[ضوء على ايات من الأحقاف]
ـ[خالد مبارك عريج]ــــــــ[20 - 06 - 10, 11:18 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين و لي الصالحين و لا عدوان إلا على الظالمين و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على صفوة الخلق أجمعين محمد بن عبد الله و على اله و صحابته و من سار على نهجه و اقتفى أثره إلى يوم الدين أما بعد:
*سورة الأحقاف سورة مكية بإجماع المفسرين كما نقله القرطبي رحمه الله إلا آيتين سنشير إلى الخلاف فيها.
*و قد سميت بالأحقاف لذكر لفظ الأحقاف فيها و ليس لها اسم غيره, و الحقف بكسر الحاء و سكون الفاء هو الرمل المستطيل الكبير؟.
*و قد كره بعض السلف كمحمد بن سيرين أن يقال الحواميم و إنما يقال (آل حم) و قد قال ابن عباس رحمه الله:لكل شئ باب وباب القران آل حم.
(حم):هذا من الحروف المقطعة في القران الكريم التي هي مجموعة في قولك:نص حكيم قاطع له سر. و قد اختلف المفسرون رحمهم الله في معناها أي (حم) على أربعة أقوال:
1:أنها من المتشابه الذي يرد علمه على الله،و قد أخرج ابن المنذر رحمه الله عن الشعبي أنه سئل عن فواتح السور فقال: إن لكل كتاب سرا و إن سر هذا القران فواتح السور.
2:أن لها معنى فإما أنها من أسماء الله و إما أنها اسم للسورة و قد أنشدوا استدلالا بأنها من أسماء الله:
يذكرني حم و الرمح شاجر فهلا تلاحم قبل التقدم
3:أنها حروف هجائية لا معنى لها إطلاقا.
4:التوقف و ألا نزيد على تلاوتها .... ((و قد رجح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنها حروف هجائية لا معنى لها مطلقا و قال أن ذلك مروي عن مجاهد رحمه الله, و هذا بالنسبة لذات الحروف أما بالنسبة للحكمة منها فعلى قول من قال أن لها معنى فإن الحكمة الدلالة على هذا المعنى,,و على قول أن ليس لها معنى فإن الحكمة كما قاله ابن تيمية و ابن القيم و الذهبي و جمع من أهل العلم رحمهم الله هو الإشارة إلى إعجاز هذا القران.
(تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم).أي تنزيل القران الكريم من لدن العزيز الحكيم, و في هذا دليل صريح على أن القران منزل غير مخلوق ,و قد التبس على بعض أهل البدع قوله تعالى (و أنزلنا الحديد) و قالوا أن الحديد مخلوق فاستدلوا بأن القران مخلوق و قد رد عليهم شيخ الإسلام بما ملخصه ((النزول في كتاب الله ثلاثة أنواع 1:نزول مقيد بأنه من الله.2:نزول مقيد بأنه من السماء.3:نزول غير مقيد بهذا و لا هذا.
فالأول لم يرد في إلا في القران كقوله تعالى (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) و في معناها قولان:1:أنه لا حذف فيها بل قوله تعالى (تنزيل الكتاب) مبتدأ و خبره (من الله العزيز الحكيم)
2:أنه خبر مبتدأ محذوف أي: هذا تنزيل الكتاب. و على كلا القولين فقد ثبت أنه منزل منه.
و الثاني و هو النزول المقيد من السماء كقوله تعالى (و أنزلنا من السماء) و السماء اسم جنس لكل ما علا, فإذا قيد بشئ تقيد به كقوله تعالى (أأنتم أنزلتموه من المزن) أي هل أنزلتموه من السحاب.
و الثالث و هو النزول المطلق الذي لم يقيد ففي مواضع كقوله تعالى (فأنزل الله سكينته) و كقوله تعالى (الله نزل الكتاب بالحق و الميزان) علما أن الجمهور على أن الميزان هو العدل.
و قد ذكر الله إنزال الحديد و الحديد يخلق في المعادن .. ) ثم شرع ابن تيمية رحمه الله في معنى الإنزال فقال (و لا حاجة إلى إخراج اللفظ عن معناه المعروف, فإن الأنعام تنزل من بطون أمهاتها و من أصلاب أبائها و يقال للرجل: قد أنزل الماء, و إذا أنزل وجب عليه الغسل مع أن الرجل غالب إنزاله و على جنب ,و مما يبين هذا أنه لم يستعمل النزول فيما خلق الله من السفليات فلم يقل: أنزل النبات, و إنما استعمل في محل عال و أنزله الله من ذلك المحل كالحديد و الأنعام)) انتهى كلامه رحمه الله. فعلى هذا تبين أن حجة من استشهد بهذه الآية داحضة.
(ما خلقنا السماوات و الأرض و ما بينهما إلا بالحق و أجل مسمى و الذين كفروا عما أنذروا معرضون)
¥