تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلا إنْ ظَنَّ أن مجرد سرده لهذا الحوار السابق قاطعٌ في الدلالةِ - كالشمس في كبد السماء - على إنكار الشيخ حاتم للتقسيم ولهذا لا يحتاج منه إلى توضيحٍ للشاهد ووجه الاستشهاد = فلا أظن أن العُجمة وصلتْ بنا معشر قراء العربية إلى أن نظن ذلك في هذا السرد المجرد!!

ولعل قائلاً يقول: إن الحاج عيسى أراد بقوله أن الشيخ حاتم ينكر التقسيم: أن حقيقة تفسير الشيخ حاتم للتشدد والتساهل تعود بالإبطال لأساس التقسيم، أي أن إبطال التقسيم لا زمٌ يلزم كلام الشيخ حاتم.

وللجواب أقول:

أولاً: إقراره في تعليقه الأخير بأن الشيخ حاتم يعتبر التقسيم مُرَجِّحاً عند التعارض = دليلٌ قاطعٌ أن الشريف لا يرى هذا التقسيمَ صوريِّاً وإنما حقيقياً يُرجع إليه عند التعارض.

ثانياً: ما أدرى طالبَ العلم الذي قرأ كلام الحاج عيسى في نقضه (ولم يعلم بذلك المجلس) أن الحاج يقصد هذا المعنى؟؟ فكلُّ الذي سيقرؤه القارئ في هذا النقض هو القطع والجزم بأن إنكار التقسيم (صريحُ) عبارةِ الشيخ حاتم، فمَن سيتولى إثمَ ظلمِ الشيخ حاتم من هؤلاء القراء الذين لم يعرفوا عنه إلا ما في هذا النقض؟!

ولو لم أكتب تعليقي الأخير لما تكرم الحاج عيسى ليُبيِّن لنا ملابسات الموضوع (وإن كان بيانه ضده!).

ثالثاً: إذا فَهم الحاج عيسى من تقرير الشيخ حاتم أنه ينكر هذا التقسيم = فيلزمه أن ينسب هذا الإنكار للشيخ المعلمي – رحمه الله – فإنه سابق للشيخ حاتم في التنبيه على هذا الخطأ في طريقة التعامل مع هذا التقسيم.

رابعاً: مما يؤكد أن الحاج عيسى مُصِرٌّ على نسبة إنكار التقسيم للشيخ حاتم أنه في آخر تعليقه لم يتراجع عن المعنى الذي ستُفهم عليه عبارته، وإنما تراجع عن قسوة العبارة، أما المعاني التي تقطع بها العبارة (وهي إنكار الشيخ حاتم للتقسيم) فلم يتراجع عنها، فهو لم يحذف عبارته تلك من الألوكة لأن فيها معنىً مُشتبِهاً، وإنما لأن فيها قسوة في الخطاب، ولأنه مستغنٍ عنها الآن في هذا النقاش فقط، أما في غيره فهي باقية لا يعتبرها خطأً!

فكيف يقال إن الحاج عيسى لم ينسب إنكار التقسيم إلى صريح عبارة الشيخ حاتم وإنما إلى معناها وهو لم يقل ذلك لا في نقضه أولاً، ولا في تعليقاته آخرا، بل يُصِرُّ مؤخراً على تمسكه بها!

ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[25 - 10 - 07, 01:52 ص]ـ

وليْتَ الحاج عيسى أَنزلَ كلامَ الشيخ حاتم في ذلك المجلس منزلة المجمَل، فإنه لن يعجز – لو أنْصَف – أن يجد للشيخ حاتم كلاماً مفصَّلاً ومبيَّناً في هذه المسألة في كتبه وأشرطته التي بين يديه لو شاء أن يحصل عليها، لكنه الفرحُ بالأخطاء (ولو لم تكن أخطاءً)!!

وهذه مواطن كلام الشيخ حاتم الشريف في مسألة التشدد والتساهل:

1 - شرح مقدمة ابن الصلاح: هو أول مظنةٍ سيجد فيها الباحث (المنصِف) بغيته، ففي الشريط رقم (57) شرحٌ وافٍ للمسألة ليس فيه أيُّ إنكار لأصل التقسيم، وإنما توجيهٌ سليمٌ للاستفادة من هذا التقسيم.

2 - خلاصة التأصيل لعلم الجرح والتعديل: قال فيها:

((لكن يمكن أن نقدم التعديل على الجرح المبهم إذا لاحت قرائن تدل على قوة التعديل على الجرح المبهم.

ومن هذه القرائن:

1ـ كثرة عدد المعدلين.

2ـ جلالة المعدل وزيادة علمه على علم الجارح.

3ـ إنصاف المعدل في مقابل تشديد الجارح.

ومن أمثلة هؤلاء العلماء في كل طبقة من طبقاتهم:

المنصفون < ............ > المتشددون

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الثوري < ............ > شعبة

ابن مهدي < ............. > القطان

أحمد < ............. > ابن معين

أبو زرعه < ............. > أبو حاتم

البخاري < .............. > النسائي

ابن عدي < ............. > ابن حبان (أحياناً)

تنبيه: يقول المعلمي في مقدمة الفوائد المجموعة:

(ما اشتهر من أن فلاناً من الأئمة مسهل وفلاناً متشدد ليس على إطلاقه، فإن منهم من يسهل تارة ويشدد تارة، بحسب أحوال مختلفة. ومعرفة هذا وغيره من صفات الأئمة التي لها أثر في أحكامهم = لا تحصل إلا باستقراء بالغ لأحكامهم، مع التدبر التام).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير