تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن عباس: الحرث موضع الولد ? فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ?، أي: كيف شئتم مقبلة ومدبرة في صمام واحد. وروى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول: إذا جامع الرجل امرأته في دبرها في قبلها كان الولد أحول. فنزلت: ? نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ?.

وروى الإمام أحمد عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في أناس من الأنصار، أتوا النبي r فسألوه فقال النبي r : « ائتها على كل حال، إذا كان في الفرج»، وفي حديث آخر: «أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة»، وروى الإمام أحمد وغيره عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r : « ملعون من أتى امرأته في دبرها».

وقوله تعالى: ? وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ ?، قال السدي: يعني: الخير والعمل الصالح. وقال مجاهد: يعني: إذا أتى أهله فليدْعُ، وفي الصحيحين عن النبي r قال: «لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبدًا».

وقوله تعالى: ? وَاتَّقُواْ اللّهَ ?، أي: خافوا الله فلا ترتكبوا ما نهاكم عنه. ? وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ ?، فيجازيكم بأعمالكم. ? وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ?، المطيعين بجزيل ثواب الله لهم.

http://dc223.4shared.com/img/317309625/5928755e/036.png?sizeM=7

http://dc233.4shared.com/img/320705116/742ca561/t091.png?sizeM=7

قوله عز وجل: ? وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) لا يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) ?.

قال ابن عباس في قوله تعالى ? وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ ?: لا تجعلن الله عرضة ليمينك ألا تصنع الخير، ولكن كفر عن يمينك واصنع الخير، وفي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله r قال: «إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيرًا منها، إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها».

وقوله تعالى: ?لا يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ?، عن عائشة مرفوعًا: «اللغو في اليمين هو كلام الرجل في بيته: كلا والله، وبلى والله». رواه أبو داود، وعنها قالت: (هم القوم يتدارءون في الأمر فيقول هذا لا والله، وبلى والله، وكلا والله يتدارءون في الأمر، لا تعقد عليه قلوبهم)، وقالت أيضًا: (إنما اللغو في المزاحة والهزل، وهو قول الرجل: لا والله، وبلى والله. فذاك لا كفارة فيه، إنما الكفارة فيما عقد عليه قلبه أن يفعله ثم لا يفعله). وعن الحسن بن أبي الحسن: (مر رسول الله r بقوم ينتضلون، يعني: يرمون، ومع رسول الله r رجل من أصحابه، فقام رجل من القوم فقال: أصبت والله، وأخطأت والله، فقال الذي مع النبي r للنبي r : حنث الرجل يا رسول الله، قال: «كلا، أيمان الرماة لغو لا كفارة فيها ولا عقوبة». رواه ابن جرير.

قال ابن كثير: وهذا مرسل حسن. عن الحسن وعن سعيد بن المسيب أن أخوين من الأنصار كان بينهما ميراث، فسأل أحدهما صاحبه القسمة فقال: إن عدت تسألني عن القسمة فكل مالي في رتاج الكعبة، فقال له عمر: إن الكعبة غنية عن مالك، كفّر عن يمينك وكلم أخاك، سمعت رسول الله r يقول: «لا يمين عليك ولا نذر في معصية الرب عز وجل، ولا في قطيعة الرحم، ولا فيما لا تملك».

وقوله تعالى: ? وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ?، أي: عزمتم عليه، وقصدتم به اليمين كما قال تعالى: ? وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ ?، ? وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ?، أي: غفور لذلات عباده حليم عليهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير