تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأول ما يجب على المريد إتقانَ قراءة القرآن "تصحيحُ إخراج كل حرف من مخرجه المختص به، تصحيحا يمتاز به عن مُقَارِبه، وتوفية كل حرف صفتَه المعروفة به، توفية تخرجه عن مُجَانِسِهِ، يُعْمِل لسانه وفمه بالرياضة في ذلك إعمالا يصير ذلك له طبعا وسليقة، فكل حرف شارك غيره في مخرج، فإنه لا يمتاز عن مشاركه إلا بالصفات، وكل حرف شارك غيره في صفاته، فإنه لا يمتاز عنه إلا بالمخرج ".19 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#19)

فإذا أتقن النطق بكل حرف على حدة، ساغ له وقتئذ أن يُحْكِمَ الحروف حالة التركيب، ويعرف ما يتجدد لهذه الحروف بسبب التركيب من الأحكام.

رابعا: تجنب تركيب الروايات عند التلاوة

وللشيخ عند قراءة الناس عليه أن يرشدهم في البداية إلى الاقتصار في القراءة على الرواية الواحدة، ويحسن كونها المشتهرة في البلد، كرواية20 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#20) ورش عن نافع من طريق أبي يعقوب الأزرق في المغرب مثلا، وينبههم على عدم تركيب الروايات عند التلاوة.

وورش (110 - 197هـ) هو عثمان بن سعيد، كان ثقة حجة في القراءة، حسن الصوت، انتهت إليه رياسة الإقراء بمصر، وهو أحد رواة قراءة نافع.21 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#21)

ونافع بن أبي نعيم المدني (70 - 169هـ) هو أحد القراء السبعة، العالم بوجوه القراءات، المتتبع للآثار والروايات، قرأ على سبعين من التابعين بمدينة الرسول صلعدن العلم ومهبط الوحي، وقرأ على مالك الموطأ، وقرأ مالك عليه القراءات. قال سعيد بن منصور: " سمعت مالكا يقول: قراءة أهل المدينة سنة، قيل له: قراءة نافع؟ قال: نعم". وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: " سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، فإن لم يكن فقراءة عاصم". وقال مالك: "نافع إمام الناس في القراءة ".

وأشهر طرق22 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#22) رواية ورش طريق أبي يعقوب الأزرق.

والأزرق (ت240هـ) هو الذي خلف ورشا في القراءة والإقراء بمصر، وهذه الطريق هي التي يقرأ بها المغاربة، وهي التي اختارها الإمام الداني في كتابه: "التيسير"، وتبعه عليها ناظمه الشاطبي في "حرز الأماني ووجه التهاني".

خامسا: مراتب تلاوة القرآن

يقرأ القرآن بالتحقيق أو الترتيل، وبالحدر والتدوير.

والتحقيق مصدر حققت الشيء تحقيقا: إذا بلغت يقينه، ومعناه الإتيان بالشيء على حقه من غير زيادة ولا نقصان منه. وفي اصطلاح أهل القراءة هو: " إعطاء كل حرف حَقَّهُ من إشباع المد وتحقيق الهمزة وإتمام الحركات، واعتماد الإظهار والتشديدات، وتَوْفِية الغُنات، وتفكيك الحروف … ولا يكون غالبا معه قصر ولا اختلاس، ولا إسكان محرك وإدغامه. فالتحقيق يكون لرياضة الألسن، وتقويم الألفاظ، وإقامة القراءة بغاية الترتيل، وهو الذي يستحب الأخذ به على المتعلمين".23 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#23)

وهذه المرتبة -مرتبة التحقيق - التي يحسن أخذ المتعلمين بها، ينبغي ألا تخرج عن حدود التجويد، فالقراءة السهلة اللطيفة هي التي لا مَضْغَ فيها ولا لَوك، ولا تكلُّف ولا تعسف ولا تَصنُّع، مما تنفر منه الطباع السليمة، وتمجُّه الأذواق والأسماع، فقد رُوي عن الإمام حمزة بن حبيب الزَّيَّات أحد القراء السبعة أنه قال لبعض من سمعه يبالغ في القراءة مع الإفراط: " ما كان فوق الجُعُودَة24 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#24) فهو قَطَطٌ 25 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#25)، وما كان فوق البياض فهو بَرَصٌ26 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#26) ، وما كان فوق القراءة فليس بقراءة"27 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#27) . قال الخاقاني:

زِنِ الحرفَ لا تخرجْهُ عن حدِّ وَزْنِهِ فَوَزْنُ حروفِ الذِّكرِ منْ أفضَلِ البِّرِّ 28 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#28)

وقال الداني:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير