تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن كثير: ويحتمل أن يكون المراد أنهم يئسوا من مشابهة المسلمين لما تميّز به المسلمون من هذه الصفات المخالفة للشرك وأهله.

وقال ابن جريج: ? فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ? فلا تخشوهم أن يظهروا عليكم، ? وَاخْشَوْنِ ?. قال ابن جرير يقول: ولكن خافون إن أنتم خالفتم أمري، واجترأتم على معصيتي، وتعدّيتم حدودي، أن أحلّ بكم عقابي وأنزل بكم عذابي.

وعن ابن عباس: قوله: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ?، وهو: الإسلام، قال: أخبر الله نبيه ? والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدًا، وقد أتمه الله عز ذكره فلا ينقصه أبدًا، وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدًا. وعن هارون بن عنترة عن أبيه: قال لما نزلت: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ? وذلك يوم الحج الأكبر، بكي عمر فقال له النبي ?: «ما يبكيك»؟ قال: أبكاني أنَّا كنا في زيادة من ديننا، فأمّا إذا كمل فإنه لم يكمل شيء إلاَّ نقص، فقال: «صدقت». وعن قتادة: قوله: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ? الآية: ذكر لنا أن هذه الآية نزلت على رسول الله ? يوم عرفة يوم الجمعة، حين نفى الله المشركين عن المسجد الحرام وأخلص للمسلمين حجهم.

قوله تعالى: ? فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ?، قال ابن عباس: ? فِي مَخْمَصَةٍ ?، يعني: في مجاعة. وقال مجاهد ? غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لّإِثْمٍ ? غير متعمد لإثم، وقال السدي: يقول: غير متعرض لإِثم، أي: يبتغي فيه شهوة أو يتعدّى في أكله. وعن أبي واقد الليثي قال قلنا: يا رسول الله إنا بأرض يصيبنا فيها مخمصة، فما يصلح لنا من الميتة؟ قال: «إذا لم تصطبحوا، أو تغتبقوا، أو تحتفتوا بقلاً فشأنكم بها». رواه ابن جرير.

قوله عز وجل: ? يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4) ?.

روى ابن أبي حاتم عن عدي بن حاتم وزيد بن مهلهل الطائيين أنهما سألا رسول الله ? فقالا: يا رسول الله قد حرّم الله الميتة فماذا يحلّ لنا منها؟ فنزلت: ? يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ?.

وعن الحسن في قوله: ? وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ ?، قال: كل ما علم فصاد من كلب أو صقر أو فهد أو غيره.

قال ابن جرير: فقوله: ? مُكَلِّبِينَ ? صفة للقانص، وإن صاد بغير الكلاب في بعض أحيانه.

وقوله تعالى: ? تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ ?.

قال البغوي: ? تُعَلِّمُونَهُنَّ ? تؤدبوهن آداب أخذ الصيد، ? مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ ?، أي: من العلم الذي علمكم الله. قال ابن عباس: إن المُعَلَّم من الكلاب: أن يمسك صيده، فلا يأكل منه حتى يأتيه صاحبه، فإن أكل من صيده قبل أن يأتيه صاحبه، فيدرك ذكاته فلا يأكل من صيده. وقال طاوس: إذا أكل الكلب فهو ميتة فلا تأكل. وقال إبراهيم: إذا أكل البازي، والصقر من الصيد فكل، فإنه لا يعلّم. وروى ابن أبي حاتم عن عدي بن حاتم قال: قلت: يا رسول الله إنا قوم نصيد بالكلاب والبزاة فما يحلّ لنا منها؟ قال: «يحلّ لكم ما علّمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علّمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه». ثم قال: «ما أرسلت من كلب وذكرت اسم الله عليه، فكُلْ مما أمسك عليك». قلت: وإن قتل؟ قال: «وإن قتل، ما لم يأكل»، قلت: يا رسول الله وإن خالطت كلابنا كلابًا غيرها؟ قال: «فلا تأكل حتى تعلم أن كلبك هو الذي أمسك»، قال: قلت: إنا قوم نرمي فما يحل لنا؟ قال: «ما ذكرت اسم الله عليه وخزفت فكل».

قال ابن كثير: اشترط في الكلب أن لا يأكل، ولم يشترط ذلك في البزاة فدل على التفرقة بينهما في الحكم والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير