تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والكافور الذي هو من الطيب. قال تعالى: {كان مزاجها كافورا} [الإنسان/5].

ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:00 م]ـ

شيء

- الشيء قيل: هو الذي يصح أن يعلم ويخبر عنه، وعند كثير من المتكلمين هو اسم مشترك المعنى إذا استعمل في الله وفي غيره، ويقع على الموجود والمعدوم. وعند بعضهم: الشيء عبارة عن الموجود (قال صاحب الجوهرة: وعندنا الشيء هو الموجود ... وثابت في الخارج الموجود)، وأصله: مصدر شاء، وإذا وصف به تعالى فمعناه: شاء، وإذا وصف به غيره فمعناه المشيء، وعلى الثاني قوله تعالى: {قل الله خالق كل شيء} [الرعد/16]، فهذا على العموم بلا مثنوية إذ كان الشيء ههنا مصدرا في معنى المفعول. وقوله: {قل أي شيء أكبر شهادة} [الأنعام/19]، فهو بمعنى الفاعل كقوله: {تبارك الله أحسن الخالقين} [المؤمنون/14]. والمشيئة عند أكثر المتكلمين كالإرادة سواء، وعند بعضهم: المشيئة في الأصل: إيجاد الشيء وإصابته، وإن كان قد يستعمل في التعارف موضع الإرادة، فالمشيئة من الله تعالى هي الإيجار، ومن الناس هي الإصابة، قال: والمشيئة من الله تقتضي وجود الشي؛ ولذلك قيل: (ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن) (هذا حديث لا قول، عن زيد بن ثابت وأبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن) أخرجه البيهقي في الاعتقاد والهداية ص 106؛ وأخرجه أحمد والطبراني عن زيد بن ثابت أن رسول الله علمه دعاء وأمره أن يتعاهد به أهله، كل يوم حين يصبح: لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك، والخير في يديك، ومنك وبك وإليك، اللهم ما قلت من قول، أو نذرت من نذر، أو حلفت من حلف فمشيئتك بين يديك، ما شئت كان، وما لم تشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بك، إنك على كل شيء قدير ... ) الحديث.

قال الهيثمي: وأحد إسنادي الطبراني رجاله وثقوا، وفي بقية الأسانيد أبو بكر ابن أبي مريم وهو ضعيف. انظر: مسند أحمد 5/ 191؛ ومجمع الزوائد 10/ 116.

وسئل الشافعي عن القدر فأنشأ يقول:

ما شئت كان وإن لم أشأ ... وما شئت إن لم تشأ لم يكن، والإرادة منه لا تقتضي وجود المراد لا محالة، ألا ترى أنه قال: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} [البقرة/185]، {وما الله يريد ظلما للعباد} [غافر/31]، ومعلوم أنه قد يحصل العسر والتظالم فيما بين الناس، قالوا: ومن الفرق بينهما أن إرادة الإنسان قد تحصل من غير أن تتقدمها إرادة الله؛ فإن الإنسان قد يريد أن لا يموت، ويأبى الله ذلك، ومشيئته لا تكون إلا بعد مشيئته لقوله: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله} [الإنسان/30]، روي أنه لما نزل قوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم} [التكوير/28]، قال الكفار: الأمر إلينا إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فأنزل الله تعالى: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله} (أخرج هذا ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة. انظر: الدر المنثور 8/ 436)، وقال بعضهم: لولا أن الأمور كلها موقوفة على مشيئة الله تعالى، وأن أفعالنا معلقة بها وموقوفة عليها لما أجمع الناس على تعليق الاستثناء به في جميع أفعالنا نحو: {ستجدني إن شاء الله من الصابرين} [الصافات/102]، {ستجدني إن شاء الله صابرا} [الكهف /69]، {يأتيكم به الله إن شاء} [هود/33]، {ادخلوا مصر إن شاء الله} [يوسف/69]، {قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله} [الأعراف /188]، {وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا} [الأعراف/89]، {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله} [الكهف/24].

ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:01 م]ـ

عجب

- العجب والتعجب: حالة تعرض للإنسان عند الجهل بسبب الشيء، ولهذا قال بعض الحكماء: العجب ما لا يعرف سببه، ولهذا قيل: لا يصح على الله التعجب؛ إذ هو علام الغيوب لا تخفى عليه خافية. يقال: عجبت عجبا، ويقال للشيء الذي يتعجب منه: عجب، ولما لم يعهد مثله عجيب. قال تعالى: {أكان للناس عجبا أن أوحينا} [يونس/2]، تنبيها أنهم قد عهدوا مثل ذلك قبله، وقوله: {بل عجبوا أن جاءهم} [ق/2]، {وإن تعجب فعجب قولهم} [الرعد/5]، {كانوا من آياتنا عجبا} [الكهف/9]، أي: ليس ذلك في نهاية العجب بل في أمورنا أعظم وأعجب منه. {قرآنا عجبا} [الجن/1]، أي: لم يعهد مثله، ولم يعرف سببه. ويستعار مرة للمونق فيقال: أعجبني كذا أي: راقني. قال تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله} [البقرة/204]، {ولا تعجبك أموالهم} [التوبة/85]، {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم} [التوبة/25]، {أعجب الكفار نباته} [الحديد/20]، وقال: {بل عجبت ويسخرون} [الصافات/12]، أي: عجبت من إنكارهم للبعث لشدة تحققك معرفته، ويسخرون لجهلهم. وقيل: عجبت من إنكارهم الوحي، وقرأ بعضهم: {بل عجبت} (وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف. انظر: إرشاد المبتدي ص 521) بضم التاء، وليس ذلك إضافة المتعجب إلى نفسه في الحقيقة بل معناه: أنه مما يقال عنده: عجبت، أو يكون عجبت مستعارا بمعنى أنكرت، نحو: {أتعجبين من أمر الله} [هود/73]، {إن هذا لشيء عجاب} [ص/5]، ويقال لمن يروقه نفسه: فلان معجب بنفسه، والعجب من كل دابة: ما ضمر وركه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير