التعريف بآل الإمام الرباني بَقِيّ بن مَخْلَد رحمهم الله، خمسة قرون متتالية من العلماء والمحدّثين!!
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 03:53 م]ـ
التعريف بآل الإمام الرباني بَقِيّ بن مَخْلَد رحمهم الله
خمسة قرون متتالية من العلماء والمحدّثين
كتبه
أبو معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد، فهاكم (التعريف بآل الإمام الرباني بقي بن مخلد رحمهم الله)، وهي ذرية قرّت عين أبيها الأول الإمام بقي بن مخلد (ت 276 هـ) رحمه الله، وقد قال ابن الأبار (في ترجمة أحمد بن يزيد البقوي أحد أحفاد بقي بن مخلد): لا نعلم بالأندلس بيتاً أعرق من بيته في العلم والنباهة إلا بيت بني مغيث بقرطبة وبيت بني الباجي بإشبيلية، وله التقدّم على هؤلاء. اهـ. لكن قبل الشروع في الموضوع سأُرفِق نبذة عن سيرة هذا الإمام العظيم رحمه الله.
ولد بقي بن مخلد الأندلسي في رمضان، سنة إحدى وثمانين، وتوفى ليلة الثلاثاء، لتسع وعشرين ليلة مضت من جمادى الآخرة، سنة ست وسبعين ومائتين، ودفن في المقبرة المنسوبة إلى بني العباس، وكانت له رحلتان، أقام في إحداهما نحو العشرين عاماً، وفي الثانية نحو الأربعة عشر عاماً، فأخبرني أبي أنه كان يطوف في الأمصار على أهل الحديث، فإذا أتي وقت الحج، أتي إلى مكة فحج، هذا كان فعله كل عام في رحلتيه جميعاً، وكان يلتزم صيام الدهر، فإذا أتي يوم جمعةٍ أفطر وكانت له عبادات كثيرة، من قراءة القرآن، وغيرها من الصلوات، ونشر العلم.
(من ترجمته في معجم الأدباء)
وقال الذهبي: وعني بهذا الشأن (أي علم الحديث والرواية) عناية لا مزيد عليها، وأدخل جزيرة الأندلس علماً.
وقال: وكان إماماً مجتهداً صالحاً، ربانيًّا صادقاً مخلصاً، رأساً في العلم والعمل، عديم المثل، منقطع القرين، يفتي بالأثر، ولا يقلِّد أحداً.
ذكره أحمد بن أبي خيثمة، فقال: ما كنا نسميه إلا المكنسة، وهل احتاج بلد فيه بقي إلى أن يرحل إلى ها هنا منه أحد؟! قال طاهر بن عبد العزيز الأندلسي: حملت معي جزءاً من " مسند " بقي بن مخلد إلى المشرق، فأريته محمد بن إسماعيل الصائغ، فقال: ما اغترف هذا إلا من بحر. وعجب من كثرة علمه.
وقال قاسم بن أصبغ: وحدثت عن بقي أنه قال يوماً لطلبته، أنتم تطلبون العلم؟ وهكذا يطلب العلم؟ إنما أحدكم إذا لم يكن عليه شغل يقول: أمضي أسمع العلم، إني لأعرف رجلاً تمضي عليه الأيام في وقت طلبه للعلم، لا يكون له عيش إلا ورق الكرنب الذي يلقيه الناس، وإني لأعرف رجلاً باع سراويله غير مرة في شرى كاغد حتى يسوق الله عليه من حيث يخلفها.
ومن مناقبه أنه كان من كبار المجاهدين في سبيل الله، يقال: شهد سبعين غزوة.
(من ترجمته في سير أعلام النبلاء)
وقد ألّف حفيده عبد الرحمن بن بقي بن أحمد كتاب (كتاب فضائل بقي بن مخلد رحمه الله وتسمية رجاله)
قلتُ: ذكره ابن خير في " فهرسته "، ونقل منه الذهبي قصتين في سير أعلام النبلاء (13/ 292 – 295).
وهناك (المسكتة في فضائل بقي بن مخلد) تأليف عبد الله بن عبد الرحمن الناصر (ت 339 هـ)،
قال ابن الأبار: " المسكتة " من تأليفه، وهي ستة أجزاء في فضائل بقي بن مخلد. (التكملة لكتاب الصلة)
وفائدة أخيرة أُضيفها قبل الشروع في تراجم الآل، وهي رواية الآباء عن الأبناء، ففي " نفح الطيب " (2/ 575) أن أبا حيان قال: حدثنا ابن أبي الأحوص عن قاضي الجماعة أبي القاسم أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن ابن أحمد بن بقّي بن مخلد بن يزيد القرطبي عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه الإمام بقّي بن مخلد عن ابي بكر المقدمي عن عمر بن علي وعبد الله بن يزيد عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو أن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، مر بمجلسين أحدهما يدعون الله ويدعون إليه، والآخر يتعلمون العلم ويعلمونه، فقال: " كل المجلسين خير، وأحدهما أفضل من الآخر، أما هؤلاء فيتعلمون ويعلمون الجاهل فهم أفضل، وأما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون إليه إن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم، وأنا بعثت
¥