وكذلك استعملها أبو حاتم الرازي في ترجمته لإسماعيل بن مجالد الحمداني قال سمعت أبي يقول كان ببغداد وهو كما يشاء الله).
2.قولهم (أحد الأحدين) ويريدون أنه لا أحد يشبهه في حفظه وإتقانه فقد استعملها سفيان الثوري وأبو داود.
ففي تهذيب الكمال (عن عبد الله بن المبارك قال سئل سفيان الثوري عن سفيان بن عينة فقال: (ذاك أحد الأحدين).
وفي ترجمة المغيرة بن حكيم قال أبو عبيد الأجري سمعت أبا داود يقول (المغيرة بن حكيم أحد الأحدين).
3.قولهم (بحر لا تكدره الدلاء) وقد استخدم هذه الصيغة الإمام الزهري ويحيى ابن أكثم.
فقد جاء في ترجمة عروة بن الزبير في تهذيب الكمال (قال يونس بن يزيد قال الزهري: كان عروة بحرا لا تكدره الدلاء).
وفي ترجمة عبد الملك بن عبد العزيز بن أبي سلمة المدني: (قال يحيى بن أكثم كان عبد الملك بحرا لا تكدره الدلاء).
4.قولهم (ميزان) وقد أطلقها الثوري وابن مبارك على عبد الملك ابن أبي سليمان.
قال الثوري: (حدثني الميزان عبد الملك بن أبي سليمان…. وقال ابن المبارك عبد الملك ميزان).
أما الألفاظ النادرة في الجرح فمنها:
1.قولهم: (فلان كما يعلم الله) وهذا اللفظ قد استعمله الإمام محمد بن سيرين فقد كان إذا ذم رجلا قال فيه: (هو كما يعلم الله).
2
.قولهم كان (فسلا) والفسل في اللغة الرجل النذل الرذل الذي لا مروءة له.
وقد أطلقه شعبة بن الحجاج في حق سيف بن وهب نقل ذلك ابن حجر في تهذيب التهذيب.
3.قولهم (هوعلى يدي عدل) كناية عن الهلاك وشدة الضعف، وكان الإمام العراقي يعد هذه الجملة توثيقا للراوي فقد ذكر السخاوي عن شيخه ابن حجر أن العراقي كان ينطق بها هكذا (على يدي عدل) -بكسر الأولى بحيث تكون اللفظة للواحد وبرفع اللام وتنوينها-وقد استشكل الحافظ ابن حجر كونها للتوثيق لقول أبي حاتم في ترجمة (جبارة بن المغلس): (ضعيف الحديث) وقوله لما سأله ابنه عنه (هو على يدي عدل) فقد استعمل هذه العبارة في حق راو ضعفه ثم تحقق ابن حجر من كونها للجرح الشديد بعد وقوفه على أصل العبارة عند العرب.
4.قولهم (يثبج الحديث) كناية عن الوضع. وأصل الثبج في اللغة الاضطراب ومنه (اضطراب الكلام وتفنينه وتعمية الخط وترك بيانه).
وقد جاء في الكشف الحثيث في ترجمة إسماعيل بن شروس (روى عبد الرزاق عن معمر قال: كان يثبج الحديث وقال ابن عدي قال معمر كان يضع الحديث).
5.قولهم هو (كذا وكذا) ويقصد من ورائه تليين الراوي. ففي ترجمة العقيلي لعبد الرحمن بن ثروان عن عبد الله بن أحمد قال سألت أبي قيس عبد الرحمن بن ثروان فقال: هو كذا وكذا أو حرك يده، وهو يخالف في أحاديثه.
ثانيا: الحركات:
وهي الطريقة الثانية التي سار عليها بعض علماء الجرح والتعديل في إصدار أحكامهم على الرواة. يفهم من تلك الحركات ما يرد أن يصدره من حكم بحق ذلك الراوي.
فمن ذلك:
1.حركة الأيدي: ففي ترجمة عمر بن الوليد الشني قال علي بن المديني: (سمعت يحيى بن سعيد وذكر عمر بن الوليد الشني فقال بيده يحركها كأنه لا يقويه قال علي: فاسترجعت أنا فقال: ما لك؟ قلت إذا حركت يدك فقد أهلكته عندي، قال: ليس هو عندي ممن اعتمد عليه ولكنه لا بأس به).
وكذلك فعل أحمد بن حنبل مع عبد الرحمن بن ثروان الذي سأله عنه ابنه عبد الله فقال: كذا وكذا وحرك يده وقد ذكرنا الرواية كاملة قبل قليل.
2.تحريك الرأس: وهو أيضا مما استخدمه بعض العلماء في إصدار أحكامهم، ففي تأريخ بغداد في ترجمة سويد بن سعيد بن سهل الأنباري (عن عبد الله بن علي ابن المديني قال: سئل أبي عن سويد الأنباري فحرك رأسه وقال: ليس بشيء). ولا شك في أن تحريك الرأس مع إصدار الحكم يكون أشد من القول المجرد عن تلك الحركة.
3.تكلح الوجه: جاء في الكامل في ضعفاء الرجال في ترجمة أبي بكر بن عياش، عن عمرو بن علي قال: كان يحيى بن سعيد إذا ذكر عنده أبو بكر عياش كلح وجهه).
وعن عمرو بن علي أيضا قال (كنا عند يحيى يوما ومعنا معاذ فقال معاذ:حدثنا فرج بن فضالة فقال: رأيت يحيى كلح وجهه).
وفي الجرح والتعديل (قال علي بن المديني سألت يحيى ابن سعيد عن سيف بن وهب فحمض وجهه وقال: كان سيف هالكا من الهالكين).
المبحث الثاني
مراتب ألفاظ الجرح والتعديل
¥