تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقع هذا التفسير فى ثمانى مجلدات كبار، وهو مطبوع ومتداول بين أهل العلم، ويقول ابن قاضى شهبة: إنه - أى الفخر الرازى - لم يتمه، كما يقول ذلك ابن خلكان فى وفيات الأعيان، إذن فمن الذى أكمل هذا التفسير؟ وإلى أى موضع من القرآن وصل الفخر الرازى فى تفسيره؟

الحق أن هذه مشكلة لم نوفق إلى حلها حلا حاسما، لتضارب أقوال العلماء فى هذا الموضوع، فابن حجر العسقلانى، فى كتابه الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة، يقول: "الذى أكمل تفسير فخر الدين الرازى، هو أحمد بن محمد بن أبى الحزم مكى نجم الدين المخزومى القمولى، مات سنة 727 هـ (سبع وعشرين وسبعمائة من الهجرة) هو مصرى".

وصاحب كشف الظنون يقولك "وصنف الشيخ نجم الدين أحمد ابن محمد القمولى تكملة له، وتوفى سنة 727 هـ (سبع وعشرين وسبعمائة من الهجرة)، وقاضى القضاة شهاب الدين بن خليل الخويى الدمشقى، كمل ما نقص منه أيضا، وتوفى سنة 639 هـ (تسع وثلاثين وستمائة) ".

فأنت ترى أن ابن حجر يذكر أن الذى أتم تفسير الفخر هو نجم الدين القمولى، وصاحب كشف الظنون يجعل لشهاب الدين الخويى مشاركة على وجه ما فى هذه التكملة، وإن كانا يتفقان على أن الرازى لم يتم تفسيره.

وأما إلى أى موضع وصل الفخر فى تفسيره؟ فهذه كالأولى أيضا، وذلك لأننا وجدنا على هامش كشف الظنون ما نصه: "الذى رأيته بخط السيد مرتضى نقلا عن شرح الشفا للشهاب، أنه وصل فيه إلى سورة الأنبياء".

وقد وجدت فى أثناء قراءتى فى هذا التفسير عند قوله تعالى فى الآية [24] من سورة الواقعة: {جزآء بما كانوا يعملون} هذه العبارة: "المسألة الأولى أصولية، ذكرها الإمام فخر الدين رحمه الله فى مواضع كثيرة، ونحن نذكر بعضها .. إلخ".

وهذه العبارة تدل على أن الإمام فخر الدين، لم يصل فى تفسيره إلى هذه السورة. كما وجدت عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [6] من سورة المائدة {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة} .. الآية، أنه تعرض لموضوع النية فى الوضوء. واستشهد على اشتراط النية فيه بقوله تعالى فى الآية [5] من سورة البينة: {ومآ أمرو?ا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} .. وبين أن الإخلاص عبارة عن النية، ثم قال: "وقد حققنا الكلام فى هذا الدليل فى تفسير قوله تعالى: {ومآ أمرو?ا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} فليرجع إليه فى طلب زيادة الإتقان".

وهذه العبارة تشعر بأن الفخر الرازى فسر سورة البينة، أى أنه وصل إليها فى تفسيره، وهذا طبعا بحسب ظاهر العبارة المجرد عن كل شئ.

والذى أستطيع أن أقوله كحل لهذا الاضطراب: هو أن الإمام فخر الدين، كتب تفسيره هذا إلى سورة الأنبياء، فأتى بعده شهاب الدين الخويى، فشرع فى تكملة هذا التفسير ولكنه لم يتمه، فأتى بعده نجم الدين القمولى فأكمل ما بقى منه. كما يجوز أن يكون الخويى أكمهل إلى نهاية، والقمولى كتب تكملة أخرى غير التى كتبها الخويى، وهذا هو الظاهر من عبارة صاحب كشف الظنون.

وأما إحالة الفخر على ما كتبه فى سورة البينة، فهذا ليس بصريح فى أنه وصل إليها فى تفسيره، إذ لعله كتب تفسيرا مستقلا لسورة البينة، أو لهذه الآية وحدها، فهو يشير إلى ما كتب فيها ويحيل عليه.

أقول هذا، وأعتقد أنه ليس حلا حاسما لهذا الاضطراب، وإنما هو توفيق يقول على الظن يخطئ ويصيب.

ثم إن القارئ فى هذا التفسير، لا يكاد يلحظ فيه تفاوتا فى المنهج والمسلك، بل يجرى الكتاب من أوله إلى آخره على نمط واحد، وطريقة واحدة، تجعل الناظر فيه لا يستطيع أن يميز بين الأصل والتكملة، ولا يتمكن من الوقوف على حقيقة المقدار الذى كتبه الفخر، والمقدار الذى كتبه صاحب التكملة.

هذا .. وإن تفسير الفخر الرازى ليحظى بشهرة واسعة بين العلماء، وذلك لأنه يمتاز عن غيره من كتب التفسير، بالأبحاث الفياضة الواسعة، فى نواح شتى من العلم، ولهذا يصفه ابن خلكان فيقول: "إنه - أى الفخر الرازى - جمع فيه كل غريب وغريبة".

* *

ـ[عبدالعزيز فؤاد]ــــــــ[07 - 04 - 08, 03:14 ص]ـ

في هذا الرابط بعض الفوائد عن تفسير الرازي

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=50688&highlight=%C7%E1%DD%CE%D1+%C7%E1%D1%C7%D2%ED

ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[07 - 04 - 08, 08:58 ص]ـ

جزاك الله خيرا، مشاركة جديدة وقوية -فاتحة خير-، جعلها الله في موازين حسناتك، ومرحبا بك يا شيخنا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير