهول أنه مجهول العدالة وأن روى عنه جمع من الثقات.

جاء في فتح المغيث: (على أن قول أبي حاتم في الرجل أنه مجهول لا يريد به أنه لم يرو عنه سوى واحد بدليل أنه قال في (داود بن يزيد الثقفي) أنه مجهول مع أنه قد روى عنه جماعة ولذا قال الذهبي عقب هذا القول يوضح لك أن الرجل قد يكون مجهولا عند أبي حاتم ولو روى عنه جماعة ثقات، يعني أنه مجهول الحال).

3 - الألفاظ النادرة في الجرح والتعديل:

وهناك ألفاظ نادرة وقليلة الاستعمال تجدها متفرقة في بطون الكتب يحسن بنا أن نقف أمام أشهرها لأنها من متممات هذا الفصل.

فمن الألفاظ النادرة في التعديل:

1.قولهم (فلان كما يشاء الله) فقد استعمل هذه العبارة الإمام محمد بن سيرين قال السخاوي في ترجمته له: (ومن لطيف مسلكه الرفيع في الجرح والتعديل إنه كان إذا مدح أحدا قال هو كما يشاء الله).

واستعملها أبو داود صاحب السنن أيضا، فقد جاء في تهذيب التهذيب في ترجمة محمد بن عائذ القرشي: (قال الأجري سألت أبا داود عنه فقال هو كما شاء الله).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير