تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[د أحمد شوكه]ــــــــ[10 - 07 - 07, 09:38 م]ـ

جزاك الله خيراً وبورك فيك

ـ[يحيى بن يحيى]ــــــــ[11 - 07 - 07, 08:50 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاك الله خيرا أستاذ عبد المعز

دراسة مفيدة و ممتعة

حبذا لو هناك المزيد على نفس النسق

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[11 - 07 - 07, 02:15 م]ـ

بارك الله فيكما ... تشجيعكما أسعدني حقا ..

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[11 - 07 - 07, 02:35 م]ـ

أريد هنا- بمناسبة الحديث عن الحياة والموت-أن أشير إلى سر تكرار "أصبح "ثلاث مرات في ثلاث آيات متعاقبات:

فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً

أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً

فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا.

[ثمة تكرار رابع في المثل الموالي: فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ]

"أصبح" من أفعال التصيير والتوقيت معا:

فهو يعنى الانتقال من حال إلى حال،كما يؤشر على حلول زمن الصبح.

قال الزبيدي:

-أَصْبَحَ: دَخَل فيه " أَي الصُّبْحِ كما يقال: أَمْسَى إِذا دخل في المَسَاءِ ... وفي التَّنْزِيل " وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ "

-أَصْبَحَ: " بمَعْنَي صارَ ".

واستقراء التنزيل المحكم يكشف عن معنى بديع:

توقيت العذاب والهلاك بالصبح ...

وهو معنى منصوص عليه في قوله عز وجل:

إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} هود81

وأشار إليه في مناسبات متعددة من هلاك الأقوام:

{فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} الأعراف78

{وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} هود67

{فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} العنكبوت37

{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} الأحقاف25

{فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} القلم20

وقد يعبر بالشروق عن المعنى ذاته:

{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ} الحجر73

{فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ} الشعراء60

[والآية الأخيرة عن فرعون ... قال الطبري: مشرقين: حين أشرقت الشمس، وقيل حين أصبحوا.]

وفعل أصبح يأتي كذلك في معرض الأمثال للدلالة على النهاية كما في مثل الرجلين الذي ندرسه وفي المثل الذي جاء بعيده في السورة نفسها:

{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً} الكهف45

أرى –والله أعلم-أن اقتران الهلاك بالصبح جاء لاعتبارات نفسية شعورية واجتماعية حضارية.

1 - فالعرب الذين خاطبهم القرآن العظيم كان في معهودهم أن الإغارة لا تكون إلا في الصباح .. كما أشار القسم القرآني في سورة العاديات:

{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً} العاديات3

ومن ثم كان نداؤهم:"واصباحاه" بمثابة إنذار عام.

جاء في سنن البيهقي الكبرى:

لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى صَعِدَ عَلَى الصَّفَا فَهَتَفَ: وَاصَبَاحَاهُ. فَقَالُوا: مَنْ هَذَا الَّذِى يَهْتِفُ؟ قَالُوا: مُحَمَّدٌ.

وتوسعوا في هذا الاقتران حتى سموا الحرب نفسها صباحا.

قال في العروس:

من المجاز: هذا " يومُ الصَّبَاحِ " ولَقِيتُهم غَدَاةَ الصَّبَاحِ: وهو " يَومُ الغَارَةِ " قال الأَعشى:

به تَرْعُفُ الأَلْفَ إِذْ أُرْسِلَتْ ... غَدَاةَ الصَّبَاحِ إِذَا النَّقْعُ ثارا

فالأمم الهالكة فيما سبق أعلنت الحرب على الله بشركهم واستهزائهم بآياته ورسله .. "فأغار" الله عليهم صبحا وكأن رب العزة-وهو الحكم العدل-لم يشأ أن" يخرق "تقليدهم الحربي فأرسل جنده صباحا ... وفيه من مراعاة الإنصاف ما فيه. فسبحان الله والحمد لله!!

2 - أما الاعتبار النفسي فلأن الإنسان بحكم فطرته يخشى من الليل ومن الظلام .. ومن ثم فهو يتوقع المكروه فيه لأن ظلامه ستر مساعد لكل من يريد به سوءا .. وهكذا أملى التوجس على الإنسان الهلوع أن يتخذ الحرس والعسس،وأن يغلق المنافذ والأبواب ...

ثم توهم الإنسان أن ظهور ضوء الصبح يضع نهاية التوجس والترقب .. فمن شأن النور الكاشف ويقظة الناس وانتشارهم التقليل من الخوف وتزايد الإحساس بالطمأنينة والأمن ...

الصبح إذن هو زمن "تنفس الصعداء" فلا جرم أن اختاره العزيز الجبار زمنا للخوف والهلاك .. ليقابل مكرا بمكر، وصدق الله:

فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا.

فالمفاجأة مؤلمة حقا والعذاب شديد:

كان الإنسان يتوسم الخروج من احتمال السوء خلفه-ليلا- فإذا هو منغمس فيه بين يديه -صبحا-

قال عز وجل عن صاحب الجنتين-سابقا-:

فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا.

اكتشف انهيار كل شيء عندما فتح عينيه فكأنه انتقل من حلم لذيذ إلى كابوس يذهل العقول ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير