تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قضية المورسكية خيرونيما لاثاليمونا.]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[29 - 07 - 10, 09:00 م]ـ

[قضية المورسكية خيرونيما لاثاليمونا.]

بقلم هشام زليم المغربي.

ظنت محكمة التفتيش الأسبانية أن قوانينها الصارمة و متابعتها اللصيقة للمورسكيين و التنكيل بهم ستحيل المسلمين إلى نصارى و الموحدين إلى مثلثين, فدفعها هذا الظن إلى ارتكاب الحماقة تلو الحماقة و الجريمة تلو الجريمة, متوجة هذه السلسلة من الانتهاكات بإصدار ملك إسبانيا فليبي الثالث لقرار الطرد سنة 1609م بعد أن أعياها إصرار المورسكيين على التشبث بالإسلام و الحفاظ على أوجه عديدة من مناسكه, من بينها دفن الموتى المورسكيين وفق الطريقة المورسكية المخالفة لعادة النصارى في دفن موتاهم.

في سرقسطة, ضربت محكمة التفتيش هناك بيد من حديد كل المورسكيين الذين غسلوا و دفنوا موتاهم وفق الطريقة "المسلمة", ضاربين بذلك عرض الحائط تعليمات الكنيسة الكاثوليكية و التقاليد النصرانية. من بين هؤلاء المورسكيين الذي دفعوا ثمن مخالفة أمر محكمة التفتيش في مسألة الدفن نجد المورسكية خيرونيما لا ثاليمونا Geronima La Zalemona.

سنة 1604م, توفي في بلدة تورياس Torrellas, المعروفة بتشبثها بالإسلام, ابن خيرونيما و غبرييل دياز. مباشرة بعد سماعهم الخبر, سارع أصدقاء العائلة من المورسكيين إلى الحضور و الالتفاف حول جثمان الصغير و قاموا بطقوس أجدادهم المسلمين, حيث كفنوه على طريقة الموروس, لافين إياه في 3 أثواب و وضعوا الطيب و تحته ورق مورسكي. عند وصول المرأة النصرانية المكلفة بتكفين الموتى على الطريقة الكاثوليكية, قامت خيرونيما والدة الطفل المتوفى بمنعها من الاقتراب من ابنها و أكملت تكفين ابنها وفق الطريقة الإسلامية. في الليالي الموالية, استمر المورسكيون في الاجتماع للصلاة و الدعاء للطفل بالرحمة: "ليلتان بعد وفاة الطفل عاد المورسكيون رفقة المتهمة و الأب إلى الغرفة التي مات فيها الراحل حيث أقاموا الصلاة و تلوا سورا للمسلمين على روح المتوفى, واضعين أرجلهم فوق الجلد". (1)

كان حكم محققي محكمة التفتيش قاسيا للغاية في حق خيرونيما التي وقفت سدا منيعا أمام إقامة شعيرة كاثوليكية و أبت إلا أن ترسل ابنها إلى قبره حنيفا مسلما. هكذا اعتقلت خيرونيما و لما خافت أن تضعف أثناء التعذيب و تشي بعائلتها, وخاصة زوجها, قامت بقطع لسانها حتى تكون متأكدة من عدم الكلام و بالتالي الوشاية. هكذا تيقن القضاة أن خيرونيما مذنبة فقاموا بإحراقها يوم التاسع عشر من أكتوبر 1606م. (2)

الهوامش:

(1) الأرشيف التاريخي الوطني AHN , Inq lib 990, f° 399 r°.

(2) المرجع: من كتاب الباحثة الفرنسية جان فيدال: « Quand on brulait les morisques ». ص: 79.

كتبه هشام زليم المغربي.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير