تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومنه فإن من مساوئ هذا البحث إيهام القراء محاولة إنصاف المخالف بأن يتكلف الاستدلال له، وهو في الحقيقة يهدر أدلته الكثيرة والمتنوعة، ويتجاهل الحجج التي استعملها العلماء لإثبات رأي الأئمة في هذه المسألة، ولقد كان بإمكان الشيخ حاتم أن يستفيدها أو أكثرها من كلام ابن رجب في تحقيقه لمذهب أحمد في شرح العلل (2/ 590 - 599) ط همام.

ـ[محمد حاج عيسى]ــــــــ[30 - 06 - 07, 01:38 م]ـ

إشارة قف في غير موضعها:

قال (42): «فإذا كانت " لا أعرف لفلان سماعا من فلان " تساوي لم يسمع فلان من فلان " وأنها تعني ترجيح عدم السماع لقيام القرائن الدالة على عدمه، فبينوا لي وجه الاستدلال بنفي العلم بالسماع على أنه دليل اشتراط العلم به؟ بينوا لي ذلك، فإني لا أرى له وجها!! وأرجو أن لا يتجاوز القارئ المدقق هذه المسألة حتى يجيب وإلا فلا داعي لأن يتم، لأنه حينها لا يريد ان أن يتم القراءة بفهم!!!».

والجواب: هذا الكلام فيه مصادرة من وجهين الأول: إثبات التسوية بين العبارة الجازمة وغير الجازمة، والثاني: إثبات استناد العبارتين جميعا إلى القرائن دائما. فنحن لا نسلم للمقدمتين؟ حتى يدلل عليهما لأنها خلاف الأصل، الشيخ لا يقبل ما ينسب إلى البخاري إلا بدليل مع قصد الاستدلال، وهو يوقفنا هنا عن إكمال القراءة مع أنه لم يقدم دليلا إلا كلاما خطابيا وتعميما لا يفيد علما ولا ظنا.

وإذا رجعت إلى نصوص الأئمة لوجدتهم يقولون:" صح سماع فلان من فلان" فيقبلون حديثه، ويقولون:"لا نعلم له سماعا" فيتوقفون في حديثه، علمت أن علة القبول والرد هي العلم بالسماع وهذا الاستدلال يسمى الطرد والعكس أو الدوران، وهو استدلال معروف عند العقلاء فضلا عن العلماء، واستغرابه واستبعاده (كما في 43) لا يقدح في الدليل وإنما يقدح فيمن لم يفهمه، وإذا رأيتهم ينتقدون التصريح بالسماع تزداد يقينا بصحة ما ينسب إليهم، لأن من يكتفي بالمعاصرة ليس له حاجة أن ينظر في السماع حتى يحكم له بالخطأ أو الصواب، ولا يصح أن يقال إن التخطئة مبنية على القرائن لأن هذا لا يطرد ولا ينعكس.

ـ[محمد حاج عيسى]ــــــــ[30 - 06 - 07, 01:40 م]ـ

حجج التسوية بين عبارات الجزم وغيرها

احتج للتسوية بين العبارات الجازمة وغيرها أعني عبارة:" لم يسمع" و"لا نعلم له سماعا"، ببعض الأمثلة التي زعم بها (46):" أنهم قد ينفون العلم بالسماع للشك في المعاصرة أصلاً، بل ربّما مع العلم بعدم حصول المعاصرة‍! " وأمثلة زعم فيها أن العبارة الثانية أطلقت على المراسيل. وذكر أمثلة زعم أنها لمجرد الإخبار لا للإعلال.

أولا: حجج نفي العلم بالسماع للشك في المعاصرة

1 - قال (46): «قول البخاري:" إبراهيم [بن محمد بن طلحة] قديم، ولا أدري سمع منه عبد الله بن محمد بن عقيل أم لا»، الجواب: هذا سهو من الشيخ حاتم فإبراهيم تابعي وابن عقيل تابعي فأين الشك في المعاصرة.

2 - قال (46): «وقوله:" لا نعرف لمحمد بن أبان سماعا من عائشة" مع كون محمد بن أبان من أتباع التابعين أي مع عدم المعاصرة».

الجواب: ولا أدري كيف علم أن محمد بن أبان الأنصاري من أتباع التابعين، والراوي عنه في التاريخ الكبير (1/ 32) منصور بن زاذان روى عن أنس وأبي العالية وعطاء والحسن وابن سيرين، أليس الاحتمال الأقوى أن يكون محمد بن أبان من التابعين، وفي المرجع المحال إليه -لسان الميزان (5/ 32) - أن الراوي عنه يحيى بن أبي كثير فكيف يجزم بكونه من أتباع التابعين والراوي عنه يحيى، وعلى فرض صحة كونه من أتباع التابعين فهل علم ذلك البخاري؟

3 - قال (46 - 47): «وذكر البخاري حديثا لعبد الله بن نافع بن العمياء عن ربيعة بن الحارث عن الفضل بن العباس، ثم قال: "لا يعرف سماع هؤلاء بعضهم من بعض"»، فبين الطحاوي في (مشكل الآثار) عدم معاصرة عبد الله بن نافع لربيعة بن الحارث».

الجواب: البخاري غير ملزم برأي الطحاوي، ولا يستقيم الاحتجاج بنحو هذا، إلا إذا بين علم البخاري بعدم المعاصرة.

4 - قال (47): «وقال البخاري:" شعيب بن محمد الغفاري سمع محمد بن قنفذ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:مرسل، ولا يعلم سماع لمحمد من أبي هريرة».

وجواب هذا أن البخاري يقصد أن رواية شعيب عن محمد بن قنفذ مرسلة، ولا يستغرب هذا، قال المعلمي في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 128):» قول البخاري في التراجم سمع فلانا ليس حكما منه بالسماع، وإنما هو إخبار بأن الراوي ذكر أنه سمع «. وقد لاحظ ذلك الشيخ خالد الدريس في كتابه (102 - 103) وأورد أمثلة تؤكد هذا، ففي ترجمة زياد بن ميمون قال:" سمع أنسا " ثم نقل عنه أنه قال: «لم أسمع من أنس شيئا»، وفي ترجمة جميل بن زيد الطائي قال سمع ابن عمر ثم نقل عنه قوله: ما سمعت من ابن عمر شيئا».

ومحمد بن قنفذ هو محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ روى عن ابن عمر وأبيه وروى عنه مالك بن أنس كما في التاريخ (1/ 84) ولم يذكر روايته عن أبي هريرة ربما لأنها عنه بسند مرسل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير