تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[07 - 09 - 07, 11:28 ص]ـ

تحليل جيد ونقل موفق أخى ولى تعقيب "

يتضح أن الكلام غير ركيك اذا ماأخذنا فى الاعتبار مايدور فى عقل الرجل وهو ردود على أسئلة أثارها الحوار مع صاحبه وعاد من المحاوره يفكر::" أنا سأموت مثل كل الناس ولكنى لآأظن أن تبيد هذه قبل أن أموت كما يقول صاحبى أنها ستسلب منى واذا بادت بعدى موتى فما المشكلة ,المشكلة أنه يقول انك سترد يوم تقوم الساعة ,لاأصدق هذا وعلى فرض أنى رددت فالى من أرد؟! الى ربى –يقصد ربه الذى هو به مشرك – أعتقد أنه سيعد لى خيرا منها جزاء ما عبدته. ولما عاد يحاور صاحبه بهذا الفكر تأكد صاحبه أن كفر فسأله " أكفرت بالذى خلقك ... "

اذن أن كلامه منطقى وان كان استدلاله فاسد فلأنه انطلق من فروض غير صحيحة.

أما "أبدا " فلا مانع من أن تكون لمدة محددة بفعل الفاعل مثل "ولا تصل على أحد منهم مات ابدا "فهو أمر شرعى محكوم بمدة التكليف فى الدنيا

وأما مدلول هذه فأرى أنه لا يعتبر أى كلام يخرجه عن السياق.

ـ[نضال دويكات]ــــــــ[07 - 09 - 07, 11:54 ص]ـ

اخي بارك الله فيك

حبذا لو جمعت الدراسة في ملف واحد على وورد ووضعتها حتى تعم الافادة إن شاء الله

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[09 - 09 - 07, 12:29 ص]ـ

{وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً} الكهف36

بموجب ما افترضناه من احتباك في الحوار، فإنه بوسعنا استحضار الخطاب الغائب اعتمادا فقط على القول الحاضر ... فالاحتمال كبير في أن الرجل الفقير قد نصح صاحبه وعاتبه ووجه نظره-وصاحبه سادر في نشوته وغيه-إلى التفكير في حسرة ممكنة في الدنيا ومؤكدة في الأخرى:

فالحسرة الأولى قد تحصل من إبادة جنتيه كلتيهما فلا اعتداد ولا اعتماد.

وعلى تقدير سلامة الجنتين مؤقتا فالساعة قائمة لا محالة ..

وذكر الساعة -أو التذكير بها – هو لتحقيق معنى الحسرة المزدوجة:

-فهي من جهة تأكيد لإبادة الجنتين فالساعة هي نهاية الدنيا وخراب العالم بأسره ومن جملته الجنتان.

-وهي من الجهة الأخرى إرهاص ببدء الحسرة العظمى فليست الساعة إلا لحشر الناس وليس حشرهم إلا لحسابهم .. فلو كانت الساعة مجرد انهاء للكون لهان الأمر قطعا ... لكنها تنهي وتدشن في وقت واحد!.

وقد جار رد صاحب الجنتين وفق هذا الترتيب:

فقد رأينا رده الاستفزازي في مسألة مصير الجنتين، وهاهو الآن يتعرض للشق الثاني من التهديد فيبدأ بإنكار الساعة وليس مقصوده إلا إنكار اللازم وهو العذاب الآتي،ذلك لأن الرجل موقن بأنه سيموت ونهاية العالم بعد ذلك لا تضره في شيء إلا إذا أعقبه الحساب ...

وعلى الفرض الجدلي بوقوع الساعة فإن المحذور غير واقع: فليس عليه حساب بل سيجد هناك ما هو أفضل وأبقى من جنتيه الحاليتين!!! وقد أثبت هذا لمحاوره على وجه بياني شديد: إقسام وتوكيد.

ولنا أن نلاحظ الدلالة النفسية في قوله: لَأَجِدَنَّ ..

"وجد" تعني العثور على ما هو موجود من قبل ... فالرجل من غروره يرى أن ربه هيأ له مسبقا بديلا لجنتيه، فحاله في الأخرى أفضل من حاله في الدنيا تصريحا بقوله "خيرا"،وتلميحا لأن جنته في الدنيا" مجعولة "شيئا فشيئا في الزمان والمكان، أما جنته في الآخرة فهي جاهزة تنتظره!!

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[10 - 09 - 07, 11:50 م]ـ

{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً} الكهف37

تكتسي الجملة القرآنية مرونة مذهلة،أعني أن في تركيبها واختيار كلماتها دعوة للذهن للانتقال من مذهب إلى آخر .. فحيثما اتجه الفكر وغير من نهج التناول وجد الإشعاع الدلالي للجملة قائما ... فلتنظر مثلا في قوله:

" أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً"

لك أن تقرأها على قاعدة الحجاج.

ولك أن تقرأها على قاعدة التأثير.

ولك أن تقرأها على قاعدة التأثر.

وستجد أمامك- على أي قاعدة اخترت -معنيان فأكثر.

1 -

أ-الجملة تقرير حجاجي على البعث-وهو مذهب جمهور المفسرين-فذكر الخلق من" التراب"تنبيه على إمكان البعث عن طريق قياس الأولى .. فالبعث ليس إلا إنشاء من التراب وإخراجا منه فكيف تنكر الإعادة مع الإقرار بالنشأة الأولى!!! إن جحد النشأة الأولى هذيان وسفسطة، وإنكار النشأة الثانية تجديف في العقل لأن في ذلك تفرقة بين متشابهين!!

ب-الجملة تقرير حجاجي على الربوبية-وهو ظاهر الجملة-بلفت النظر إلى التصرف في العناصر بحيث يبهت المعطل:

-التراب عنصر غير عضوي،وغير حي ...

-النطفة عنصر عضوي، حي، غير عاقل.

-الرجل عنصر حي، عاقل ..

فكيف يمكن إخراج شيء موصوف بصفة لا يتصف بها أصله!!

تحويل التراب إلى نطفة أمر مذهل بله تحويل التراب إلى رجل!

من أين جاءت الحياة للتراب لتتشكل النطفة ..

ومن أين جاء العقل للنطفة ليتسوى الرجل ...

"أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ"

2 -

ج-الجملة توبيخ وتأنيب:

كيف تقابل النعمة بالكفر!

"سواك رجلا" وكان من الممكن أن "يسويك امرأة" فتكون في مرتبة أقل، بل كان من الممكن أن "يسويك حمارا"!!

د-الجملة تذكير وتحقير:

صاحب الجنتين طغا وتجبر بغير حق،فحق أن يذكر بأصليه الحقيرين:

التراب الذي يداس بالأقدام .. والنطفة التي تخرج مما هو معروف!!

3 -

ه-الجملة استنكار:

فالرجل الفقير يستنكر أن ينزل صاحبه إلى هذه الدركة الخسيسة من الغرور والتطاول على العباد وعلى رب العباد ...

و-الجملة تعجب ..

فيكون الاستفهام دالا على الاستغراب:فمن عجائب أحوال الإنسان أن ينطمس عقله فيجادل في البدهيات أو أن تنطفيء ذاكرته فينسى أصله ونوعه ..

ولعلك وقفت على شيء من إعجاز أسلوب القرآن .. وأدركت كيف شعت -مثلا -كلمة "تراب":

عقلا فدلت على الخلق والمعاد ....

وحسا فدلت على الأصل و العنصر

وخلقيا فدلت على الوضاعة والحقارة ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير