مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ (66) ?.
عن ابن عباس: قوله: ? وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ ?، قال: ليس يعنون بذلك أن يد الله موثقة، ولكنهم يقولون: إنه بخيل أمسك ما عنده، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا. وقال قتادة: أما قوله: ? يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ ? قالوا: الله بخيل غير جواد، قال الله: ? بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ?.
قال ابن كثير: ? غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ ? وهكذا وقع لهم، فإن عندهم من البخل، والحسد، والجبن، والذلة أمر عظيم.
قال ابن جرير: واختلف أهل الجدل في تأويل قوله: ? بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ?، فقال بعضهم: عنى بذلك نعمتاه، وقال آخرون منهم: عنى بذلك القوة، وقال آخرون منهم: بل يد الله صفة من صفاته، هي يد، غير أنها ليست بجارحة كجوارح آدم، وبذلك تظاهرت الأخبار عن رسول الله ?، وقال به العلماء وأهل التأويل. انتهى ملخصًا.
قال البغوي: ويد الله صفة من صفات ذاته، كالسمع والبصر والوجه، وقال جل ذكره: ? لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ?، وقال النبي ?: «كلتا يديه يمين». والله أعلم بصفاته. فعلى العباد فيها الإيمان والتسليم. وقال أئمة السلف من أهل السنَّة في هذه الصفات: أمِرُّوهَا كما جاءت بلا كيف.
وقوله تعالى: ? وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً ?، قال قتادة: حملهم حسد محمد ? والعرب على أن كفروا به، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم.
وقوله تعالى: ? وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ?، قال قتادة: أولئك أعداء الله اليهود، ? كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ ? فلن تلقى اليهود ببلد إلا وجدتهم من أذل أهله، لقد جاء الإسلام حين جاءوهم تحت أيدي المجوس أبغض خلقه إليه. وقال السدي: كلما أجمعوا أمرهم على شيء، فرّقه الله وأطفأ حربهم ونارهم وقذف في قلوبهم الرعب.
http://dc212.4shared.com/img/331350912/732006be/119.bmp?sizeM=7
وقوله تعالى: ? وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ?، قال قتادة: يقول: آمنوا بما أنزل الله، واتقوا ما حرم الله.
وقوله تعالى: ? وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ?، قال ابن عباس: ? لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ ?، يعني: لأرسل السماء عليهم مدرارًا، ? وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ? تخرج الأرض بركتها.
وقوله تعالى: ? مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ ? عن قتادة: قال الله فيهم: ? أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ?، يقول: على كتابه وأمره؛ ثم ذم أكثر القوم فقال: ? وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ ?. وقال الربيع: إلا مدة المقتصدة الذين لا هم قصّروا في الدين، ولا هم غلوا. والله أعلم
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) ?.
¥