تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أنس الشامي]ــــــــ[21 - 08 - 09, 04:08 ص]ـ

الصفحة الرئيسة / روافد / موضوعات شرعية

مفاتيح الغيب للرازي

د. محمد حسين الذهبي

المصدر: من كتاب "التفسير والمفسرون"

تاريخ الإضافة: 15/ 02/2008 ميلادي - 7/ 2/1429 هجري

مفاتيح الغيب (للرَّازي)

التعريف بمؤلف هذا التفسير:

مؤلف هذا التفسير هو أبو عبدالله، محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي التميمي، البكري، الطبرستاني، الرازي، الملقب بفخر الدين، والمعروف بابن الخطيب الشافعي، المولود سنة 544 هـ (أربع وأربعين وخمسمائة من الهجرة).

كان - رحمه الله - فريد عصره، ومتكلم زمانه، جمع كثيرًا من العلوم ونبغ فيها، فكان إمامًا في التفسير والكلام، والعلوم العقلية، وعلوم اللغة، ولقد أكسبه نبوغُه العلمي شهرة عظيمة، فكان العلماء يقصدونه من البلاد، ويشدون إليه الرحال من مختلف الأقطار، وقد أخذ العلم عن والده ضياء الدين المعروف بخطيب الري، وعن الكمال السمعاني، والمجد الجيلي، وكثير من العلماء الذين عاصرهم ولقيهم، وله فوق شُهرتِه العِلْميَّة شُهرةٌ كبيرة في الوعظ، حتَّى قيل إنه كان يعظ باللسان العربي، واللسان العجمي، وكان يلحقه الوجد في حال الوَعْظِ، ويُكثِرُ البُكاء، ولقد خَلّف – رحِمه الله – للناس مجموعةً كبيرة من تصانيفه في الفنون المختلفة، وقد انتشرت هذه التصانيف في البلاد، ورزق فيها الحظوة الواسعة والسعادة العظيمة، إذ إن الناس اشتغلوا بها، وأعرضوا عن كتب المتقدمين، ومن أهم هذه المصنفات تفسيره الكبير المسمى بـ"مفاتيح الغيب"، وهو ما نحنُ بِصَدده الآنَ، وله "تفسير سورة الفاتحة" في مجلد واحد، ولعله هو الموجود بأوَّل تفسيره "مفاتيح الغيب"، وله في علم الكلام: "المطالب العالية"، و"كتاب البيان والبرهان في الرد على أهل الزيغ والطغيان"، وله في أصول الفقه: "المحصول"، وفي الحكمة: "الملخص"، و"شرح الإشارات لابن سينا"، و"شرح عيون الحكمة"، وفي الطلمسات: "السر المكنون"، ويقال: إنه شرح "المفصل في النحو" للزَّمَخْشري، وشرح "الوجيز" في الفقه للغزالي، وغير هذا كثير من مصنفاته، التي يتجلى فيها علم الرجل الواسع الغزير.

هذا؛ وقد كانت وفاة الرازي – رحمه الله – سنة 606 هـ (ست وستمائة من الهجرة) بالري، ويقال في سبب وفاته: إنَّه كان بينه وبين الكرَّاميَّة خلاف كبير وجدل في أمور العقيدة، فكان ينال منهم وينالون منه سبًّا وتكفيرًا، وأخيرًا سمُّوه فمات على إثر ذلك واستراحوا منه [1].

التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:

يقع هذا التفسير في ثماني مجلدات كبار، وهو مطبوع ومتداوَل بين أهل العلم، ويقول ابن قاضي شهبة: إنه – أي الفخر الرازي – لم يتمه [2]، كما يقول ذلك ابن خلكان في "وفيات الأعيان" [3]، إذًا فمن الذي أكمل هذا التفسير؟ وإلى أي موضع من القرآن وصل الفخر الرازي في تفسيره؟

الحقُّ أنَّ هذه مشكلة لم نوفَّق إلى حلّها حلاًّ حاسمًا، لتضارُب أقوال العلماء في هذا الموضوع، فابن حجر العسقلاني، في كتابه "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة"، يقول: "الذي أكمل تفسير فخر الدين الرازي، هو أحمد بن محمد بن أبي الحزم مكي نجم الدين المخزومي القمولي، مات سنة 727 هـ (سبع وعشرين وسبعمائة من الهجرة) وهو مصري [4] ".

وصاحب "كشف الظنون" يقول: "وصنَّف الشيخ نجم الدين أحمد بن محمد القمولي تكملةً له، وتوفِّي سنة 727 هـ (سبع وعشرين وسبعمائة من الهجرة)، وقاضي القضاة شهاب الدين بن خليل الخويي الدمشقي، كمل ما نقص منه أيضًا، وتوفي سنة 639 هـ (تسع وثلاثين وستّمائة) [5] ".

فأنت ترى أنَّ ابْنَ حجر يذكُر أنَّ الَّذي أتَمَّ تفسير الفخر هو نجم الدين القمولي، وصاحب "كشف الظنون" يجعل لشهاب الدين الخويي مشاركةً على وجهٍ ما في هذه التكملة، وإنْ كانَا يتَّفِقان على أنَّ الرازيَّ لم يُتِمَّ تفسيره.

وأمَّا إلى أيّ موضع وصل الفخر في تفسيره؟ فهذه كالأولى أيضًا، وذلك لأنَّنا وجدنا على هامش "كشف الظنون" ما نصّه: "الذي رأيته بخط السيد مرتضى نقلاً عن "شرح الشفا" للشهاب، أنَّه وصل فيه إلى سورة الأنبياء" [6].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير