تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[27 - 05 - 07, 12:22 م]ـ

الحديث الحسن

تعريف الحديث الحسن وأقسامه

وقال المصنف -رحمه الله تعالى-: الحديث الحسن وفي تحرير معناه اضطراب … .. .

الحديث الحسن: هذا شروع في القسم الثاني من أقسام الحديث، وهو الحسن والحسن قسمان:

حسن لذاته وحسن لغيره، ونقل المؤلف -رحمه الله تعالى- تعريفات أهل العلم في ثنايا هذا المبحث، يدل على أنه أراد بالحسن، أو بعنونة هذا المبحث بالحسن، أنه أراد النوعين جميعا: الحسن لذاته والحسن لغيره، لكن الصحيح لما ذكره، إنما عرف الصحيح لذاته، وترك الصحيح لغيره، وتركه للصحيح لغيره لا يعني إهماله، وإنما لكونه يدل عليه الحسن لذاته فيما يأتي، في مبحث الحديث الحسن.

أما الحسن: فإن كلام المؤلف أو نقول نقل المؤلف -رحمه الله- عن الأئمة في تأريخ الحسن، يدل على أنه أراد بهذا العنوان القسمين: لذاته والحسن لغيره.

وقوله: "وفي تحرير معناه اضطراب". هذا إشارة إلى أن أهل العلم لم يصطلحوا على اصطلاح معين للحديث الحسن، كما اصطلحوا على الحديث الصحيح، بل بينهم تفاوت في تعريف الحديث الحسن.

والمؤلف -رحمه الله تعالى- أكد هذا الاضطراب -فيما يأتي إن شاء الله- في قوله: "ثم لا تظن أن للحديث الحسن قاعدة يندرج، أو لا تطمع بأن للحديث الحسن قاعدة تندرج تحتها كل الأحاديث الحسان، فإني على إياس من ذلك". فهذا أيضا تأكيد لقوله:

"وفي معناه اضطراب" لأن المؤلف الذهبي -رحمه الله- لم يتحرر له حتى وبنفسه، معنى الحديث الحسن، وهذا الاختلاف في الحديث الحسن ناشئ عن كونه مترددا بين الصحيح والضعيف، فتارة: يقرب من الصحيح، وتارة: يقرب من الضعيف؛ ولهذا تجد أن الأئمة -رحمهم الله- حتى في أحكامهم على الحديث، في بعض الأحيان يحسن هذا الحديث، ثم يأتي في مرة أخرى ويضعف هذا الحديث بعينه؛ لكون الأمر قريبا بين الضعف والحسن، وأحيانا يضعف الحديث، وفي موضع آخر يصححه؛ لكونه -أيضا- متجاذبا بين الصحيح والحسن، وبناء على هذا الاضطراب فإن المؤلف -رحمه الله- لم يكتف كعادته بذكر تعريف مختصر -كما يصنع في أكثر المباحث- وإنما أورد جملة من التعريفات التي قيلت في الحديث الحسن، وهي قليل من كثير مما ذكر في تعريف الحديث الحسن.

ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[01 - 06 - 07, 11:38 م]ـ

تعريف الخطابي للحديث الحسن

فقال الخطابي -رحمه الله-: "وما عرف مخرجه واشتهر رجاله".


هذا تعريف الحافظ الخطابي لسليمان -رحمه الله- للحديث الحسن في مقدمة "معالم السنن" هذا التعريف اختلف أهل العلم في فهمه، وبناء على هذا الاختلاف اختلفوا في انتقاده، لكن المشهور في قوله: "ما عرف مخرجه". المراد بالمخرج هنا: الراوي الذي يشتهر برواية حديث أهل بلده؛ لأن الرواة على طبقات: منهم المقل، ومنهم المكثر، ومنهم المشهور، ومنهم والمغمور وإن كان ثقة.

فهناك أئمة حفاظ مشهورون برواية أحاديث البلدان، وقد ألف فيهم الإمام ابن حبان -رحمه الله- كتاب "مشاهير علماء الأمصار" فهؤلاء المشاهير تجدهم يروون أحاديث بلد، وأحاديث البلدان الأخرى، لكن هذا القول هو أن قولهم: "ما عرف مخرجه، وما عرف الراوي المشتهر برواية حديث البلد في هذا الحديث". فيقول: "إذا جاءنا حديث -مثلا- عن أهل البصرة، عن راو بصري، أو عن راو كوفي، أو عن راو مدني، أو غيرها من البلدان -يقول- ننظر: هل هذا الراوي الذي خرج منه الحديث، مشتهر بالرواية؟ أو غير مشتهر؟

إن كان مشهورا بالرواية، معروفا بها مكثرا -فهذا يتحقق لنا معرفة المخرج، ويتحقق هذا الشرط، فإذا جاءنا حديث -مثلا- مخرجه قتادة، في حديث البصريين، قتادة مشهور بالرواية وهو من أهل البصرة، فإذا خرج الحديث من عند قتادة -رحمه الله- فإننا حينئذ نقول: "هذا حديث مشتهر عرف مخرجه".

وإذا جاءنا حديث من حديث أهل الكوفة، من حديث أبي إسحاق السبيعي نقول: "هذا حديث مشتهر" وإذا جاءنا حديث اليمن من حديث معمر نقول: "هذا حديث مشتهر" وإذا جاءنا من أهل مكة، من عطاء بن أبي رباح نقول: "هذا حديث مشتهر" ولو جاءنا عن أهل البصرة، من حديث حماد بن زيد نقول: "هذا حديث مشتهر" أو الكوفة من حديث سفيان الثوري، أو اليمامة من حديث + بن كثير أو غيرهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير