[كيف نزلت سورة الأنعام؟]
ـ[الدرة المصون]ــــــــ[25 - 04 - 10, 11:20 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أود التأكد من معلومة عن كيفية نزول سورة الأنعام.
قرأت أنها نزلت دفعة واحدة على الرسول عليه الصلاة و السلام أنه قد نزل بها سبعين ألف ملك و لكن معلمتنا قالت أن نصفها الأول مكية و نصفها الآخر مدني.
فكيف تكون نزلت دفعة واحدة و لكن في المدينة المنورة و مكة؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[ناصر الأزهري]ــــــــ[28 - 04 - 10, 09:26 ص]ـ
الأخت الفاضلة أما المرفوع من كيفية نزولها فلم يصح منه شيء
قال الشيخ الألباني في الضعيفة:
(نَزَلَتْ سُورةُ الأنعامِ ومَعَهَا كَوْكَبٌ مِنَ الملائكةِ سَدَّ ما بينَ
الخافِقَيْنِ، لهم زَجَل بالتسبيح والتَّقْدِيسِ، والأرضُ [بهم] تَرْتَج،
ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: سُبحانَ اللهِ العظيمِ
سبحانَ اللهِ العظيم).
منكر.
أخرجه الطبراني في " الأوسط " (2/ 100/ 1/ 6593)، والإسماعيلي في "المعجم" (ص 64/ 2)، وابن مردويه - كما في " تفسير ابن كثير" –
من طريق أبي بكر أحمد بن محمد بن سالم: حدثنا ابن أبي فديك: حدثنا عمر بن طلحة عن نافع أبي سهيل بن مالك عن أنس بن مالك مرفوعاً.
وقال الطبراني: "تفرد به أحمد بن محمد السالمي ". قلت: ولم أعرفه، وفي " مجمع الزوائد " (7/ 25): " رواه الطبراني عن شيخه محمد بن عبد الإله
بن عرس عن أحمد بن محمد ابن أبي بكر السالمي؛ ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات". قلت: وفي " أنساب السمعاني " و "لباب ابن الأثير": " أبو أحمد أحمد بن محمد بن سالم بن علي بن عبد الله بن سيار السالمي. نيسابوري، سمع إسحاق بن راهويه وعمرو بن زرارة، روى عنه أبو حامد بن الشرقي الحافظ وغيره". قلت: ومن الواضح أن هذا متأخر الطبقة عن أبي بكر السالمي مع اختلاف كُنْيَتَيْهِمَا. وأما شيخ الطبراني: ابن عرس؛ فقد تابعه
إبراهيم بن درستويه: عند الإسماعيلي وابن مردويه، وقد ترجمه الخطيب في "التاريخ" (6/ 71) برواية جمع عنه غير الإسماعيلي.
وأما قول الهيثمي: " وبقية رجاله ثقات"؛ ففي هذا الإطلاق نظر؛ لأن عمر ابن طلحة - وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني - مختلف فيه؛
قال أبو زرعة: " ليس بالقوي". وقال أبو حاتم: " محله الصدق".
وذكره ابن حبان في " الثقات". وقال ابن عدي: " بعض حديثه مما لا يتابعه عليه أحد ". ومع أنه روى عنه جمع - منهم علي بن المدينة، وعبد الله بن وهب، وعبد الله ابن عبد الحكم -؛ قال الذهبي في " الميزان": " لا يكاد يعرف"!
وهذا قول غريب مخالف للقواعد، حتى كدت لغرابته أن أقول: لعله مقحم من بعض النساخ! ولكن حال دون ذلك أنني رأيته أعاد نحوه في كتابه "الضعفاء"، فقال: " فيه جهالة. وقال أبو حاتم: محله الصدق "!
والله سبحانه وتعالى أعلم.
وأما ما رواه الحاكم (2/ 315) من طريق محمد بن عبد الوهاب العبدي: أنبأ جعفر بن عون: أنبأ إسماعيل بن عبد الرحمن: ثنا محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال: لما نزلت سورة الأنعام؛ سَبَّحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:
" لقد شَيَّعَ هذه السورةَ من الملائكة ما سَدَّ الأُفق ". وقال: " صحيح على شرط مسلم".
قلت: وأقره ابن كثير" لكن رده الذهبي بقوله: " قلت: لا والله! لم يدرك جعفرٌ السديَّ " وأظن هذا موضوعاً".
قلت: والعبدي هذا - وإن كان ثقة؛ فهو - ليس من رجال مسلم. فعلة الحديث الانقطاع؛ فإن السدي إسماعيل مات سنة (127) وجعفر بن عون يومئذٍ صغير أو لم يولد بعد؛ فقد قيل: إنه ولد سنة (120) أو (130).
ـ[ناصر الأزهري]ــــــــ[28 - 04 - 10, 09:40 ص]ـ
وفي الصحيح المسند من أسباب النزول لشيخنا الوادعي لم يأت بشيءٍ صح مرفوعاً إلا:
ما رواه مسلم قال: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدٍ فِىَّ نَزَلَتْ (وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىِّ) قَالَ نَزَلَتْ فِى سِتَّةٍ أَنَا وَابْنُ مَسْعُودٍ مِنْهُمْ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ قَالُوا لَهُ تُدْنِى هَؤُلاَءِ.
وما رواه أبو داود قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْمَرْوَزِىُّ حَدَّثَنِى عَلِىُّ بْنُ حُسَيْنٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِىِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ) (وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ)
فَنُسِخَ وَاسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ: (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ).
أما الآثار الموقوفة فلم ينقل منها الشيخ - رحمه الله شيئاً ولا يعني ذلك أنه لم يصح عنده أو غيره منها شيء وكما قيل:
"عدم النقل لا يعني نقل العدم " فالله أعلم.
ومن عنده تحقيقٌ في هذه المسألة من إخواننا فليأتنا به مشكوراً.
¥