تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أظهرها أن يكون للمركب من الحروف المبرز بالنطق، مفردا كان أو جملة، فالمفرد كقولك: زيد، وخرج. والمركب، زيد منطلق، وهل خرج عمرو، ونحو ذلك، وقد يستعمل الجزء الواحد من الأنواع الثلاثة أعني: الاسم والفعل والأداة قولا، كما قد تسمى القصيدة والخطبة ونحوهما قولا.

الثاني: يقال للمتصور في النفس قبل الإبراز باللفظ: قول، فيقال: في نفسي قول لم أظهره. قال تعالى: {ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله} [المجادلة/ 8]. فجعل ما في اعتقادهم قولا.

الثالث: للاعتقاد نحو فلان يقول بقول أبي حنيفة.

الرابع: يقال للدلالة على الشيء نحو قول الشاعر:

*امتلأ الحوض وقال قطني *

* (الرجز لم يعرف قائله، وتتمته:

مهلا رويدا قد ملأت بطني

وهو في اللسان (قول)؛ والخصائص 1/ 23؛ والمحكم 6/ 347)

الخامس: يقال للعناية الصادقة بالشيء، كقولك: فلان يقول بكذا.

السادس: يستعمله المنطقيون دون غيرهم في معنى الحد، فيقولون: قول الجوهر كذا، وقول العرض كذا، أي: حدهما.

السابع: في الإلهام نحو: {قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب} [الكهف/86] فإن ذلك لم يكن بخطاب ورد عليه فيما روي وذكر، بل كان ذلك إلهاما فسماه قولا.

وقيل في قوله: {قالتا أتينا طائعين} [فصلت/11] إن ذلك كان بتسخير من الله تعالى لا بخطاب ظاهر ورد عليهما، وكذا قوله تعالى: {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما} [الأنبياء/69]، وقوله: {يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم} [آل عمران/167] فذكر أفواههم تنبيها على أن ذلك كذب مقول، لا عن صحة اعتقا كما ذكر في الكتابة باليد (النقل هذا حرفيا في البصائر 4/ 304)، فقال تعالى: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله} [البقرة/79]، وقوله: {لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون} [يس/7] أي: علم الله تعالى بهم وكلمته عليهم كما قال تعالى: {وتمت كلمة ربك} [الأعراف/137] وقوله: {إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون} [يونس/96] وقوله: {ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون} [مريم/34] فإنما سماه قول الحق تنبيها على ما قال: {إن مثل عيسى عند الله} [آل عمران/59] (الآية: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون}) إلى قوله: {ثم قال له كن فيكون} وتسميته قولا كتسميته كلمة في قوله: {وكلمته ألقاها إلى مريم} [النساء/171] وقوله: {إنكم لفي قول مختلف} [الذاريات/8] أي: لفي أمر من البعث، فسماه قولا؛ فإن المقول فيه يسمى قولا، كما أن المذكور يسمى ذكرا وقوله: {إنه لقول رسول كريم * وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون} [الحاقة/40 - 41] فقد نسسب القول إلى الرسول، وذلك أن القول الصادر إليك عن الرسول يبلغه إليك عن مرسل له، فيصح أن تنسبه تارة إلى الرسول، وتارة إلى المرسل، وكلاهما صحيح.

فإن قيل: فهل يصح على هذا أن ينسب الشعر والخطبة إلى راويهما كما تنسبهما إلى صانعهما؟ قيل: يصح أن يقال للشعر: هو قول الراوي. ولا يصح أن يقال هو: شعره وخطبته؛ لأن الشعر يقع على القول إذا كان على صورة مخصوصة، وتلك الصورة ليس للراوي فيها شيء. والقول هو قول الراوي كما هو قول المروي عنه. وقوله تعالى: {إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} [البقرة/156] لم يرد به القول المنطقي فقط بل أراد ذلك إذا كان معه اعتقاد وعمل. ويقال للسان: المقول، ورجل مقول: منطيق، وقوال وقوالة كذلك. والقيل: الملك من ملوك حمير سموه بذلك لكونه معتمدا على قوله ومقتدى به، ولكونه متقيلا لأبيه. ويقال: تقيل فلان أباه، وعلى هذا النحو سموا الملك بعد الملك تبعا، وأصله من الواو، لقولهم في جمعه: أقوال نحو: ميت وأموات، والأصل قيل نحو: ميت، أصله: ميت فخفف. وإذا قيل: أقيال فذلك نحو: أعياد، وتقيل أباه نحو: تعبد، واقتال قولا: قال ما اجتر به إلى نفسه خيرا أو شرا. ويقال ذلك في معنى احتكم قال الشاعر:

*تأبى حكومة المقتال*

(البيت:

*ولمثل الذي جمعت من العد **ة تأبى حكومة المقتال*

وهو للأعشى من قصيدة يمدح بها الأسود بن المنذر اللخمي، ومطلعها:

*ما بكاء الكبير بالأطلال**وسؤالي فهل ترد سؤالي*

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير