1. الصبر على الطاعة لما صار على خزائن الأرض
2. الصبر عن المعصية: في بيت امرأة العزيز.
3. الصبر على الأقدار: لما ألقي في البئر، ثم لما سجن.
الحياة كلها جهاد، ولن أستطيع الطاعة إلا بالجهاد والتوكل ((وعلى ربهم يتوكلون)).
الدين نصفان: نصفٌ عبادة، ونصفٌ استعانة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم حبيبه معاذ: "لا تدعن دبر كل صلاةٍ أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادك"، ويعلمنا: "لا حول ولا قوة إلا بالله كنزٌ من كنوز الجنة" أوتيها النبي -صلى الله عليه وسلم- من تحت العرش كما ورد في بعض الآثار.
ثم يعود -سبحانه وتعالى- ويقول: ((وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون)) لكنهم لا يعلمون!
أنت تجاهد نفسك، تشتغل بجد في هذه الحياة الدنيا؛ لكنها فانية! وإنما عملك وتعبك تلقاه في الآخرة. وكم من الناس من يتقاتل لأجل هذه الدنيا!
فلنتعالَ ولنرتفع ولنصعد عن الدنيا وعن الناس، ولنرغب فيما عند الله. وكما أخبرنا نبينا -صلى الله عليه وسلم-: "ازهد في الدنيا، يحبك الله، وازهد فيما عند الناس، يحبك الناس".
ثم ختمت السورة بقوله: ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)) يا الله! جاهدوا فينا: يعني من أجلنا في كل شيء، جاهدوا في مرضاتنا والدين الذي اخترناه. ثم ماذا؟ ((لنهدينهم)) قسم من الله -عز وجل-، وهل يحتاج الله أن يقسم؟ سبحانه بل هو أصدق القائلين: ((ومن أصدق من الله قيلاً)).
والهداية: الإرشاد والتوفيق بالتيسير والإرشاد الشرعي، وسبل الله: الأعمال الموصلة إلى رضاه وثوابه، شُبهت بالطرق الموصلة إلى منزل الكريم المكرِم للضيف؛ إذن: هناك طريق إلى الله، سيهدي إليه سبحانه هؤلاء المجاهدين، وهذا الطريق سيوصلهم إليه؛ فالمجاهدة إذن أقصر طريق يوصلك إلى الله وإلى رضاه ومحبته ولقائه.
وجهاد النفس أعظم من جهاد الناس؛ لأن النفس إذا كانت قوية تصمد أمام من يثبطون ويخذلون، قال الجنيد: "والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة لنهدينهم سبل الإخلاص، ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنًا، فمن نُصر عليها نُصر على عدوه، ومن انتصرت عليه نُصر عليه عدوه".
ومن سلك طريق الهداية أفاض الله عليه منها، وهذا المعنى أرشدنا الله إليه وكرره: ((ويزيد الله الذي اهتدوا هدى))، ((وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانًا فأما الذين أمنوا فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون)).
يقول ابن القيم: "علق سبحانه الهداية بالجهاد؛ فأكمل الناس هدايةً أعظمهم جهادًا، وأفرض الجهاد جهاد النفس، وجهاد الهوى، والشيطان، والدنيا، فمن جاهد هذه الأربعة في الله، فهذه سبل رضاه الموصلة إلى جنته، ومن ترك الجهاد، فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد".
((وإن الله لمع المحسنين)) إنها معية الله -جلَّ وعلا-، وليست معية عامة؛ بل معية خاصة، هي هي التي قال الله عنها -عز وجل-: ((إنني معكما أسمع وأرى)) معية موسى وهارون -عليهما السلام-، ومعية كل من سلك مسلكهم، معهم بالنصرة والمعونة، والحفظ والهداية، ومع الجميع بالإحاطة والقدرة، فبين المعنيين بَون.
وفيها أيضًا إشارة إلى تيسير طريق الهجرة التي كانوا يتأهبون لها أيام نزول هذه السورة.
((لمع المحسنين)) ونحن نعلم أن الإحسان أرفع الدرجات. الإحسان: المراقبة؛ أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك.
الله ناظرنا الله يسمعنا الآن في كل وقت جاء أو ذهبَ
هكذا تنتهي هذه السورة العظيمة التي تعلمنا كيف يثبت الإنسان حين يسلك طريق الأنبياء والصالحين، حين يثبت كما ثبتوا ويموت على ما ماتوا عليه.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 12:38 ص]ـ
جزاك الله خير ونفع بك .. فوائد قيمة ..
فكم نحن بحاجة إلى التأمل والتدبر،،،
وأفيدكم بكلام ابن عثيمين حول الحروف المقطعة وهو كلام قيم جدا وقريب مما ذكرت الأخت هيفاء:
...........
فضيلة الشيخ! أشكل عليَّ حين قلت بأنه لا يوجد في القرآن شيء لا يعرفه أحد من علماء الأمة أو أجمع الناس على عدم معرفته، فماذا نجيب على الحروف المقطعة (ألم) و (ق) و (يس) وغيرها مما كان فيه الخلاف وأشكل على أهل العلم؟
¥