تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو الفرج مهدي]ــــــــ[19 - 07 - 07, 09:08 م]ـ

قال (47): «وقال البخاري: محمد بن أبي سارة عن الحسن بن علي، روى عنه محمد بن عبيد الطنافسي، ولا يعرف له سماع من الحسن» وقال في موطن آخر: «محمد بن عبد الله بن أبي سارة المكي القرشي سمع سالما روى عنه ابن المبارك وزيد بن الحباب، ويقال محمد بن أبي سارة منقطع». أي حديثه الذي نسب فيه إلى جده منقطع وهو حديثه عن الحسن بن علي الذي نفى علمه بسماعه منه، هذا مع كون محمد بن أبي سارة مجزوم بعدم سماعه من الصحابة، ولذلك جزم بها البخاري في الموطن الآخر، فقال:" منقطع " أضف إلى ذلك أنه من طبقة أتباع التابعين، بدليل طبقة شيوخه، وتلميذه محمد بن عبيد الطنافسي الذي هو من أتباع أتباع التابعين».

والجواب عن كل هذا أن البخاري فرق بين محمد بن أبي سارة الذي توقف في سماعه من الحسن، وبين محمد بن عبد الله بن أبي سارة، فذكر الأول في (1/ 110) من التاريخ، وذكر الثاني في (1/ 131) فهما عنده رجلان وقد حكم عليهما بحكمين مختلفين، والشيخ حاتم يعلم ذلك فقد عزى الكلام إلى الصفحات المشار إليها.

ومع كل هذا فزعمه أن كلمة منقطع ترجع إلى روايته عن الحسن فمن أغرب الأمور!!! والأظهر رجوعها إلى سماعه من سالم.

لا يظهر أن البخاري فرق بينهما، بل يظهر أنه عنده واحد ولكن يوجد اختلاف في اسمه هل هو محمد بن عبد الله بن أبي سارة أم محمد بن أبي سارة، ولهذا قال البخاري:"محمد بن عبد الله بن أبي سارة المكي .... "ثم قال:"ويقال محمد بن أبي سارة"، فقد ذكر البخاري أنهم اختلفوا في اسمه فقط، ولهذا ذكر بعدها حديثا بإسناده إليه وسماه"محمد بن أبي سارة" مع أنه يترجم لمحمد بن عبد الله بن أبي سارة، وربما وقع الإشكال للظن أن هذه الجملة متصلة أعني قول البخاري:"ويقال محمد بن أبي سارة منقطع" وليس كذلك، بل صوابه أن تكتب هكذا:"ويقال محمد بن أبي سارة. منقطع"، أي مع إضافة نقطة بين الكلامين، فذكر البخاري أنهم اختلفوا في اسمه، ثم ذكر أن روايته عن سالم منقطعة ولم يتردد في كونها منقطعة كما يُتوهم عند وصل تلك الجملة، إنما تردد في اسم الراوي.

وتفريقه لترجمتهما تعمد البخاري ذلك لورود هذا الراوي في الأحاديث باسمين، فقد يرد في بعض الأحاديث باسم محمد بن عبد الله بن أبي سارة، وقد يرد باسم محمد بن أبي سارة، فترجم له بالاسمين.

ـ[أبو الفرج مهدي]ــــــــ[19 - 07 - 07, 09:10 م]ـ

قال (48):"وقال الدارقطني عن عمارة بن غزية:"لا نعلم له سماعا من أنس"، مع أن الدارقطني نفسه يقول في (سؤالات البرقاني) له:" مرسل عمارة لم يلحق أنسا".

الجواب: أن هذا محمول على تغير الاجتهاد. ومثله ما نقل عن ابن حبان ص 48 فإنه صريح في تغير الاجتهاد أو التردد قال الشيخ: «وأكد ابن حبان هذا المعنى عندما ذكر عمارة بن غزية في أتباع التابعين مع أنه ذكره أيضا في التابعين، لكنه قال:" يروي عن أنس إن كان سمع منه".

في الكلام الأول ذكر الدارقطني ما يرجح قوله بالانقطاع حيث قال:"يروى عن عمارة بن غزية عن أنس بن مالك عن عمر وعمارة لا نعلم له سماعا من أنس رواه عنه هكذا إسماعيل بن عياش ومحمد بن إسحاق ورواه يحييى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن رجل عن أنس بن مالك عن عمر"، فذكره للواسطة هو ترجيح لعدم السماع، فلا يستغرب أن يذكر في موضع آخر أنه مرسل.

ـ[أبو الفرج مهدي]ــــــــ[19 - 07 - 07, 09:11 م]ـ

قال (48 - 49) "يقول ابن أبي حاتم في (المراسيل): ((سألت أبي عن عبد الله بن عُكيم. قلت: إنه يروي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: من علَّق شيئًا وُكِل إليه؟ فقال: ليس له سماع من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، إنما كُتب إليه. . . (ثم قال:) لا يُعرف له سماع صحيح، أدرك زمانَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -))."

الجواب: هنا العباراتان مدلولهما واحد ليس فيهما نفي السماع، إذ ثمة فرق بين لم يسمع وليس له سماع. ثم إن هذا من أدلة عدم الاكتفاء بالمعاصرة والإدراك فليتأمل.

بل الظاهر أن كلا العبارتين تدل على عدم السماع، فعبارة "ليس له سماع" التي ينفي فيها السماع أقرب لعبارة "لم يسمع" منها لعبارة "لا أعلم له سماعا" التي ينفي فيها علمه بوجود سماع لهذا الراوي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير