[تكريم أسرة العلامة المقرئ الشيخ نعيم النعيمي رحمه الله في مدرسة الشيخ عبد الحميد بن باديس للقراءات]
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[10 - 07 - 10, 05:05 م]ـ
حضر الحفل العلامة الشيخ الطاهر آيت علجات و قد شارك بمداخلة عن دكرياته مع الشيخ نعيم النعيمي في وقت طلب العلم و أثناء الثورة التحريرية إبان الإحتلال حيث ختم بالدعاء و طلب من الحضور رفع أيديهم عند الدعاء مستشهدا بالحديث إن الله حيي كريم يستحي إدا رفع الرجل إليه ان يردهما صفرا خائبين
ترجمة الشيخ نعيم النعيميّ
هو العالم الحفظة، والفقيه الماهر، والأديب الأريب ... نعيم النعيميّ الجزائريّ البسكريّ، ثمّ القسنطينيّ. سمي باسم جده السادس النعيمي، الذي تنتسب له الأسرة، من عشيرة أولاد حركات العربية، التي تنتمي إلى قبيلة أولاد زكري العربية، الساكنة واحة أولاد جلاّل وسيدي خالد ببسكرة.
ولد- رحمه الله تعالى- في حدود سنة 1327 هجريةالموافق لسنة 1909 ميلادية ببلدة (سيدي خالد) - أولاد حركات - ببسكرة، عروس الجنوب الجزائريّ.
درس بزاوية المختار ببلدة (أولاد جلاّل) على يد ثلة من العلماء الأفاضل أمثال الشيخ: (العابد السماتي الجلالي والد المصلح الشهير محمد العابد الجلالي رحمهما الله)، وعلى يد الشيخ (مصطفى بن قويدر)، والشيخ (محمد الصغير وابنه عبد الحميد)، اللذين مازال يذكرهما بخير إلى أخريات أيامه، ومكث في زاوية الشيخ مختار يطلب العلم مدة أربع سنين كاملة، امتدت من سنة 1919م إلى سنة 1923م، ثمّ التحق بتونس سنة 1342هجرية الموافق ل1923سنة ميلادي، لكنّه لم يطل المكث بها، ولم يواصل الدّراسة ... بل قفل عائدا الى وطنه، وتجوّل في مدن الجزائر وقراها من نحو سنة1344 هجرية الموافق لسنة1925 ميلادي إلى سنة 1354 هجرية الموافق لسنة1935ميلادي، فدخل المديّة، والبرواقيّة، قصر البخاريّ، الجلفة، الأغواط، والأصنام سابقا أي الشلف حاليا، تيارت، غيليزان، معسكر، ومستغانم ... واطّلع على مكتبات الزوايا، وبعض المكتبات الخاصّة
انضم إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وجاهد في صفوفها معلما ومربيا وإماما وداعيا ومفتيا ومرشدا، إلى أن اختير مدرسا ممتازا في معهد عبد الحميد بن باديس الديني حين افتتاحه سنة 1947م
وشاركها كل نشاطاتها الدعوية والإرشادية والتوجيهية والصحفية والتربوية والتعليمية .. ، وكان أحد أعضائها لزيارة تونس وجامع الزيتونة عام 1949م
ولما اندلعت الثورة التحريرية انضم إلى صفوفها، وشارك فعليا في بعض معاركها وجرح في إحدى المعارك مما اضطر الثوار نقله إلى تونس لعلاجه منها سنة 1957م، ولما شفي عينته قيادة الثورة سنة 1958م خطيبا ومحافظا سياسيا يقوم بدور التوجيه والتوعية السياسية
وقد حجّ سنة 1381 هجري الموافق ل1961 ميلادي، ومرّ على الشّام ومصر ... باحثا عن الكتب النّادرة، ومتّصلا بالعلماء ... وممّن لقيه: الشيخ الألبانيّ - رحمه الله رحمة واسعة -، وتلقّى القراءات عن الشيخ عبد العزيز آل عيون السّود ... الذي تفرّغ لاقرائه ...
و قد أخبرنا حفيده بأن العلامة الألباني رحمه الله قد أجازه
ولمّا قفل راجعا عيّن مفتّشا عامّا بوزارة الشّؤون الدّينيّة بشرق الجزائر قسنطينة وسطيف ....
وكان مولعا بالنّظم ... وممّا نظمه كتاب " قطر النّدى ".
وقد ذكره الشيخ البشير الابراهيميّ من المشايخ الأكفياء الممتازين بماضيهم وعملهم وتحصيلهم ...
قال العلامة البشير في وصفه وتحليته:
" أمّا الشّيخ نعيم النعيميّ؛ فهو عصاميّ في العلم، وحجّة على أنّ الذّكاء والاستعداد يأتيان - مع قليل من التّعليم - بالعجائب.
والرّجل مجموعة مواهب، لو نظّمت في الصّغر ووجّهت؛ لجاءت شهادة قاطعة على أن لا مبالغة في كلّ ما يروى عن أفذاذ المتقدّمين؛ فهو يحفظ الأحاديث بأسانيدها - لا على طريقة عبد الحيّ -، ويحفظ عدّة ألفيّات في السّير وعلوم الأثر والنّحو وغيرها، ويحفظ كثيرا من متون العلم، ويجيد فهمها وتفهيمها، ويحفظ جزءا غير قليل من اللّغة مع التّفقّه في التّراكيب، ويحفظ أكثر مما يلزم الأديب حفظه من أشعار العرب؛ قديمها وحديثها، ومن رسائل البلغاء قريبا من ذلك، وينظم قطعا من الشعر كقطع الرّوض؛ نقاء لغة، وصفاء ديباجة، وحلاوة صنعة، وقد أسلس له الرّجز قياده؛ فهو يأتي منه بالمطوّلات؛ لزوميّة منسجمة سائغة، في رويّة تشبه الارتجال، وهو ثاني اثنين من رجّاز العرب في عصرنا هذا، ولو شئت؛ لذكرت الأوّل ... وإنما آثرت نعيما بهذه الكلمات؛ لأنّه ليست له " شهادة "؛ فجئته بهذه الشهادة ... "
و قد أخبرنا الشيخ عبد الرحمن شيبا قائلا: " إن نعيم النعيمي كان يحفظ مقالات الإبراهيمي عن ظهر قلب."
وقد ضمّه البشير إلى لجنة الإفتاء، وذكر أنّه من العلماء المشهود لهم بسعة الاطّلاع، وحسن الإدراك لحوادث هذا العصر ...
أصيب بداء السّكّريّ ثلاث سنوات ... وكفّ بصره، واعتراه الشّلل النّصفيّ ... الى أن أسلم الرّوح إلى بارئها سنة 1393 هجري الموافق ل1973 ميلادية، رحمه الله، وأسكنه فسيح جنانه.
وقد ترك - رحمه الله - العديد من الآثار والمؤلفات الدينية واللغوية والشرعية، والكثير من الخطب والدروس والمحاضرات والمقالات، كما كانت له الكثير من الإجازات الفقهية والحديثية، وكان مجازا في الموطأ حفظا ودراية، وفي حفظ ودراية صحيحي الإمام البخاري ومسلم على يد ثلة من علماء الشام والحجاز
اختارها و زاد عليها
نسيم الجزائري
¥